سوريا: من الاحتجاجات إلى الفتنة و الحرب الصهيو غربيّة المدمّرة
لست من القوميّين و لا القومجيّين بل أنا مواطن عربي مسلم أعتزّ بهويّتي و حضارتي و تاريخ و إنجازات أمّتي، كما أنّ لي موقف واضح من الأخطاء و المصائب التي تسبّب فيها القوميّون في الحكم و القيادة و التسيير في العقود المنصرمة، فقد جرّوا على أوطاننا الويلات و المصائب، و لكن من باب الإنصاف هم لا يتحمّلون المسؤولية لوحدهم، بل التآمر الصهيو غربي و عمالة البعض من حكّام و نخب العرب له نصيب الأسد في كلّ ما حصل من كوارث في منطقتنا منذ أكثر من نصف قرن، هذا إن لم نحتسب تجاوزات فترة الاحتلال الغربي، و لكن و رغم كلّ الاحتقان و النقمة الشعبيّة على الأنظمة التي لم تضمن الحرّيات و لم تحترم حقوق الإنسان في مجملها، ورغم كلّ التسويغات و ربّما التعلّات، فلا يمكن القبول بهذا الشكل من التغيير الدموي المدمّر للأوطان و المشرّد للشعوب و المقتّل للأنفس، كما حصل في ليبيا و كما هو متواصل منذ أكثر من سنتين في الشعب و الوطن السوري.
و لعلم الجميع حكّام و محكومين، إنّ من أسباب تخلّفنا و مصائبنا هو عدم حلّ مشكلة التداول على السلطة بشكل سلس و سلمي مثل ما حصل عند الدّول الغربية، و هذا مكمن قوّة الغرب و سبب تفوّقه و تقدّمه و ازدهاره، إنّه التوافق في وضع حلول ناجعة و فعّالة للمشكلة و المصيبة التي تعاني منها الإنسانية منذ آلاف السنين، وهي مشكلة التداول على السلطة بشكل سلمي، فقد اتّفقوا و تعاقدوا و تعهّدوا في دول الغرب على حلّ جذري يلتزم به الجميع في طريقة التداول و انتقال السلطة بشكل سلمي عبر انتخابات ديمقراطية نزيهة و شفّافة، جنّبتهم تدمير الأوطان و تقتيل الشعوب حققت لهم الإزدهار و الإستقرار و الأمن و التنمية بكل أشكالها.
و رغم أنّ مثقّفينا المبهورون بالغرب و خاصة منهم المقلّدون له تقليدا أعمى في كلّ الأمور، تجدهم لا يطبّقون هاته المسألة إذا وصلوا للسلطة و تمكّنوا من الحكم، أي لا يقلّدون الغرب في طريقتهم في الانتقال السلمي للسلطة، و رغم أنّنا مسلمون في أغلبنا والله يحثنا في كتابه الكريم على الشورى حيث يقول "و أمرهم شورى بينهم" ناهيك عن الديمقراطية الغربيّة التي يتشدّق بها أغلب النخب العلمانية دون تبنّيها و الرضى بنتائجها إذا كانوا هم الخاسرون، و التي مكّنت الغرب من القفز و التفوّق على الحضارة العربية الإسلامية، فتفوّق الغرب مردّه هذا الحلّ السلمي في التداول على السلطة مع العدل و الإنصاف و احترام المواطن، و لكن هذا ما لم يفعله العلمانيون و اللائكيون الذين استلموا الحكم بع الاستقلال، و من المفارقات الغريبة و العجيبة أنّهم يستوردون كل شيء و مبهورون بكلّ شيء من الغرب، إلاّ أنّهم عندما تصل الحكاية للحريات و التعددية و الديمقراطية يصيبهم العمى و الصمم، فقد وجد الغرب حلولا سلمية و جذرية لمشكلة التداول على السلطة و جنّب أوطانه مصائب التدمير و الحروب و الصراعات في كلّ مناسبة تحوّل أو إزاحة حاكم و لكن حكّامنا و نخبنا السياسية لم يقتفوا أثرهم في هاته المسألة رغم أنهم يقلدون الغرب في كثير من الأمور.
و من دلائل ازدواجية المعايير و الكيل بمكيالين بل من دلائل التآمر و العمالة اجتهاد حكّام الخليج في إيجاد حلا سلميا في اليمن و تطويق المشكلة بأقل الخسائر و الأضرار، و العجب كل العجب من تناقضهم و تآمرهم على سوريا، فلماذا عملوا على التهدئة في اليمن و دفعوا نحو التصعيد و ألّبوا المعارضة و سلّحوها في سوريا؟ و هل سيعتبر كل الحكّام بما فيهم حكام الخليج في الحاضر و المستقبل ممّا حصل في ليبيا و ممّا هو حاصل في سوريا، فهل سيستوعبون الدرس من هذا التدمير للأوطان و الزهق للأنفس في كلّ تحول و انتقال للسلطة من حاكم إلى آخر.
و المصيبة و الكارثة و الطامة الكبرى في أوطاننا العربية أنّه كلّ في كل مناسبة تغيير حاكم يقتلون الشعوب و يعودون بالأوطان ثلاثون سنة إلى الوراء، و في كلّ مناسبة تحول للسلطة و الحكم ينتشر التدمير و الخراب و التقتيل و الاستنزاف للموارد و الطاقات و تزهق فيها الأرواح و تعطل فيها الحياة في المدارس و المؤسسات، و هذا كلّه يستنزف الأوطان و الشعوب و يصب في مصلحة أعداء الأمة.
و أعلنها لكل العالم، أنا لست من مؤيّدي الرئيس بشّار و نظامه، و لكنّني أقف موقف المحايد و أقول لا يمكن القبول بهاته الطريقة في التغيير المدمّرة للأوطان و الطاقات و الزاهقة للأرواح و المهلكة للممتلكات و المؤسسات و الساحقة للأطفال الأبرياء و المرمّلة للنساء و الهاتكة للأعراض، فمتى يوضع حدّا لهاته الفتنة و متى يكفّون عن التحريض و التأليب و هل من رجال شرفاء و عقلاء يوقفون هاته المحرقة في سوريا؟
نائب سابق كاتب و محلل سياسي تونسي
romdhane.taoufik@yahoo.fr
حفل إشهار وتوقيع رواية رقّة جريمة لـ إندراوس
دعما لغزة .. مظاهرات في 56 مدينة مغربية
الأمم المتحدة تصدر قرارًا بقضايا تورط موظفي الأونروا بهجوم 7 أكتوبر
نصائح لتجنّب الإصابة بالألزهايمر
مريم الجندي ترد على منتقديها في العتاولة
إعلان نتائج سباق ألتراماراثون البحر الميت
فوز الوحدات على شباب الأردن في دوري المحترفين
10 إصابات أغلبهم أطفال بحادث تصادم مركبتين بجرش
وزيرة الثقافة تفتتح حفل مؤتمر تيدكس الشميساني
استشهاد منفذ عملية الطعن بالرملة
موعد بطولة المملكة للرياضات الإلكترونية
بشرى سارة من الحكومة لمستخدمي المركبات الكهربائية
الجنايات تسند تهمة هتك عرض لممرض .. تفاصيل
احتجاجات أمام شركة أوبر الأردن .. تفاصيل
الحكومة تعلن عن بيع أراضٍ سكنية بالأقساط .. تفاصيل وفيديو
وزارة الزراعة تعلن عن نحو 50 وظيفة .. تفاصيل
الحكومة تبدأ بصرف رواتب موظفي القطاع العام
فقدان الطفل عزالدين سريه في الزرقاء الجديدة
أردني يسمي مولوده السنوار وبلبلة على مواقع التواصل
البلقاء التطبيقية تعلن عن وظائف شاغرة .. تفاصيل
4 جامعات حكومية معتمدة لدى الكويت .. أسماء
احتراق سيارة كهربائية ID3 على طريق المطار .. فيديو
الأردنيون يترقبون نزول أسعار السيارات الكهربائية 50%! .. ماذا هناك؟
شركة حكومية تطلب وظائف .. تفاصيل
#امنعوه_لا_ترخصوه عاصفة إلكترونية تجتاح مواقع التواصل بالأردن