أيـــام زمــــان !!!

mainThumb

03-07-2009 12:00 AM

... لقد كانت هناك بالفعل بعض المظاهر المؤلمة ، المقلقة، المحرجة ،غير العادلة، و تنبثقُ الهموم عنها لتحبل بهموم أكثر حركة و نشاط و إيلاما، لكنها ولله الحمد قد إختفت معظمها الى غير رجعة بفضل توفيق من الخالق سبحانه و تعالى، التصميم و الإرادة و العمل الجاد و المؤازرة و الوفاء و الإنتماء و إعتماد الشفافية (العدالة) كقاعدة أساسية في نهج حياة الناس و المؤسسات.

تصوّر أنه، بسبب عدم وجود مرجعية مهابة الجانب آنذاك، كانت ترقية الموظف تجمّد لعدة سنوات ، رغم كفاءة و تأهيل الموظف المجمّد و المشهود لها من قبل معظم زملاء العمل، و كان يتم، بكثـــــرة، سرقة أفكار صغار الموظفين من قبل المدراء، و كان يتم تغيير علامات التقييم في نهاية السنة لأسباب غير منطقية و غير نزيهة بل غير مبررة، و كانت المكافآت تصرف لمن هم أقل إنتاجية و أكثر تملّقاً و تزلفا و مدحا و طلاء، و كانت التعيينات تتم وفق المحسوبية في معظم الأحيان، وليس وفق المعايير المعمول بها الآن، و كانت المؤسسات تلجأ الى إعادة الهيكلة لأسباب غير مفهومة بتاتا، و كانت جودة خدمات المؤسسات متدنية جدا جدا و عملية تقديم الخدمة معقدة في إجراءاتها و تأخذ من الناس وقتا طويلا و جهدا غير محتمل قبل الحصول عليها، وكان الذي يحتاج الى شراء الخدمة، مهما كانت، يدعو بصورة مستمرة : " الله يستر و يجيب العواقب سليمة"، و كانت مشكلتنا أن التجار كانوا يبالغون في رفع أسعار منتجاتهم، و كانت عملية رفع الأسعار مستمرة، و كان الطب تجارة مربحة وليس وظيفة إنسانية، بعبارة أخرى لقد حدث في حالات كثيرة أن المريض الذي لم يكن يحمل في جيبه كشفية الطبيب كاملة لا يُعالج !!!!!!!.

وكان معظم الجيران يلقون بأكياس القمامة أمام بيوت و عمارات جيرانهم دون أدنى حس إنساني أو رادع أخلاقي، و كانت نفايات بعض السائقين و المرافقين لهم ترمى في شوارعنا النظيفة حتى الرئيسية منها، و كان بعض الجيران يستخدمون منبّــه السيارة المزعج بعد منتصف الليل في تحدٍ لمشاعر الجميع، وكانت الحفلات الصاخبة، حفلات الأعراس و النجاح و الولادات، تستمر حتى ما قبل الفجر بقليل، رغم التنبيه برقّّّـــة ووداعة بأن هناك مرضى و من هم يستعدون لإمتحانات الثانوية و الجامعات، عدا عن التمادي في إطلاق العيارات النارية، في معظم المناسبات، و التي كانت تحصد ارواحا بريئة، و كانت الكلاب الضالة تعقر الكبار والصغار، و باصات الكوستر تُجري سباقات شبيهة بسباقات الراليات وسط المدينة و حمولاتها زائدة، حُكم الناس على بعضهم البعض متسرعا جدا جدا، و كان هناك أزمة علاقات إجتماعية بينية معقدة، و كذب كثير !!!.

و كان الأبناء يعامِلون الوالدين بطريقة تغضب الخالق سبحانه و تعالى و الوالدين، و كانت هيبة الكبير كمرجعية للأسرة غائبة و غير مفعّلة، و كان هناك حالاتُ عنف شديدة في المدارس و الجامعات يندى لها الجبين، و كانت لغة التخاطب ممزوجة بكلمات غربية مع اللغة العربية، و كانت رواتب و معنويات المدرسين متدنية، والدروس الخصوصية منتشرة مثل إنتشار الجراد، و مهور العرائس جد مرتفعة و مبالغ فيها ، و كان تركيز الناس، في المناسبات و منها الأعراس، على المظاهر و ليس على جوهر الأشياء و وظائفها، و كان العريس يحتاج الى عدة سنوات ليتمكن من تسديد مصاريف حفلة زفافه المليئة بالمظاهر الكاذبة، و كان وقت معظم الشباب يضيع سدى، أي في تبادل المكالمات الهاتفية و الرسائل النصية مع المعارف و الأصدقاء و تصفّح مواقع الإنترنت غير المفيدة و متابعة برامج الفضائيات الهابطة أو الوقوف على الأرصفة لساعات .

تصـــوّر أن معظم مقــالات الكتّــاب كانت في تأثيرها مثل تأثير الذي يرقص في العتمة !، أي لا أحد قد شعر بها أو قد تفاعل معها كما كان متوقعا... لذلك كان بعض الكتاب يعيدون نشر بعض مقالاتهم في خطوة كانت تهدف إلى لفت إنتباه المجتمع و المسؤولين لعمل شيئ ما، ...كانت الأمور بخلاف ما هي عليه اليوم.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد