اخلع ملابسك لكي تستجيب لك الحكومة

mainThumb

11-07-2009 12:00 AM

يبدو أن مجسات الأمن الاجتماعي لدى الحكومة معطلة ، فلم تعد تلفت نظر الحكومة إلى مشاكل الناس الاجتماعية ، هذا الأمر دفع بالبعض إلى ابتكار طرق جديدة للفت نظر الحكومة إلى مشاكلهم ، فاستنت على سبيل المثال ( جيهان ) سنة الانتحار من فوق بناية دوار الداخلية ، حتى يلتفت أصحاب القرار إلى مشاكلها الاجتماعية ابتداء بالفقر وانتهاء بعدم الاهتمام بالمناطق النائية ، - ولا ادري هل هي المناطق النائية جغرافيا أم النائية عن سكن المسئولين وأنا أميل إلى الرأي الثاني ، فهناك مناطق بعيدة جغرافيا عن مركز الخدمات لكنك تجد أن الخدمات فيها خمس نجوم ويعود السبب إلى وجود فيلا للمسئول الفلاني فيها يقضي عطله نهاية الأسبوع فيها ، وبقية الأسبوع يبقى الحارس الوافد يتمتع بكل هذه الخدمات والامتيازات - ، وفي الموجب جنوب الأردن استن شخص سنة خلع الملابس أمام المسئولين للفت انتباههم لمشاكل المنطقة وخاصة انقطاع المياه عنهم منذ فترة طويلة ، ولقد نجح عظيم النجاح في لفت الأنظار إلى ما يربو أليه ، فلقد تنادى كبار المسئولين إلى ستر عورة هذا الرجل وتنفيذ مطالبه ابتداء برئيس الوزراء ووزير المياه وأمين عام وزارة المياه ، ولهم كل الشكر على هذا الجهد مع انه كان عليهم أصلا أن يتنبهوا للمشكلة قبل وقوعها وان يسارعوا لحلها قبل وقوعها لا أن ينتظروا ما يقارب الشهرين قبل أن يعالجوها ،
ماذا تريد الحكومة من الشعب هل تريد من كل صاحب مشكلة أن يخلع ملابسه ليلفت نظرها إلى مشكلته ، أذن سنجد أن كل الشعب الأردني يمشي عاريا ، فهل هذا ما تريده الحكومة من شعبها فعلا ؟ فان كان خلع الملابس سيلفت النظر وسيحل المشاكل فان الأمر بسيط جدا لذا فاني ادعوا منكوبي البورصة الوهمية إلى الوقوف بدون ملابس عسى أن تحل مشكلتهم بشكل أسرع ، وادعو النقابيين إذا أرادوا أن يحتجوا مرة أخرى على البضائع الإسرائيلية أن يحتجوا وهم بلا ملابس عسى أن يوصلوا رسالتهم إلى أصحاب القرار بكل شفافية ودونما حواجز قد تتسبب فيها بدلاتهم الأنيقة ، أن سياسة خلع الملابس لإيصال الهموم إلى المسئولين تدلى على مدى القهر الذي وصل أليه البعض من أبناء الشعب ، كيف لا وهم الذين ما تأخروا يوما في تسديد فاتورة الماء والكهرباء ، وفي دفع الضرائب والمخالفات المرورية وغيرها من الواجبات المترتبة عليهم لهذا الوطن ، فلماذا لا يحصلون على أدنى حق من حقوقهم وهو الماء ، فكيف تستقيم حياة إنسان بلا ماء ، بل كيف يعيش المواطن حياة كريمة عزيزة وهو لا يستطيع توفير قطرة ماء يسد بها رمق أبنائه ، أو لقمة خبز يسكت بها جوعهم ، أن العدالة الاجتماعية هي من أساسيات المحافظة على المجتمع الهادئ المستقر الخالي من كل أشكال الحقد الاجتماعي والطبقي ، الخالي من أي شكل من أشكال العنف والجريمة .
لقد كان للزيارات المتخفية لسيد البلاد اكبر الأثر المعنوي في نفوس المواطنين ، وتعدت ذلك لتطال الأثر المادي في تغيير بعض السلوكيات الخاطئة لموظفي الدولة ، وحل مشاكل الناس وإزالة الهموم عن صدرهم ، فلماذا لا يقتدي المسئولين بسيد البلاد ويطبقوا هذه السنة الحميدة التي استنها ، وان كان الكثير منهم ليس بحاجة للتخفي أصلا لان معظم الشعب لا يعرفهم أصلا ، وأتحدى أن يقوم أي مركز دراسات بإجراء دراسة يطرح فيها سؤال واحد ، كم من المسوؤلين الحكوميين تعرف ؟ ليجد أن معظم الشعب لا يعرفهم ، وفي أحسن الأحوال يسمع ببعض الأسماء الحكومية من هنا وهناك .
يقول الرسول عليه السلا م ( من ولي من أمر المسلمين شيئا فشق عليهم فليشقق الله عليه )) صدق رسول الله ،
فليتقي المسؤولين الله في الناس وليتعظوا بمن سبقهم ، فان هذا الكرسي لن يدوم لهم فقد جلس عليه الكثير من قبلهم ، وغادروه فمنهم من غادره بسير حسنة ومنهم من غادره بسيرة سيئة ومنهم من غادره ولم يعد له ذكر والبعض غادره إلى قفص الاتهام عن التجاوزات التي ارتكبها إبان فترة توليه المنصب عندما كان يظن أن هذا المنصب مزرعة خاصة ورثها عن والده ، ليفيق على حقيقة أن هذا المنصب تكليف لا تشريف وانه مسوؤل اما القانون عن تجاوزاته حتى بعد رحيله عنه ، فنحن بلد فيه دستور ويخضع المسئول قبل المواطن فيه للقانون والمسائلة .

Fd25_25@yahoo.com


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد