الدروس الخصوصية

mainThumb

01-07-2009 12:00 AM

زبيده الهواري
عندما تتكاثر هموم هذا الوطن وهموم المواطنين ومعاناتهم لا نعرف من أين نبدأ ؟ ماذا نكتب؟ ولمن نكتب .
أقلامنا تكتب إلى أصحاب الضمائر الحية الذين يؤمنون بأن الضمير هو الصوت الهادئ بل صوت الحق الذي يخبرهم بان الله ينظر إليهم شاهد على أقوالهم وأفعالهم .
كان لا بد لنا أن نلقي الضوء على هم وطني آخر وهو ظاهرة الدروس الخصوصية التي لم تعد تقتصر فقط على طلبة الثانوية العامة بل أصبحت شاملة إلى جميع المراحل المدرسية ومتطلب جديد يفرض على مواطن يتقاضى راتباً شهرياً لا يكفي لتغطية متطلبات الحياة الرئيسية ما بين طعام ومسكن وفواتير متراكمة للكهرباء والماء لتظهر له حكاية الدروس الخصوصية وخاصة إذا كان أبناؤه هم أبطال هذه الحكاية ولكي تنتهي بنهاية سعيدة لأبنائهم في تسلحهم العلم والمعرفة لخدمه وطنهم وأنفسهم لابد من دفع مبالغ ماليه إلى مدرسي الدروس الخصوصية والتي تتدخل ذاتيتهم في تحديد تلك المبالغ فلا بد أن يقع الاختيار على ذوي الخبرة والكفاءة العالية .
يلجأ الطلبة إلى الدروس الخصوصية لتحسين مستواهم التعليمي .ولكن السؤال المثير للجدل ما هو دور المعلم في المدرسة ؟ لعله أمر مثير للدهشة والاستغراب ونحن نرى بان اغلبيه معلمي الدروس الخصوصية هم في الأصل معلمون في مدارس حكومية يسلكون اتجاهاً أخرى في تدريس الدروس الخصوصية مختلفاً تماماً عن تدريسهم في المدارس الحكومية أثناء قيامهم في واجبهم الوطني .
نعم هناك شخصيتان إلى أولئك المعلمين شخصيه المعلم الخاص الذي نراه في الدروس الخصوصية يظهر كل ما لديه من كفاءة وخبره ومهارة عالية في التدريس ومعاملة تتسم في التسامح والصبر في التعامل مع الطلبة وشخصية المعلم في المدرسة الحكومية بإتباع أساليب تدريس غير مدعمة لاستيعاب الطالب متطلبات المادة التعليمية ينفذ صبره من الطالب قليل الاستيعاب بحجة أن وقت الحصة لا يكفي لتغطية متطلبات المادة .هذا المعلم هو مسؤول ومترهل ومقصر في عمله ولا يقوم بواجبه على أكمل وجه .
أبناؤنا أمانه في أعناقكم والله خير الشاهدين على تقصيركم في تسليحهم العلم والمعرفة.
حينما أقف في محطة أخرى استذكر قول الشاعر
قم للمعلم وف?Z?Zه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا
وكأن بيت الشعر هذا لا يقصد به الشاعر معلم هذا العصر بل يقصد به معلم الكتاتيب الذي كان يجمع طلابه على شكل حلقة تعليمية يعلمهم القراءة والكتابة والحساب ولا يعود الطالب إلى بيته حتى يفهم الدرس ويحفظه عن ظهر قلب ولم يكن ذلك المعلم يتقاضى سوى أجور متدنية من قبل اسر فقيرة لا تملك سوى "الدجاج ,البيض ,اللبن , السمن ,وخبز الطابون"
هذه هي الحقيقة التي لا يمكن أن نقفز عنها
حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد