السلفية المتمحورة حول شيخ وايديولوجيا

mainThumb

15-09-2019 02:06 PM

تحكم السلفية أيديولوجيا خطيرة جداً، وأخطر ما فيها هو الاعتقاد السائد عندهم بأن قتال العدو القريب مقدم على قتال العدو البعيد.
 
تنتشر السلفية بشكل عام في اغلب الدول بعضها يظهر بشكل واضح وبعضها يعمل في الخفاء، وتحمل منهاجاً لا يهدف إلى تخريج سلفيين فقط، بل شريحة من الجهاديين التكفيريين أيضاً، ويبررون استخدام العنف ضد بقية المسلمين بتهمة الارتداد عن الدين.
 
السلفية هي جماعة مغلقة على الأتباع متمحورة حول شيخ وإيديولوجيا، ويقوم خطابها على أنها المدافع عن الطائفة السنيَّة في وجه الطوائف الأخرى، يلامس خطابها العقائدي حاجة نفسية لدى شرائح معينة من الجمهور المستهدف الذي يعاني غضباً وتهميشاً وفراغاً ناجماً عن الصعوبات المعيشية، الأمر الذي يحيل فكرة الخلاص مدخـلاً أساسياً في استراتيجيات التجنيد والتأطير من جانب هذه الجماعات، لها وجود حيوي في قطاع غزة اما الضفة الغربية فوجودها قليل وخفي نوعا ما.
 
رؤية السلفية:-
 
لا تعتبر السلفية نفسها جزءاً من النظام السياسي الفلسطيني، بل جزءاً من منظومة دينية أكبر تشمل العالم الإسلامي وتتباهى بالعلاقة مع الجهاد العالمي والقاعدة، لا يؤمنوا بالجماعات الإسلامية كونها شاركت الانتخابات واعتبرتها جماعات بدعية، ولا يؤمنوا أن العلمانية على اختلاف راياتها ومسمياتها وأحزابها واعتبرتها كفر خارج عن الملة، ويعتبروا ان كل شخص خارج عن ملتهم هو كافر وجب قتله، لذلك فالسلفية لا تؤمن بالسلطة الفلسطينية ولا بحركة حماس ولا بالفصائل الاخرى.
 
أبرز الحركات السلفية في غزة:-
 
تنقسم الجماعات السلفية في القطاع إلى مجموعتين: الأولى دعوية وهي التي يتبع لها حزب النور، والثانية جهادية مسلحة، ومنها جماعات تنظيم جند الله، وسيوف الحق، وجيش الأمة، وجيش الإسلام، وجلجلت، والتوحيد والجهاد، وسرية الشيخ عمر حديد‏ .
 
اسباب انتشار السلفية في القطاع:-
 
1. ان ابرز اسباب انتشار السلفية والتي ساهمت في خلق بيئة اجتماعية وسياسية وأمنية ووفّرت أرضية خصبة لنموها الانقلاب، وهو من أوجد التربة الخصبة لنشوء السلفية ومنحها الحماية، والانقسام أدى إلى تفشي التطرف في صفوف فئة من الشباب شعرت بالغبن والظلم وهو ما يفسر وجود أعضاء سابقين من حماس وفتح في صفوف الجماعات السلفية الجهادية المختلفة.
 
2. أساليب التلقين المستخدمة من جانب بعض قيادات حماس، وهو ما جعل عناصرها منغلقة ولا تتقبل الأفكار الأخرى وتنظر إلى الآخر الوطني بالريبة والشك‏ .
 
3. الحصار المفروض على القطاع وتردّي الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية وغيرها من العوامل الموضوعية.
 
4. هجرة الشباب وموتهم اثناء السفر. 
 
5. إسرائيل معنية بانتشار السلفية من خلال توريط عناصرها في أعمال التخريب والفوضى وبث الفتن، وادخال القطاع في حرب وقت ما تشاء عبر اطلاق الصواريخ العبثية، وتستخدمها في استهداف الجيش المصري لإدامة الحصار على القطاع.
العلاقة بين حماس والسلفية:-
 
الخلاف الفكري بين السلفيين وحركة حماس فى فلسطين، خلاف معلوم ومنشور وكل فريق يبرز خلافه عبر أدواته الإعلامية والمعارك الفكرية المستعرة بين الطرفين عبر الكتب والمواقع على الإنترنت.
 
وصلت العلاقة بين حماس والسلفية إلى حالة من القطيعة، عقب إعلان حماس دخولها انتخابات 2006، وزادت العلاقة تأزماً بين الطرفين، ولا سيَّما بعد اعلان حماس بدء التفاهمات بينها وبين اسرائيل من خلال قطر والتي باتت شفوية غير مطبقة فعلياً، فاسرائيل معنية باستمرار الوضع القائم كما هو.
 
يغلب على العلاقة بين الطرفين التوتر بسبب:-
 
خلافات أيديولوجية .
خلافات حول التهدئة.
 
مستقبل العلاقة بين حماس والسلفية:-
 
مستقبل العلاقة ما بين حماس والسلفية يرنو نحو مزيد من التوتر والتأزم فالسلفية في القطاع ليست وحدها من تحدد مستقبل العلاقة، إذ إن الدور الأساسي في ذلك يعود إلى السلفية في سيناء التي تعتمد على الرافد البشري الغزاوي لاستمرار صراعها مع الجيش المصري.
 
نخلص إلى نتيجة مفادها أن هناك قاعدتين أساسيتين تتحكمان بالعلاقة ما بين حماس والسلفية وهما: 
الأولى، كلما تحسنت العلاقة المصرية – الحمساوية، تأزمت العلاقة الحمساوية – السلفية.
الثانية، عدم الالتزام بالتهدئة مع إسرائيل من جانب السلفية يزيد العلاقة بين الطرفين تأزماً.
 
خلاصة:-
1. تعزيز حالة الانفتاح في المجتمع الفلسطيني ونشر الفكر المعتدل، واحتواء حالات التشدد الفكري، واعتماد آلية الحوار قبل اللجوء إلى المعالجات الأمنية التي تبقى ضرورية عند فشل الوسائل الأخرى تخفف من الفكر السلفي المتشدد.
 
2. التنبه إلى محاولات بعض الأطراف لاختراق وربما إيجاد تشكيلات متشددة داخل المجتمع الفلسطيني بهدف خلط الأوراق وإحداث حالة بلبلة والتأكيد على أن التناقض الرئيسي هو مع الاحتلال الإسرائيلي الذي يواصل ارتكاب جرائمه بحق كل الفلسطينيين دون تمييز، وتجريم فكرة استخدام السلاح في الخلافات داخل المجتمع الفلسطيني.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد