واأقصاه!

mainThumb

13-06-2009 12:00 AM

د. محمد فلاح القضاة

بالأمس البعيد صرخت امرأة عربية من عمورية من هول ما رأته من جرائم الروم، صرخت بملء شدقيها: وامعتصمتاه... فلم تلامس صرختها نخوة المعتصم، فأرسل إلى عمروية جيشاً جراراً ملبياً نداء تلك المرأة الحرة العربية المسلمة.

واليوم، وعندما يصرخ الأقصى منادياً ملياراً ونصف المليار من العرب والمسلمين، يصمت الجميع، كما لو أنهم غير معنيين بما يجري على ثرى فلسطين من جرائم ومذابح جماعية.

ماذا نقول لمسرى الحبيب محمد – صلى الله عليه وسلم- ؟

ماذا نقول لثالث الحرمين الشريفين؟

ماذا نقول لنساء فلسطين وأطفالها؟

هل نصيح هاتفين: واحسرتاه، وا اقصاه؟

أنقولها ونحن نرى بأم أعيننا قتلةً، مدججين بالسلاح، يقتحمون ببساطيرهم بيوت الله ومنازل الابرياء ويعيثون فيها خراباً ودمارا؟

مذا تجدي صرخات الحناجر أمام سفاحين مارقين يزرعون الاحقاد في القلوب، قريباً من مكانٍ وطأته قدماً أشرف خلق الله؟

كيف نصمت وبساطير أؤلئك القردة والخنازير يدوسون ببساطيرهم مكاناً مقدساً بشذى الحبيب محمد عليه الصلاة والسلام؟ مكاناً صلى فيه بالأنبياء قبل أن يعرج إلى السماء؟

الأقصى يصرخ فينا : واإسلاماه، واعرباه، أغيثوني فإني جريحٌ أسير. ولكن لا يسمع نداءه أحد.

هل يُبعث فينا بعد الخزي صلاح الدين؟ أم صلاح الدين يظل ظاهرة لا تتكرر في عصر الذل والخذلان؟

أين النخوة العربية، والغيرة الإسلامية؟ أين المدافعون عن حرمة بيوت الله؟

أما آن الآوان لنستيقظ من سباتنا العميق؟ أما آن لضمائرنا أن تتحرك؟ آما آن الآوان أن نصحو من سكرتنا؟

اليوم يصيح الأقصى، يطلب نجدته من أعداء الانسانية، وغداً بصمتنا سيستغيث الحرمان الأول والثاني لا سمح الله.

ماذا تلهيكم الدنيا ومظاهرها الخادعة أيها المسلمون؟ شيدوا ما شئتم من أبراج تناطح السماء؟ وانفقوا ثرواتكم على سيارات فارهة سيأكلها الصدأ يوماً ما اجمعوا ما شئتم من ثروات، لينهبها القذرون.

أنسيتم أم تناسيتم موطن الرسل والأنبياء عليهم السلام. أنسيتم أم تناسيتم موطن الرسل والأنبياء عليهم السلام. أنسيتم أم تناسيتم قول المولى عز وجل: " سبحان الذي اسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام الى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه السميع البصير".

آما آن لكم أيها العرب والمسلمون أن تخجلوا من أنفسكم؟ أن تغضبوا ممن يقتل أبناءكم وينتهك حرمة مقدساتكم؟

ألا تشاهدون جنود الاحتلال القتلة كيف يمطرون المصلين بشتى أنواع الشتائم.

أمشاهدة الراقصات، راقصات التعري، والأفلام الهابطة أفضل من مشاهدة ما يجري حول الأقصى؟

هبّوا أيها العرب والمسلمون نريد أن يكون للأقصى صدى كصدى صوت تلك العربية العمورية في ضمير المعتصم الذي أرسل لنجدتها جيشاً أوله في عمورية وآخره في بغداد، نريد صرخة واأقصاه تدوي كدوي صوت المعتصم: أيها القردة الخنازير جئناكم بجند الله.

يا مآذن بيوت الله كبري، ويا كنائس اقرعي الأجراس لنصرة الأقصى.يا علماء الإسلام، يا علماء الأديان هبوا لنجدت الأقصى، فما الحياة إلا صفحات تاريخ ،يسطر على صفحاتها مواقف الشرفاء .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد