العبودية الطوعية

mainThumb

01-12-2019 05:16 PM

 تشكلت العلاقات بين البشر تبعا للطبيعة الإنسانية التي تبحث دوما عن جماعة ينتمي إليها الفرد ويلجأ إليها لتحقيق ذاته وحمايته من الاخرين وكما يرى ابن خلدون في مقدمته، أن الإنسان مدني بالطبع،؛؛

وتوسعت هذه الجماعات وبدأت تحدد لذاتها أبعادا ديمغرافية محاطة في بادئ الأمر بالموانع  الطبيعية من مرتفعات إلى انهار وبحار  وصحاري ومع الاستقرار الحضاري وتشكيل الدول  والامبراطوريات بدأت تتشكل العلاقات الاجتماعية بين مجموعات من الناس في إطار الدولة وفي معظمها في بادي الأمر كانت إختيارية بحكم الجغرافيا السكانية وسهولة التنقل وغياب الحدود السياسية بالمفهوم العصري  وتطورت فيما بعد إلى إجبارية العلاقة بعد تشكيل الدول والحكومات والمؤسسات الرسمية والمدارس والجامعات والجيوش  وخلافه والذين تحكمهم القوانين والتشريعات وتنظم العلاقة فيما بينهم وتتلاشى هذه العلاقة الجماعية تدريجيا اما بانتهاء العمل أو الانتقال إلى موقع آخر وتستمر بعض هذه العلاقات في حدود ضيقة بين الأفراد لمصالح مشتركة أو لعلاقة صادقة وتحكم العلاقة في التنظيم الوظيفي قدرة الفرد على التعامل مع الآخرين سواء كان رئيسا أو مرؤوسا ولكن من خلال تجارب طويلة يتظاهر البعض من المرؤوسين بالإخلاص والود  والنفاق في السلوك والحديث ولكن مثل هذه النماذج من السهولة بمكان اكتشاف نواياها لمؤشرات عدة اهمها موافقة المسؤول على كل ممارساته سلبا ام ايجابا ومقترحاته دون نقاش أو انتقاد بل  بالاشادة على الرغم من القناعة العكسية لما يطرح أو ينفذ مما يربك العمل والأداء والإنتاج وفي المقابل قد يلجأ الرئيس إلى توظيف الطاعة العمياء التي يبديها بعض المرؤوسين لخدمة مصالحه على حساب المصلحة العامة وطبعا سينقلبون على الرئيس في أول اختبار َحقيقي اوتغيير في المواقع والذي لا يحضر نفسه جيدا لهذه المتغيرات سيصاب بالذهول والشرود الذهني والاكتئاب، وهناك من يوظف المؤسسة بكوادرها وامكاناتها لخدمة مصالحة الشخصية، وكل ذلك على حساب العمل العام سلوكا وإنجازا وفي منظومة فساد إداري الذي يعد أخطر أنواع الفساد لما له من تداعيات على مستقبل المؤسسة، وتشير دراسات متعددة في علم النفس الاجتماعي أن هذة النماذج من الموظفين لا يستطيعون  العمل دون أن يكونوا مطايا لغيرهم ومن هنا ظهر الرق الوظيفي  والتجارة فية  وهذا ما اشار اليه المفكر الفرنسي اييتان دو لا بواسييه.

في كتابه  (العبودية الطوعية)     كما أشارت دراسات متعددة  انهم لا يستطيعون النوم بشكل جيد أو حتى  الاستمتاع باوقات الفراغ الا اذا خدموا سيدهم خدمة شخصيه ويتللذون بالإهانة بل يبحثون عنها لأنها أصبحت مطلبا بيولوجيا ونفسيا لدرجة الإدمان، وهنا لجأت بعض الدول إلى تجميعهم في مخيمات خاصة وإعادة تأهيلهم في مصحات بإشراف أطباء نفسيين  وتشغليهم في المزارع  والمصانع ومؤسسات الرعاية الاجتماعية مع توزيع الأدوار عليهم في إدارة شؤونهم حتى يستعيدون الثقة بأنفسهم وقدراتهم،   فهل تعمل هذه المؤسسات التي ابتليت بادارات فاسدة وادمنت بعض عناصرها على العبودية، على إعادة تأهيل كوادرها الذين تسلط عليهم من لا يخاف الله فيهم؟؟



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد