القابض على الماء

mainThumb

29-06-2020 12:18 PM

يمر الانسان في محطات حياتيه وخاصة في اوج عطاءه بعلاقات تبدو طيبة، وقد تغري الفرد ويتوهم بانه اصبح مهما وله شعبية قوية، ويبدا ببناء عروش من الاوهام والاحلام بالمستقبل المزدهر ويعود ذلك إلى حجم المكالمات اليومية التي لا تتوقف بمناسبة او بدونها، فتجد الاعجابات على الفيس بوك لمدرس الجامعة تتضاعف في الفصل الدراسي تبعا لعدد المسجلين في المساقات التي يدرسها، ويختفي نصف العدد مباشرة بعد نشر العلامات وتتلاشي البقية بعد اسبوع على ابعد تقدير .

ولا يعرف القيلولة بعد الدوام موظف دائرة خدماتية مثل البلديات والصحة والاحوال المدنية والاراضي وغيرها بسبب زوار الاعجاب والاطمئنان على صحته دون موعد وطبعا في نهاية الزيارة لا بد من طلب بسيط (خدمة).

وقد يتوهم البعض انه يحظى بشعبية جارفة تؤهله لخوض للانتخابات النيابية او البلدية وذلك أضعف الايمان، وروى لي صديق كان يعمل في دائرة مهمة في العاصمة اصابه هذا الوهم وكان في رحلاته اليومية بسيارته من اربد إلى عمان لا تهدأ إضاءات السيارات(ترميش) المعاكسة له في الاتجاه في وضح النهار، مما اوهمه انه اصبح علما ومعروفا للجميع والكل يحييه، ولكنه اكتشف عند تجديد الرخصة السنوية لسيارته ان عليه العشرات من مخالفات السرعة لانه لم ياخذ بتنبيهات المعجبين بالاضاءات المتكررة بوجود الرادارات المتحركة، والتي تصطاد السيارات التي تتجاوز السرعة المقررة، وذلك قبل عصر الكاميرات المثبتة، وهذا حال العديد منا الذين يشترون الاوهام ويعيشون الدور وقد تسول له نفسه الامارة بالسوء بتوسيع صالون الضيوف بالقروض المسيرة او الرشوة (البريئة) من أصحاب الحاجة ، استعدادا للقادم، وحالهم كالقابض على الماء الذي يرتد كفه خاليا وكالذي يسقي شجر الصفصاف ولا ثمر في النهاية، كما جاء في اغنية سعدون جابر (لا تعاشرين البذات والل ماله تالي مثل اللي يلم المي يرد كفه خالي) والله المستعان على المنافقين .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد