تعليقات السوسنة .. ومفهوم الثقافة

mainThumb

10-10-2009 12:00 AM

رامي حسين العودات - ابوظبي

عندما نضع مصطلح الثقافة على طاولة المحللين والمنظرين فأننا سنجد ((القوم )) مختلفين على الاتيان بتعريف موحد لهذا المصطلح , ولمعلوماتكم ايها السادة فأنه يوجد م يزيد على ثلاثمائة تعريف للثقافة.

ولكن إذا استعرضنا التعريفات كافه فسيظهر لنا ان التعريفات جميعها تمحورت حول الفكرة التالية : ان الثقافة هي السلوك الانساني المرتبط بالمعرفة للمجتمعات والافراد . اي ان مفهوم السلوك لم يتم اغفاله في تحليل مفهوم الثقافة على اعتبار ان السلوك ناتج عن القاعدة المعرفية للفرد والمجتمع .

ما سبق يظهر لنا مدى سطحية فهم الكثير من الناس للثقافة فالغالبية العظمى تفسر الثقافة على انها المعرفة وتقف عند هذه النقطة , فمثلا يقال لصاحب الشهادة العلمية او للشخص كثير القراءة والمطالعة (( مثقف )) دون الانتباه الى السلوك البشري لذلك الشخص ومدى تأثير المعرفة في تصرفاته . وعليه ايها السادة سنطلق معا القاعدة التالية كمحاوله لفهم الثقافة , والقاعدة تقول : ارني كيف تتصرف اقل لك ماهي ثقافتك .

ومن اجل تدعيم هذا النص بشئ من الامثلة الواقعية فأنني سأطرح قضية تعليقات السادة القراء على الاخبار والمقالات في صحفية السوسنة الموقرة كدليل عملي على مفهوم الثقافة وربطها بالسلوك .

فلقد وضعت صحيفة السوسنة الالكترونية كما يعرف الجميع خدمة اضافة التعليق على النص وهذا يحسب لها ولغيرها من الصحف الالكترونية من ناحية مواكبة روح العصر وخلق مفهوم جديد للصحافة التي تستند على فكرة((الصحافة التفاعلية)) اي انها لا تقف عند حد تقديم الخبر او التحليل وانما تتعدى ذلك لتعطي صورة مباشرة لأنطباع المجتمع حول الاخبار والنصوص الصحفية .

وهنا تظهر التعليقات , ونستطيع ان نكتشف مدى ثقافة الشخص(( المعلق )) فترى من بين المعلقين من تسامت روحه واتسعت مداركه وتفاعل مع النص بطريقة ملفته تنم عن اطلاعه ومعرفته وحتى لو واجه النص بالنقد السلبي فأنه يحافظ على مبدأ الانصاف والتجرد من البعد الشخصي في عملية التعليق والنقد .

ومن ناحية اخرى , نجد من بين المعلقين من هو عابث و من هو مستخفٍ بالليل ومن يجعل النصوص زاوية للانتقام من اصحابها واغتيال شخصياتهم والابتعاد عن مغزى النص .

اعزائي القراء اقدركم جميعا , واخبركم بأنه يمكنكم استجلاب امثله كثيرة من واقعنا على قياس مستوى ثقافة من خلال سلوكنا في الشارع والجامعة وعلى صناديق الاقتراع وداخل المقهى والحديقة والمطعم وتحت قبة البرلمان وفي المناسبات الاجتماعية والعبادة وغيرها.

الان اترككم واذكركم بالقاعدة : ((ارني كيف تتصرف اقل لك ماهي ثقافتك ))



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد