الكـرك فـي عـباءتهــا الثقـافيـــة
نحن سـعداء في ظل هذا الـعرس الثقـافي الذي نشـهده هذه الأيـام في أن تختار الكـرك مـدينة للثـقافة الأردنيـة لهذا العام .
تستحق الكـرك أن تُكافـأ وُتصنف وتتمـيز وتُسـهم في إبراز الثقافـة الأردنـية لكفاحها المشهـود ... ،وتاريخها التليـد...وهويتها الأصلية فهي حاضرة في الـتاريخ منذ مؤتة... م?Zرت وتعاقبت عليها حضـارات متعددة حتى وصلت إلى هذه الصيرورة الحضارية الفـذة .
فمدينة بعراقة الكرك وتاريخها الماجد وحركات النصر والتحرير في كل إرجاءها بدءا من مؤته حتى الصدام الأول لتاريخ الإسلام وما تشهده قلعتها الشامخة بعبق صـلاح الدين .
الكـرك " جوهـرة الصحـراء " هي محافظة في جنــوب الأردن.. يحدها من الجنوب محافظة الطفيلـة .. ومن الشـمال محافظة مأدبا.. ومن الشمال الـشرقي منطقة القطرانــة.. ومن الجنوب الشـرقي الحساء.. ومن الغـرب الأغوار الجنوبيــة.
يعـود " تـاريخ " هذه المدينة إلى العصر الحـديدي نحو سنـة 200ر1 قبل الميلاد وتعاقـب عليها المؤابيـون والأشـوريون والأنبـاط واليونان والرومـان والبيزنطيـون فالمسلمون .. فهذه الحضارات خل?Zفت مخزوناً أثرياً وثرياً.
وكان للمدينة " تاريخـاً حـافلاً " مع صـلاح الديـن الأيوبي الذي حارب الملك أرناط وكانت أهميـة " الكـرك " في ذلك الحين أنها كانت تحمـي الـقدس لما لموقعها الاسـتراتيجي من دور في الحيلولـة دون اللقاء بين عـرب الـشام وعـرب مصر ولكونها محطـة مراقبـة على طـريق الحجـاج.
وكان مـلكها أرناط محارباً شرسـاً مغامراً ووجُـه صـلاح الدين ثـلاث حمـلات للكرك حتى تمكن في عام 1188 من احتلال القلعة الحصينـة وكان أرناط متحصـناً فيها يخشى الخروج منها لكنه لقي حتفه في معركة حطين ووقع أسيراً فضربه صلاح الدين بسيفه ولقـي حتفه.
وازدهر ت الكرك في عهد الدولة الأيوبية أيما ازدهار فتجددت أبواب القلعة وترمم?Zت أسـوارها وأعيد بـناء قراها .
هذه المدينة التاريخية التي يفوح عبق التاريخ من كل جنباتها فهي مدينة المؤابين وارنون وميشـع بحجره الشهير... وعلى ثراها الندي تدفق دم الشـهداء الأحرار في معركة مؤتة الخالدة وهم يدافعون عن راية الإسلام عبر بوابة مؤتة "وأهـلها " مرتبطون بإرهـاصات ومقدمـة الثورة العربية الكبرى مما أنبت في أرضها السـياسيين والمثقفيـن والمبدعين وظل أهلها رواداً حقيقيين في المشـهد الثـقافي الأردني .
فالمكان " بأهـله " كما يقول المتصوفـة ... فابناء الكرك صقلتهم أحداث التاريخ وتفاعلوا معها وخالطت زمنهم وأحاديثهم .. عاشـوا الحاضر بكل عنفوانه وانكـساراته... وكانوا نجوماً في التعاطي والتفاعل الايجابي لذلك تجد الكرك منذ وجدت قلعة للأحرار من كل أصـقاع الوطن العربي ...وقبلة للرحالة العرب والأجانب .. ومـوئل لكل أصحاب الأصوات الفكرية الشـريفة ... وبواب?Zـة الفتوحات الإسـلامية إلى الـشام ثم إلى أرجاء العالم الإسـلامي .. وملاذا لكل الشعراء والأدباء... ومـدينة العـلم والعلمـاء في القرنين الثالث عـشر والرابع عشـر الميـلادي...
موطن الأحرار ... وقلعة الفرسـان ... ومعقل الثـوار ... وها هي اليـوم مدينة للثقافة الأردنية لعام 2009م .
تستحق الكرك أن تـُكافأ بجدارة كمدينة الثقافة الأردنيـة لما فيها من خصوصية المكان والأحداث ... فهي التي كانت يوماً من الأيام عاصمـة العالم الإسـلامي في بُرهة من الزمن بدلاً من القاهـرة ودمشـق وبغـداد ...وكانت قبل مبتغى المؤابيين والأنـباط ... ونقطة الصدام الأول لتاريخ الإسلام من خلال معركة مؤته هذه المعركة التي سطرت أعظم الملاحم القتالية ما بين المسلمين وقوى الظلم والاستعمار ...إلى حيث ترقد قلعتها الشامخة بعبق صلاح الدين وإطلالتها على روابي أقصانا البعيد .
هذه المدينة ذات العراقة التاريخية هي في أساسها مدينة ثقافية الم يعلنها ميشع المؤابي من خلال حجره التاريخي الشهير فهي لوحة رسمتها الكلمات والطبيعة والبطولات ودماء الشهداء ... ففي قلعتها نبض وتاريخ وحكايات وقصائد المبدعين والشعراء والأدباء.
فهذه الحضـارات خلف?Zـت "منجـماً اثريا وثياً "من مواقع وقلاع وحصون وكهوف ومقامات إسلامية .. فهي المدينة التي تستجمع عناصر الجو والمناخ الأمر الذي جعل من حاضرتها منطقة استيـطان منذ أكثر ما يزيد عن عشرين ألف عام قبل المـيلاد.
ان تسليمها راية الثقافة تُعد فهي فرصة لإعادة المدينـة إلى القها ووهجها فهي تحتوي على مواصفات المدينة الحضارية من ثقافة.. ومثقفيـن ومبدعين.. واقتصاد وعمران وتعليم ومناخ .
ولا ننسى ما تزخر به من أضرحة شـهداء مؤته وهي المعركة التي لن ينـساها التــاريخ الإســلامي حيث حملت اسم المعركة جامعة مؤته التي احتضنت أبناء الوطن ... فلم تُفرق بينهم الا بقدر انتمائهـم وولائهم وعطائهم ... وهي الجامعة الوحيـدة في الشـرق الأوسط التي جمعت بين التعليم العالي العسكري والمدني فهي مؤته ارض السيف والقلم .
فالكرك وهي تسـتعد لهذا العـرس الوطني فلا شـك بأنها نالته عن جدارة واستحقاق في ظل تاريخها الماجد... ظلت الكـرك مدينـة ذات خصوصية أخـاذة
فالكرك هازمـة العبرانيـين القـدامى ،وناصـرة الرسول ، وقاعدة صلاح الدين بقلعتها الـشامخة... مدينة التـسامح ومدينة المحبة الدافقة حيث تتالت عليها الأديان والمعتـقدات والـمذاهب الإســلامية ,.
كلما ذكرنا الكرك ذات المنظر الرائع وقلعتها الشـامخة بأسـوارها وأبراجها العظيمة ... كلما ذكرنا الكرك ذكرت معها مسـلة ميشـع المهاجرة التي نقلها المستـشرق الفرنسي كليرمون الى باريس لتتوج متحف اللوفر في باريس ... ،ولتكون اكبر كنز من كنوز الحضارة العربية القديمة وهي مر العصور كتبت مسـلة ميشع باللغة المؤابـية على الحجر الـبازلتي الأسود وقد ذكر في هذه المـسلة اسـم الكرك وملك مؤاب ميشـع الذي بنى أسـوار قرحي وان الملك ميشـع الذي دعا الكرك باسم كِير مؤاب او كير حارسـة ..وكانت مؤاب عاصمته الأولى ومـسلة ميشـع التي يعود تاريخها إلى 842 ق.م .
كما ورد اسم الكرك في التوراة باسم كِبر مؤاب ،كما ان الآراميـين دعوها باسـم كرخا وتعني المدينة المسـتديرة المرتفعة .
كما ذكرها المؤرخ والجغرافي اليوناني بطليمـوس ودعاها باسـم " كاركا
وورد اسم الكـرك على خـارطة مادبا الفسيفسائيــة .
كما ورد اســم الكرك في العديد من كتب المؤرخين والرحالة العرب والمسلمين وقد ذكرها ابن الأثير في كتابه " الكامل في التاريخ " وابن بطوطة في كتابه "تحفة النظار في غـرائب الأمصار وعجائب الأسفار " ،والقلقشندى في كتابه " صبح الأعشــى في صناعة الانشـا " وكتب عنها أبو الفداء في كتابه"تقويـم البلدان "
تستحق الكرك أن تعيش هذا الحراك الثقافي الوطني وترويج المنتج الثقافي الخاص بها وتعميمه وطنياً وتبادل الخبرات الثقافية مع المدن الأخرى ...وحمل المشعل الثقافي لوضع كل المقولات الثقافية الجميلة على ارض الفعل والانجاز ليتلاقى عبقـها وعُمقها التاريخـي الباهـر مع حاضرها المبش?Zـر بالثمـار .
ولا يسعني خلال هذه السـطورالا أن نبارك للكرك هذا الزفاف الثقـافي الباهر وفي ظل فضـاء ثـقافي سـاطـع .
الشكر والتقدير إلى اللجنة العليا المشرفة على هذا الحدث الفريد والى وزارة الثقافة للاهتمام الذي توليه للمدن الأردنية . والى جميع الفعاليات الرسمية والأهلية المساهمة في إنجـاح الكرك كمدينة للثـقافة الأردنيــة لعام 2009م.
manal-qatawneh@yahoo.com
أحلام تثير الجدل: لا أُسلف المال حتى للمقرّبين
انهيار في بئر ارتوازي بالعقبة ومواصلة الجهود لإنقاذ شاب عالق
إيران تحصل على معلومات حساسة وتهدد بضرب منشآت إسرائيل النووية
حالة الطقس في المملكة حتى نهاية الأسبوع
بعثة حج القوات المسلحة تعود إلى أرض الوطن
نشر 700 عنصر من مشاة البحرية في لوس أنجلوس
النشامى ينهي تحضيراته للقاء العراق الثلاثاء
العيسوي يرعى مهرجانا بمناسبة الأعياد الوطنية
التحقيق مع 3 أشخاص ألحقوا أضراراً بمركبة إسعاف في معان
ترامب: لا أريد حرباً أهلية في الولايات المتحدة
ماكرون: منع دخول المساعدات إلى غزة أمر فاضح
جرش تحتفل بتأهل المنتخب للمونديال
خبراء يكشفون أهمية كلمة الملك خلال مؤتمر المحيطات
أرنولد: أنا هنا لقيادة المنتخب العراقي إلى نهائيات كأس العالم
كم يبلغ سعر كيلو الأضاحي البلدي والروماني في الأردن
في الأردن : اشترِ سيارة .. وخذ الثانية مجّانًا
إلغاء وظيفة الكنترول بشكل كامل في الأردن
أسماء ضباط الأمن العام المشمولين بالترفيع
قرار من وزارة العمل يتعلق بالعمالة السورية
الملكة رانيا: ما أشبه اليوم بالأمس
خلعت زوجها لأنه يتجاهل هذا الأمر قبل النوم .. تفاصيل لا تُصدق
فيفا يمنح الأردن 10.5 مليون دولار بعد التأهل إلى كأس العالم 2026
كتلة هوائية حارة قادمة للمملكة من الجزيرة العربية .. تفاصيل
للأردنيين .. تحذيرات هامة من الأمن العام
تنشيط السياحة توضح موقفها من حفل البتراء المثير للجدل
رحيل مفاجئ .. سبب وفاة سميحة أيوب يهز المواقع
زيت الزيتون أم زيت الأفوكادو .. أيهما الأفضل لصحتك