عَمَلِيَاتُ اَلْتَجْمِيْلُ حَلاَلٌ أِمْ حَرَامٌ دِيْنِيًا

mainThumb

05-05-2021 11:37 PM

علينا أن نعلم أن الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان في أحسن تقويم (لَقَدْ خَلَقْنَا الإنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ (التين: 4)). إلا أنه في بعض الحالات نتيجة لسبب ما أو أسباب معينة يحصل تشويه في الجنين وينزل الجنين من بطن أمه فيه بعض التشويهات. وفي حالات أخرى يمكن أن يحدث لأي إنسان حادث ما سواء أكان في البر او البحر أو الجو وينتج عنه تشويهات في خلق الله الذي خلقه عليه في أحسن تقويم. في هذه الحالات يمكن للمشرع أن يستشهد ويقيس على الآيات التالية (إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ، حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَن تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلَامِ ذَٰلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن دِينِكُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِّإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (البقرة: 173 و المائدة: 3)). ويتم تحليل عمليات التجميل للضرورة.
 
ويمكن إضافة حالات أخرى يتم فيها تحليل عمليات التجميل للضرورة أيضا وهي عندما يتقدم السن في الإنسان ويحصل له تجاعيد في وجهه إعلى واسفل العينين وتؤثر على الرؤيا عنده أو عندها أو سمنة مفرطة تؤثر على حياة الإنسان بشكل عام أيضاً فتعطى في هذه الحالات الصلاحية للطبيب المسلم في الفتوى في ذلك. وأما أن يكون الإنسان شكله جميلا ولا شيء فيه يعيبه ولا يؤثر على حياته ويرغب فقط في تقليد الغير ممن يعملون عمليات التجميل من أجل أن يصبح شكله يشبه فلان من الناس أو شكلها يشبه علاَّنه من الناس فهذا حرام دينياً في كل الرسالات السماوية وفي الدين الإسلامي بالخصوص لأنه يكون الشخص الذي عمل عمليات التجميل فعل بنفسه كما جاء في هذه الآية (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ (ق: 16)). لأن هذا العمل هو من تأثير الشيطان على عقول ونفسيات بعض بني آدم ليطغيهم في التلاعب في خلق الله الحسن كما ورد في هذه الآية (وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِّن دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُّبِينًا (النساء: 119)). فالآية واضحة جداً في معانيها وهذا ما يقوله الشيطان على لسانه في هذه الآية ويقول الله تعالى فيها أيضا من يتخذ الشيطان وليه من دون الله فيكون من الخاسرين الذين خسروا الدنيا والآخرة.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد