ألف باء السياسة

mainThumb

14-05-2022 02:36 PM

هل ما زال مجلسُ النواب ومجلسُ الأعيان في مرحلة ألف باء السياسة ؟ أتساءل بعد ما حصل في اجتماع مجلسي الأعيان والنواب على الهواء مباشرة ، فقد كنت أتوقع متفائلاً أن تكون هناك وقفة نتجاوز فيها الصمت والحداد ، ونأخذ الدقائق الأخرى وما تبقى لنا من العمر حتى نخاطب العالم بإنسانيتنا المتعبة ، ورواية أرواحنا المناهضة للقتل والمذابح والحروب ، وآيات القهر والصبر التي نبحث بها عن الحياة ، ونؤمن فيها بمن يحررها من الموت ، ويقبل العيش معنا بقيم المحبة والخير والجمال ، ونريد أن تستعيد الحياة التي يخيم عليها شبح الموت ، ونمنحها لمن يريد العيش بأمان ، ولا نريد الموت لأحد ، ساعين للسلام ، لنمحو صوت الرصاص من ذاكرتنا النازفة بالقهر والخوف والضياع ، بعد أن مزقتنا المصائب ، وشردنا من ديارنا وفقدنا اعز ما لدينا بسب المصالح والتناحر واحتلال النفوس ، مطالبين بزوال الإحتلال والحدود ، واعادة الحقوق إلى أصحابها ، وأن ننقش الأحلام على بوابة الأمل .
ونقول إن الأردن وفلسطين بيتنا ، والعالم وطننا ، والإنسانية جمعاء ؛ هي أمنا و أبانا ، ولا فرق بين شعوب الأرض إلا بالتقوى ، وأن الأفضل فينا من يعمل لإحياء النفس ولا يفكر بقتلها ، مؤمنين أن مُلكا في عالم الطين لا يساوي قطرة واحدة تنزف من قلوب البشر ، وكنت أتوقع بالتفاؤل أيضاً أن تكون هناك حصة لفلسطين حتى لا يداس زهرها ، ويختنق عطرها ، ويتوسع جرحها ويحترق ربيعها ، ويقتلع شجرها وتهجَر الحساسين اعشاها ، ويسكنها الغريب ، ويحلق في فضائها طائر الشؤم ، ويقصفها الغاصب بأحقاده وشظايا اللهب ، وأن لا يكون الحديث من أجل شيرين فقط ، بل من أجل كشف الحقائق كلها وما يرتكب بحق العُزل الأبرياء والأطفال والأشجار والصحافة والإعلام وما يجري بآلة الدمار ومعاول الهدم من جرائم كل يوم ، متمسكبن بالرحمة حتى ننجب الحب ونجنده لتحرر العقل من التبعية وما يحاك حوله من التجهيل ودس الأكاذيب والأباطيل والأوهام التي سممت أجوائنا وحياتنا ، وأغمضت جفن الضمير ، كنت أتوقع مفترضاً أن اسمع صوت لجنة فلسطين وأصوات المطالبين بالغاء المعاهدات وعقود الإذعان ، ليرى العالم ماساتنا وصور إحزاننا ، ونسمعهم الصدى وصوت الأنين لأوجاعنا وأمهاتنا الثكالى ، ومع هذا التمس العذر للجميع فقد تقيدوا بضوابط النصوص و ما يمليه النظام الداخلي للمجلس ، وبما يدرج على جدول الإعمال مسبقا ، وبما لا يجيزة الحياء والخجل أن نصرح ليكون صوت الحق أعلى من صوت الرصاص ، وان نبقى صامتين ما دام الموت والحق يكفن بعدالة النصوص ، ومع كل توقعاتي الطيبة ؛ لم أتوقع أن يكون الرد على مداخلتي ؛ منعي من الكلام ، لأن هناك بياناً سوف يصدر عن الاجتماع ، ومن بديهيات المعرفة الصغرى بالسياسة أن البيان يصدر بعد الاجتماع ، تلخيصاً للكلمات التي قيلت وما يتمخض عن الاجتماع ذاته ، فكيف سيصدر بيان يدين او يستنكر جريمة الأغتيال والصحافة والعقل والحقيقة وايقونة فلسطين ، ونحن لم نقل عن الأمر شيئاً ؟ كيف سيصدقنا العالم أن فلسطين في القلب ؟ ونحن لم نعزف نبضها بل ولم يُسمح لأحد أن يتحدث عنها ؟ إن ما حصل في الجلسة المشتركة أن فلسطين لم تكن حاضرة معنا ، ولم يدرج دمها النازف على جدول أعمالنا كحالة طارئة ، ويبقى الألم والخجل أنها كانت حاضرة بكامل وهجها في اجتماع الكونغرس الأمريكي ، وغائبة بكامل عزتها وكرامتها عن الأعيان ونواب الأمة .


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد

ضخ حصة مياه إضافية لعدد من مناطق لواء المزار الشمالي

السير: ضبط مخالفات تلاعب بلوحات المركبات عبر الرقابة الآلية

فيلم سوبرمان الجديد يثير جدلاً سياسياً واسعاً

الأردن يدين قصف الاحتلال الإسرائيلي على سوريا

روسيا تطلب توضيحات حول مهلة ترمب لعقد اتفاق سلام مع أوكرانيا

فصل مبرمج للتيار الكهربائي عن مناطق في إربد غدا

جرش: العوامرة يلتقي رؤساء الجمعيات الخيرية

4500 أفغاني نُقلوا إلى بريطانيا بعد تسريب بياناتهم الشخصية

عجلون: أتمتة أعمال البلدية وتفعيل النافذة الواحدة

الجامعة العربية تدين خططاً إسرائيلية لإقامة مخيم للفلسطينيين جنوبي قطاع غزة

الجيش يقرر سحب كافة صلاحيات بلدية الخليل المتعلقة بالحرم الإبراهيمي

خارطة تحديث القطاع العام ترتكز على الكفاءات

الحوثيون ينفذون هجومًا مزدوجًا بطائرات مسيرة بإسرائيل

الدهيسات: جماعة الإخوان جمعت التبرعات واستثمرتها سرًا

الرئاسة السورية تؤكد محاسبة المتورطين بأحداث السويداء .. بيان