الصحفية العراقية أطوار بهجت .. وقصة اغتيالها

mainThumb

18-06-2020 01:02 PM

السوسنة - أطوار بهجت صحفية وأديبة عراقية، عملت بعد تخرجها من جامعة بغداد، في عدد من الصحف والمجلات، والقنوات التلفزيونية مراسلة في بلدها العراق، مثل قناة العراق الفضائية وقناة الجزيرة القطرية وأخيرا في قناة العربية السعودية. تم اغتيالها في أثناء تغطيتها الإعلامية لتفجير استهدف ضريح الإماميين العسكريين في مدينة سامراء العراقية، بتاريخ 22 شباط/فبراير عام 2006م، بحسب وسائل إعلام عديدة أشهرها "BBC" و""CNN.


وُلدت أطوار بهجت في السادس من يونيو/حزيران عام 1976م، في مدينة سامراء التي تتبع إداريا لمدينة صلاح الدين شمالي العراق، تخرجت من كلية الآداب في جامعة بغداد في عام 1998م، بتخصص اللغة العربية، وبدأت عملها في مجلة ألف باء وجريدة الجمهورية في قسمها الثقافي بالتحديد، وبحسب مُقربين من أطوار، فإنها كانت تتردد كل أربعاء على مركز الأدب في بغداد، لحضور الأمسيات الأدبية هناك.
وبحسب وزارة الثقافة العراقية، فإن أطوار بهجت بدأت في عام 2004م بتأليف رواية بعنوان "عزاء أبيض"، ولم تُنشر إلا بعد وفاتها، وقد نُشرت منقوصة بسبب اغتيالها، وجاء في إهداء الرواية ما يلي:" إلى الذي تمنى بدايتي وانتهى قبل أن أبدأ.. أبي، إلى التي لا تستحق عقوقي أبدا.. أمي".

أشهر المؤلفين الموسيقيين في عصر الباروك


ومن اقتباسات الرواية:"رُبما كنتُ أجد نفسي في رصاصة مُحتل، وما كنت لأضيع هكذا بين وطنين سليبين، لا يبدو أن أحدهما سيقبل قريبا منحي حق الموت على بابه".


اغتيالها:
في 22 من شباط/فبراير عام 2006م، تعرض مرقد الإمامين علي الهادي والحسن العسكري في سامراء شمالي العراق، لتفجير بعبوات ناسفة أدت لحدوث أضرار ماديّة، وتخريب قبّة المرقد الذهبية، وقد هرعت وسائل الإعلام المُختلفة لتغطية الحدث، ومن بين الإعلاميين العراقيين الذي حاولوا الوصول لمكان التفجير، أطوار بهجت التي كانت تعمل حينذاك مراسلة لقناة العربية، وبحسب تقريرها الأخير الذي قدمته من خارج المدينة، أوضحت بأنها مُنعت وطاقم العمل من الدخول من قبل الأجهزة الأمنية، وكان معها في التغطية الاعلامية إثنين من زملائها هما: المصور عدنان عبد الله وفني الصوت خالد محسن، وقام مجهولون بإختطاف أطوار بهجت وزملائها بعد اتمامهم للتقرير الأخير، وقد عثرت الأجهزة الأمنية في اليوم التالي على جثث المُختطفين بالقرب من ذلك المكان.

من هو أشهر العلماء النفسيين ؟


تفاصيل الاغتيال:
في الخامس من آب/اغسطس عام 2009م، وبعد ثلاثة أعوام على إغتيال أطوار بهجت، أعلنت السلطات العراقية عن اعتقال شخص يُدعى ياسر الطناخي واثنين من مُعاونيه، وصفت المُعتقل بـ "القاتل الحقيقي لأطوار بهجت" بحسب المُتحدث باسم خطة أمن بغداد اللواء قاسم عطا.
وقد قامت السلطات العراقية ببث اعترافات الطاخي الذي كان يبلغ الخامسة والعشرين من العمر، على التلفزيون الرسمي، وقد اعترف الطاخي أنه قام بقتل أطوار وزميليها بعد خطفهم، بمساعدة اثنين من إخوته وشخصين آخرين، في أثناء تغطية الفريق الصحفي لأحداث تفجير مرقد الإمامين، وقد اعترف الطاخي كذلك بأنه أقدم على اغتصاب أطوار قبل قتلها، وهذا الأمر نفته عائلة الضحية بالاستناد لتقرير الطب الشرعي، الذي يُؤكد تعرضها للتعذيب فقط.


والطاخي بحسب اعترافاته ينتمي لـ "جيش محمد" التابع لتنظيم القاعدة الذي كان ينشط في العراق بعد الغزو الأمريكي عام 2003م.
وقد شكك بعض الحقوقيين والنشطاء الصحفيين، في حقيقة اعترافات الطاخي، مثل رئيس المركز الوطني العراقي للعدالة الإنتقالية، محمد الشيلخي المُقيم في بريطانيا، ويستند الشيلخي في شكوكه لشهادات حيّة وأدلة تُثبت حقيقة مُغايرة تماما لما أدلى به الطاخي من اعترافات، كمقطع الفيديو الذي وُجد في هاتف نقال، وتم نشره من قبل وسائل إعلام محلية عراقية، وعالمية، يُظهر عملية قتل فظيعة يقوم بها شخصان أمام كاميرا الهاتف بحق أطوار بهجت، وفي نفس السياق، فقد تناقلت وسائل الإعلام العالمية بتاريخ 8 أيار/مايو عام 2006م، مقطع يُوثق عملية قتل أطوار بهجت، فبحسب صحيفة الصنداي تايمز، فالمقطع يظهر لحظات أطوار بهجت الأخيرة قبل ذبحها بالسكين والتمثيل بجثتها، ودون وضوح للفاعلين المُلثمين، الذي لم يتكلموا إلا بهتافات "الله أكبر"، في المقطع أطوار تجلس معصوبة العينين، ومربوطة اليدين وراء ظهرها، بين رجلين يرتديان اللباس العسكري، وقد كان الدم ينزف من أعلى رأسها، ومن ثم يقوم أحد الرجلين بالوقوف وراء ظهرها، ويقوم بتكميم فمها بيده اليسرى، وهو يُمسك بيده اليمنى سكينا كبيرة، ويبدأ بذبحها، وتُسمع صرخات أطوار مع هتافات "الله أكبر" من الشخص الذي يصور بالهاتف النقال.


وبحسب الصحيفة، التي كان لها السبق في الحصول على المقطع المُصور، فإن تفاصيل الفيديو تخلو من أي دليل يمكن استخدامه لإدانة جهة ما، باغتيال الصحفية أطوار بهجت وقبل ذلك زميليها، وقد بيّنت بأن المصدر الذي أرسل المقطع للصحيفة، أكد أن الهاتف الذي وُجد المقطع فيه يعود لأحد عناصر المليشيات الطائفية التي تنشط في العراق منذ بدء الاقتتال الطائفي، وقد لقي ذلك العنصر مصرعه في إحدى الاشتباكات التي حصلت في العاصمة العراقية بغداد.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد