لست كاتباً صحفياً

mainThumb

18-09-2021 06:53 PM

لست كاتباً صحفياً، فأنا لم أدرس و أتعلم في الجامعة أربعة سنوات أصول و مبادئ و أوقات و مناسبات التطبيل و التزمير و في النهاية لا أجد نقابة تعترف بمهنتي. بينما هناك نقابات تتعامل مع منتسبيها بالقطعة حسب الانتماء الحزبي. 

و لا أستطيع أن أكتب عن جهة حكومية مقصرة في التفتيش الذي هو عنوان عملها و تكتفي بالمراقبة من بعيد للتجاوزات و عدم الالتزام بالقوانين و الانظمة والتعليمات، بينما الالتزام سيوفر عشرات فرص العمل و سيوفر المزيد من الأمن و السلامة في الوطن.
 و لا أستطيع أن أكتب عن رئيس تنفيذي ملأ شركته بأقاربه و كل متوسط واسطة، يخدع مجلس إدارته حتى يمدوا له في الغي مدا، بينما هو يرفل بالنعيم و الأعطيات، هو و حاشيته و مريديه.
و أنا لا أستطيع أن أكتب عن منظمات مجتمع مدني تحظى برعاية و تمويل من جهات أمنية أجنبية حسب المنشور من قبلها عن نشاطاتها و جهات تمويلها. و هي تملأ البصر و السمع بينما ترسل تقاريرها الى خارج الحدود.
ببساطة أنا لا يمكنني أن أصبح سجينا او ظنيناً، فمن يصل تلك المحكمة لن يسأل عنه أحد، و لن يجد من يتكفله أو يهتم لأمره. سيضحكون عليك و يقولون مناضل، لا تصدقهم، فكل ما ستحصل عليه هو الاهانة.
أنا أختفي بين الناس، أنا واحد من الناس ليس لي رأي أو قول أو معارف. انا فقط كاتب من اصل فعل الكتابة، اكتب المقالة والقصة القصيرة و رؤى شخصية و ربما اكتب الرواية، دخلت عالم الكتابة من باب الكتابة الابداعية لدي اربعة كتب منشورة الكترونيا في دار كتابات جديدة للنشر الالكتروني.
 انا غير مختص في تحرير الاخبار و لا أستطيع أن أقنع شخصا واحدا بإبداء رأيه. و قطعا لن أكتب تحقيقات اخبارية لأن تقصي الحقائق هو من المحرمات في مجتمعنا.
لا أستطيع أن اكون كاتبا صحفيا لأن للنجاح شروط لا تجتمع فيّ.
أما الفساد فإن لي رأي خاص فيه، فأنا لا أؤمن أن هناك فساد وأن الاعتراف بوجود الفساد هو لأغراض أخرى ليس منها الحد منه او محاربته. فهل تصدقون أن مطالبات بمجرد فلوس يمكن أن يجتمع معها فساد، الأمر أكبر منا و من تصوراتنا و حتى ما يمكن ان نتخيله.
ما يجمعني بالكتابة الصحفية هو اني هممت ان ادرس الصحافة والاعلام في الجامعة و بما ان لقب الهندسة يطغى على الالقاب الاخرى فقد درست الهندسة.
انا لا اجيد الابتزاز او رشوة الآخرين، التي يمارسها بعض الناس لتسهيل امورهم.
ان ما يحصل هو شيء مخيف و مرعب و غير مطمئن. إن من لا يعتبر بغيره لا يمكن أن يكون انسانا سويا و قد اثبتت الاحداث اننا جميعاً مخدوعون.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد