ويزهر ربيع المقاومة في الخضيرة وعملية نوعية في العمق الإسرائيلي

mainThumb

28-03-2022 01:16 AM

تضاربت الأخبار حول عملية الخضيرة التي نفذها فلسطينيان وأدت إلى مقتل شرطيين من وحدة المستعربين تواجدا في موقع العملية بالخضيرة تحديداً شارع هربرت صموئيل، وعشر إصابات منهم اثنان في حالة خطر وثلاثة متوسطة وخمسة طفيفة وفق ما نشرته مواقع إسرائيلية نقلاً عن مصادر أمنية إسرائيلية .

العملية كانت صادمة لأنها كشفت ظهر العمق الإسرائيلي للمقاومة الفلسطينية التي أحيت خلاياها في الداخل، وأثارت قلق الإسرائيليين في أن مثل هذه العملية لا يمكن أن تكون فردية بل هناك من يساندها ميدانياً بغية تهيئة الأجواء لتحقيق أهدافها، وحتى تمسح أي أثر يقود إلى بقية أعضاء الخلية.
لذلك -وفق مسؤول في الشرطة- فإن عمليات البحث جارية للتأكد "من عدم وجود مشتبه بهم آخرين في المنطقة". مشيراً إلى "عمليات اعتقال وحملات تفتيش" محتملة، دون الكشف عن مزيد من التفاصيل.
وتشير وسائل إعلامية إسرائيلية نقلاً عن مصادر أمنية بأن منفذي العملية "من منطقة وادي عارة"، أي أنها عملية خططت لها ونفذتها خلية فلسطينية داخلية، لذلك فإن "العمليات جارية لتحديد هوية المنفذين" وفق ما قاله ضابط إسرائيلي. وسط أنباء عن تواجد كثيف لقوات الأمن الإسرائيلية في منطقة المثلث ويبدو أنها تخطط لتعقب خط مسار العملية بغية الكشف عن خيوطها وتحديد عناصرها المكانية والبشرية وصلتها بمشروع المقاومة الفلسطينية المتكامل في غزة والضفة الغربية على اعتبار أنها خلية تشكل رأس حربة للمقاومة.
وأظهرت المقاطع المصورة التي وثقت العملية أن مسلحا ببندقية أطلق النار تجاه عناصر أمن إسرائيلية لحظة نزوله من حافلة ركاب إسرائيلية. وبعد إصابة عناصر الأمن انضم شخص آخر إلى المنفذ بعد أن استولى على بندقية أحد المصابين.
ووفقا للتقارير، فإن عناصر من وحدة "المستعربين" التابعة لقوات "حرس الحدود" بزي مدني، تواجدوا بالقرب من المكان، ردوا بإطلاق النار ما أسفر عن استشهاد المنفذيْن.
وارتقاءً منه لمستوى الحدث على صعيد إسرائيلي، فقد عقد وزير الأمن الإسرائيلي، بيني غانتس، مداولات أمنية في أعقاب هذه العملية النوعية، بمشاركة كل من رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، أفيف كوخافي، ورئيس الشاباك، رونين بار، والمفتش العام للشرطة، يعقوب شبتاي، ورئيس شعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الإسرائيلي ("أمان")، أهارون حاليفا.
فتعتبر عملية الخضيرة نوعية بكل المقاييس الأمنية والاتراتيجية بامتياز لسببين:
أولهما أن المنفذيْن وفق المصادر الإسرائيلية هما من فلسطين المحتلة عام ثمانية وأربعين -داخل الخط الأخضر- ونفذا العملية في العمق الإسرائيلي في إطار خلية ناشطة تم إيقاظها في هذا الوقت العصيب الذي اختلطت فيه الأوراق على صعيد عالمي.
والثاني حجم العملية المخطط لها وفق ما تم كشفه، حيث وجد بحوزة المنفذيْن ١١٠٠ رصاصة. وجرى التنفيذ في الوقت المناسب الذي لا تستطيع فيه الآلة الإعلامية الصهيونية ضخ الخبر وتهويله عالمياً دون أن يتهم متعاطوه بالكيل بمكيالين على اعتبار أن السبب المباشر للعملية هو وجود الاحتلال الإسرائيلي وجرائمه الذي يتجاهله العالم خلافاً لما يحدث في أوكرانيا.
وكما يبدو، تستمر المقاومة في عموم فلسطين المحتلة حاملة شعار" النصر الذي بات وشيكا"، وخاصة أن العملية تُعَدُّ جزءاً من استراتيجية المقاومة في العمق الإسرائيلي المكشوف أمنياً، حيث أتت بعد أقل من أسبوع على عملية الطعن والدهس التي نفذها شاب من بلدة حورة في النقب في مدينة بئر السبع المحتل عام ثمانية وأربعين، أي في العمق الإسرائيلي، وأسفرت عن مقتل أربعة أشخاص.
ويبدوا أن المشهد الفلسطيني الإسرائيلي ممتلئ بالمفاجآت النوعية، وعلى المحتل أن ينتظرَ المزيد من المقاومة المتصاعدة حتى تحرير الأرض والإنسان في زمن لا ينتظر المتخاذلين وقضية حية وتنمو في حتى في قلب وعقل الطفل الفلسطيني في القماط.
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد