ضمير مستتر تقديره مواطن
ففي يوم من الأيام ؛ وبينما كنت على مقعدي في غرفة الصف ، أتى أستاذ اللغة العربية مستهماً كعادته يشرح درساً في القواعد ، فأخذ يُسكت التلاميذ وكأنه يريد أن يأتي بدرس جديد في عالم الأحاجي والألغاز ، فكتب لنا جملة للإعراب ؛ تتحدث عن رجل اشتعل جيبه بالإفلاس وضاقت عليه الأرض بما رحبت ، فأخذتُ أقرأ وإذا به قد كتب : (سيجوع ويعرى ويحلم برغيف الخبز وبالكِسرة) ، تسارعت مع التلاميذ للإجابة عن ذلك السؤال ؛ فالكل منا كان رافعاً يده ليكون سباقاً في الإجابة ؛ حتى اختارني من بينهم ، فقلت : “إنها جملة تكوّّّن معظمها من جار ومجرور ؛ بعد أفعال مضارعة مريرة ومليئة بأحكام تعسفية سبقها تسويف قريب” ، فهز رأسه معلنا القبول مندهشاً دهشة الفاقد لما سمع ؛ فشكرني وأثنى علي وطلب مني إكمال الجملة بإيجاد الفاعل الذي استتر فيها ، أخذت أفكر محاولاً الإجابة قبل أن يحظى بها أحد من زملائي التلاميذ ، وقبل أن ينتهي وقت الدرس ، ولكن دون جدوى. وهكذا حتى انتهى ذلك اليوم الدراسي دون أن نعرف من هو الفاعل المستتر.
ذهب كل منا إلى بيته بعد أن انتهى ذلك اليوم الدراسي ، فأخذت أسير في طريقي وأنا منهمك في التفكير ؛ فأخذ اليأس يغمرني ويعبث بكياني ويتراقص أمامي كالشيطان ، فما زلت أتذكر عيون التلاميذ التي كانت تستجديني الأمل من خلال كلماتي وحروفي في الإجابة ، حتى وصلت بيتي دون أن اعثر على جواب ، وظللت مهموما طوال الليل سائلا هذا وذاك عن الذي سيجوع ويعرى وعن الذي سيحلم بالرغيف وبالكِسرة دون أن أجد جواباً.
استيقظت من نومي في صباح اليوم التالي مستاءً ويائساً ؛ لعدم مقدرتي على إيجاد ذلك الفاعل المستتر ، فأخذت أرتدي ملابسي للذهاب إلى المدرسة ، حملت كتبي ومشيت في طريقي وإذا بمنظر أدهشني ؛ فقد كان الأستاذ يقف مع حشد من الفلاحين أمام دكان صغير يقرأ إعلانا جميل الحروف يحيي ارتفاع الخبز رغم الأنوف ؛ فكان بائساً حزيناً ينادي على أطفاله ليلقنهم درساً بضيق الظروف ، ويقول لهم : (إننا لسنا اليوم بحال الضيوف ، بعد أن أضفى نائبنا على الموت سكرا وأيد رفع الخبز باسم الألوف).
عندها توسعت مداركي في تلك اللحظات ؛ وعرفت الفاعل المستتر بتلك الجملة ؛ فكان فاعلا فُُعلت به الأفاعيل وغنى الشقاء به المواويل ، واستؤصلت منه المشاعر بعد أن أشعلوا من تحته المشاعل ، حتى أمسى فاعلا في أجمل وأغلى الم?Zواطن (ضميرا مستترا تقديره مواطن!!!!).
* جامعة آل البيت.
أحلام تثير الجدل: لا أُسلف المال حتى للمقرّبين
انهيار في بئر ارتوازي بالعقبة ومواصلة الجهود لإنقاذ شاب عالق
إيران تحصل على معلومات حساسة وتهدد بضرب منشآت إسرائيل النووية
حالة الطقس في المملكة حتى نهاية الأسبوع
بعثة حج القوات المسلحة تعود إلى أرض الوطن
نشر 700 عنصر من مشاة البحرية في لوس أنجلوس
النشامى ينهي تحضيراته للقاء العراق الثلاثاء
العيسوي يرعى مهرجانا بمناسبة الأعياد الوطنية
التحقيق مع 3 أشخاص ألحقوا أضراراً بمركبة إسعاف في معان
ترامب: لا أريد حرباً أهلية في الولايات المتحدة
ماكرون: منع دخول المساعدات إلى غزة أمر فاضح
جرش تحتفل بتأهل المنتخب للمونديال
خبراء يكشفون أهمية كلمة الملك خلال مؤتمر المحيطات
أرنولد: أنا هنا لقيادة المنتخب العراقي إلى نهائيات كأس العالم
كم يبلغ سعر كيلو الأضاحي البلدي والروماني في الأردن
في الأردن : اشترِ سيارة .. وخذ الثانية مجّانًا
إلغاء وظيفة الكنترول بشكل كامل في الأردن
أسماء ضباط الأمن العام المشمولين بالترفيع
قرار من وزارة العمل يتعلق بالعمالة السورية
الملكة رانيا: ما أشبه اليوم بالأمس
خلعت زوجها لأنه يتجاهل هذا الأمر قبل النوم .. تفاصيل لا تُصدق
فيفا يمنح الأردن 10.5 مليون دولار بعد التأهل إلى كأس العالم 2026
كتلة هوائية حارة قادمة للمملكة من الجزيرة العربية .. تفاصيل
للأردنيين .. تحذيرات هامة من الأمن العام
تنشيط السياحة توضح موقفها من حفل البتراء المثير للجدل
رحيل مفاجئ .. سبب وفاة سميحة أيوب يهز المواقع
زيت الزيتون أم زيت الأفوكادو .. أيهما الأفضل لصحتك