معلم في طريق الوصول

mainThumb

16-02-2022 11:10 AM

وصلتني معلومة عن التاثير السلبي لاستخدامات الاجهزة الالكترونية الكثيرة والطويلة على سلوك ونفسية المستخدمين لتلك الاجهزة وبالطريقة التي نراها في كل بيت ، وخصوصا الاطفال منهم، فارتعبت ، وقررت ان ابحث عن الاسباب التي تقف وراء ذلك الاستخدام  المخرب ، ومن المسؤول عن ذلك التخريب وكيف نقف امامه ؟
 
وجدت ان المسؤولية عن ذلك التخريب يمكن تحديدها في ثلاثة مجموعات:
 
المجموعة الاولى هي مخترع تلك الالعاب وصانعها ومسؤول الرقابة عن الصناعة في بلد المشأ ، ثم التاجر والمصدر من موقع الصناعة .. وهؤلاء ليس لاحد منا عليهم تاثير الا من خلال موقع واحد وهم موقع الاستيراد والسماح به في بلادنا وهذا ايضا ليس لنا عليه تاثير حتى يومنا هذا.
 
اما المجموعة الثانية فتتمثل في مجتمع الاباء والابناء.. ودافعهم لاقتناء واستخدام تلك الاشياء واستعمالها ، ولا شك انه دافع ثقافي بحت يمثل واقع الامة هذه الايام مستندا الى مفهوم  اقتصادي  تدعمه وجهات نظر تتحدث بمفاهيم تربوية وعلمية تصب في مواقع غريبة اتية من مواقع ومفاهيم غريبةعن المفاهيم الاصلية ، مثل الحرية الشخصية والتقدم العلمي والثقافي والحضاري ، والتي اصبحت مفهومة بالقدر التي هي مرتبطة بما لدى الاخرين واصبح الناس يروا ضرورة اللحاق باولئك الاخرين  وبسرعه ، طبعا بما ان الحديث هو عن مكونات المجتمع من الاباء والامهات فبالتاكيد يدخل في تكوين مجموعتهم المدرسين والمدرسات الذين كانوا من فترة غير بعيدة يعيشون في مجتمع طفولي غير مختلف كثيرا عما هو عليه المجتمع الان .
 
واما المجموعة الثالثة فهي الانظمة الاقتصادية والتجارية والثقافية  في بلادنا والتي تخضع بمجموعها للانظمة السياسية  السائدة عندنا ، وكلها انظمة مصنوعة تكويناتها خارج بلادنا وبالتاالي فهي مستوردة بل قل مفروضة على ثقافة الناس عندنا والذين هم اصحاب الحق الاول والاخير في ان يكون لديهم ثقافة واسلوب حياة يحكمه نظام حكم عادل ونزيه وقادر وقوي .
وتلخيصا .. فان المشكلة تكمن في قدرة الاهل على الفهم والسيطرة على صانع  القرارات في حياتهم اليومية  وذلك بالتاكيد شبه مستحيل في الاوقات والظروف الحالية في بلادنا.
وقبل الغوص في صلب الموضوع ارغب في ان ابين خطر مسيرة حياة الجيل الحالي من خلال جزئية المضار التي تسببها الالعاب الالكترونية في حياة الامة على سبيل المثال ، والتي تشكل واقعا اساسيا للحياة هذه الايام ، وانقل هذه الاراءكما قالها المتخصصون:
 
اولا : تاثيرها على التعليم 
1. قد يثير الاهتمام بالالعاب لدى الاطفال المتعة الشديدة والاثارة تفوق تلك التي يشعر بها في المدرسة وبين الزملاء فيفقد اهتمامه بالمدرسة وحتى الذهاب اليها.
2. ان قضاء الطفل لكثير من الوقت أو سهره ليلاً مع تلك الألعاب يسبب إرهاقه وعدم قدرته على الاستيقاظ صباحاً للمدرسة .
3. قد تفقد الالعاب الطفل اهتمامه بواجباته المطلوب انجازها خارج المدرسة فلا يهتم بها وبالتالي يصبح غير واع لما يتعلمه فلا ينجز ما هو مطلوب منه في الاختبارات، مما يسبب سوء المستوى وضعف التعلم والاداء التعليمي.
ثانيا : تاثيرها على السلوك
1. لان بعض ألعاب خصوصا تلك التي يشاهدها الاطفال في التلفزيون تحتوي على عنف مفرط فقد تكون السبب المباشر في انشاء سوء سلوك الطفل وعدوانيته. 
2. وقد يشاهد الاطفال العابا بها أفعال جنسية نابية او تحتوي على ألفاظ خارجة بمختلف اللغات فيكررها الطفل بدون فهم معناها وتصبح جزءاً من طريقة كلامهم. 
3. هناك الألعاب تحرض على العنصرية أو الشذوذ وغيرها من التوجهات غير السوية التي قد لا يستوعبها الطفل ولكنه ربما يمارسها ويحاكيها في تعامله مع باقي الاطفال . ويقول المراقبون بان ذلك قد ظهر مؤخراً في بعض أنواع الألعاب الخطيرة جداً، مثل الحوت الأزرق ولعبة مومو ولعبة مريم، اذ تقوم هذه الالعاب على تهديد الطفل وإرغامه على القيام بتصرفات غريبة وعدوانية ، وقد ينتهي الأمر في النهاية الى اصابة الطفل بالاكتئاب الحاد والانتحار ، وقد حدثت بالفعل حالات انتحار بين الأطفال والمراهقين بسبب هذه الألعاب. ومن لديه الرغبة في التعرف اكثر عن تلك الالعاب وتاثيرها على الاولاد وعلى حالاتهم النفسية  فالكلام في الكمبيوتر عنها كثير.
 
ثالثا : النتائج المتوقعة
ان ينحرف الجيل كله عن المستقبل المناسب المبني على التفكير السليم واسلوب العيش القويم ، ثم تكون الطامة الكبرى عندما يكبر الجيل ويتحول الى اساتذة ومهندسين وازواج وزوجات وتصبح العودة الى الطريق السليمة اصعب ، وهكذا يمتد الخراب في الحياة ويسود الشيطان على معظم مرافق الحياة.
هذا طبعا بالاضافة للواقع المنحرف الان في كل الاماكن في الارض تقريبا والذي كان له العديد من الاسباب والنتائج والذي اصبح سمة الناس لسنين طويله بل اصبح واقع وتوجه في الحياة ليس من السهل التاثير فيه . 
 
اذا ما الحل ؟ وماذا نفعل ؟ وكيف يمكن اعادة الامور الى نصابها وان تكون السيطرة للصح في الحياه ؟. 
نستطيع القول بان الصح اصبح واضحا عند معظم الناس على الارض من خلال الاطلاع والتعرف السهل على حقائق الامور التي عاشت في الماضي البعيد والقريب لسهولة الوصول للحقائق في المراجع المختلفة وخصوصا المكتوب منها ،  واصبح التفكير بالمعيشة على طريقة ما مضى هو السائد ، لان الذي مضى كان اسلوبا متميزا في العيش حيث كانت كل احتياجات الناس متوفرة وكان اسلوب الحصول على احتياجات الناس  متيسر جدا ، وهذا ما جعل الهدف في الحياة هذه الايام ظاهرا للعيان تماما من خلال تحقيق الحياة الحرة الكريمة والاستحواذ على كل الوسائل التي تحقق ذلك . 
وبالتالي ومما لا شك فيه فان الحل يكمن في تغييركل مناحي الحياة وصولا للصح ، الا ان هناك توجهات مختلفة بين الناس لاسلوب الحل وليس للحل نفسه ، ومكن تلخيص تلك التوجهات في التالي:
ترك الامور على ما هي عليه ودع الخلق للخالق والله يفعل ما يريد ، وهذا التوجه مغلوط جدا لان الله يقول لنا ( ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم )
التغيير بالقوة المباشرة من خلال السيطرة على مرافق الحياة كلها والقيام بالتغيير من خلال السيطرة والامر المباشر ، واعتقد ان هذا الاسلوب ليس سهلا وطويل المدى ، فالذي يملك قوة التغيير على الارض وفي كل مكان فيها محدود ، وسيصبح هذا التوجه مع الزمن شبيه بالتوجه الاول ، وبالتالي ستبقى الاحياة مرتكزة على انحراف مستمر ولن تصل الى الطريق السوي السديد ابدا.
ان يقوم من لديه الرغبة في التغيير من اولي المعرفة بما لديه من فكر ومعرفة بنشرها بين الناس وينتظر رايهم فيناقشهم ويعطيهم وياخذ منهم الى ان يصل اصحاب الراي الى رؤية موحدة ، وكل يقوم من موقعة بالتغيير ابتداء من بيته الى مكان عمله وتواجده .. الى ان يصبح التغيير امرا قائما في جزء مهم من المجتمع ، وعندما يصبح اصحاب القوة ملتزمون براي الشارع الواعي يكون لزاما عليهم فرض ذلك التغيير على الشارع وعلى الناس ، واغلب الظن ان الناس حينها سيقبلون .
انا شخصيا مع الاتجاه الثالث وارى ان نبدأ من هنا ، وان تكون البداية من معرفة معنى بعض الاشياء والالتزام بها، مثل من نحن ؟ ولماذا نحن هنا ؟ وكيف نمارس حياتنا ؟ والى متى ؟
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد