لاَ أَحَد مِنْ بَنِي آدَم يَدْخُل اَلْجَنَة إِلاَّ بِرَحْمَةِ الله

mainThumb

30-07-2021 05:06 PM

 يقول تعالى في كتابه العزيز (مَّا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَآمَنتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا (النساء: 147))، أي لا حاجة لله بعذابكم ووضعكم  فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ. لأن عذابه لكم لا يجلب له نفعًا، ولا يدفع عنه ضُرًّا، وإنما عقوبته لكل من خلق من خلقه يكون بسبب جُرْأَتِهِم عليه، وعلى مخالفتهم لأوامره ونواهيه، ولكفرانِهم بنعمه عليهم التي لا تعد ولا تحصى (وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ (النحل: 18)). فإن شكرتم الله على نعمه، وأطعتموه في أوامره ونواهيه، فلا حاجة له بتعذيبكم، بل يشكر لكم ما يكون منكم من طاعةٍ له وشكر. فما عليكم إلا أن تؤمنوا بالله ولا تشركوا به شيئاً وتشكروه وتحمدوه على ما أنعم عليكم من نعم لا تعد ولا تحصى. ومع ما تقدم فلا يدخل الجنه أيٌ من خلقه حتى الأنبياء إلا برحمته والدليل على ذلك من القرآن الكريم (حَتَّىٰ إِذَا أَتَوْا عَلَىٰ وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ، فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِنْ قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْـــــــــــــمَتِــــــــــــــــكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ (النمل: 18 و 19)). عن عائشة أم المؤمنين أن الرسول صلَّى عليه وسلم قال: لَنْ يُدْخِلَ أحَدًا عَمَلُهُ الجَنَّةَ، قالوا: ولا أنْتَ يا رَسولَ اللَّهِ؟ قالَ: لا، ولا أنا، إلَّا أنْ يَتَغَمَّدَنِي اللَّهُ بفَضْلٍ ورَحْمَةٍ مِنْهُ، فَسَدِّدُوا وقارِبُوا، ولا يَتَمَنَّيَنَّ أحَدُكُمُ المَوْتَ، إمَّا مُحْسِنًا، فَلَعَلَّهُ أنْ يَزْدادَ خَيْرًا، وإمَّا مُسِيئًا، فَلَعَلَّهُ أنْ يَسْتَعْتِبَ.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد