صحيفة السوسنة الأردنية

في السابع من تموز من عام 1972 رحل جلالة المغفور له الملك طلال بن عبدالله المؤسّس ، وحريّ بنا في هذه الذكرى أن نعرض لبعض منجزاته طيب الله ثراه ، لأهمية هذه المنجزات في تاريخ الدولة الأردنية من جهة ومن باب ( أذكروا محاسن موتاكم ) من جهة أخرى .

المغفور له الملك طلال من مواليد عام 1908م تسلم سلطاته الدستورية ملكا على الأردن خلال شهر أيلول 1951 ، وبعد تولية العرش جاءت وفود عربية عديدة لتهنئته بهذه المناسبة ، وكان ذلك بمثابة بداية لتحسين العلاقات مع الدول العربية بعد توتّرها نتيجة لوحدة الضفتين(1950).

ولكن المرض لم يعطه الفرصة الكافية للاستمرار في الحكم إلا إحدى عشر شهراً, وفي عهده تم انجاز العديد من المنجزات السياسية والاقتصادية والاجتماعية كان أبرزها على الإطلاق : إصدار دستور جديد للأردن وذلك في 8/1/ 1952، وهو الدستور المعمول به حالياً مع التعديلات التي طرأت عليه, ويعتبر هذا الدستور الثالث في تاريخ المملكة الأردنية الهاشمية ، وهو الدستور المعدل لدستور عام 1946 وجاء بمبادئ جديدة نتيجة للظروف السياسية التي مرت بها البلاد وفي مقدمتها وحدة الضفتين , وجاء هذا الدستور في31مادة وصدق عليه الملك طلال بمقتضى المادة 25 من الدستور وبناءا على ما قرره مجلس الأعيان النواب,ويمتاز هذا الدستور بشموليته واحتوائه على ميزات وخصائص بارزة (يمكنك عزيزي القاريء الإطلاع عليها في العديد من كتب التربية الوطنية ومنها كتاب التربية الوطنية لكاتيب هذا المقال.

ومن الأحداث الهامة –كذلك- في عهد الملك طلال توقيع الحكومة الأردنية على ميثاق الضمان الجماعي العربي في 22/3/1952, واتجاهه -يرحمه الله- لتكوين مجتمع مدني حديث يقوم على المشاركة السياسية الفاعلة لكي يتيح لمختلف القوى (الشعبية والسياسية ) الفرصة في المساهمة في صناعة القرارات التي تؤثّر على الحياة المباشرة للمجتمع المتعلقة بمصيره, واخذ الأردن يمارس دوره الحقيقي في جامعة الدول العربية من خلال السياسة التي بدأها جلالته منذ توليه العرش.

ومن الدراسات العديدة التي تناولت سيرته يرحمه الله يمكن إجمال أهم الانجازات التي تحقّفت خلال مدة حكمه القصيرة – علاوة على ما ذكرناه سابقاً :

- جعل التعليم الإلزامي مجاني.

- توثيق الصلات والروابط القومية مع الدول العربية.

- توقيع معاهدة الدفاع المشترك والتعاون الاقتصادي بين الأردن وسوريا والعراق والسعودية ولبنان ومصر واليمن.

رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جناته مع الشهداء والصّدّيقين وحسُن أولئك رفيٍقا.