جامعات ثقافتنا أم حلبات مصارعتنا؟!

mainThumb

14-07-2009 12:00 AM

أصبحنا نرى كثيرا من الأمور السلبية السيئة والتي بات انتشارها في مجتمعنا كانتشار النار في الهشيم، فمن ظاهرة الّلقطاء إلى ظاهرة الإنتحار، مرورا بظاهرة الإغتصاب، حتى نصل إلى الظاهرة الحديثة القديمة والتي تتجدد بين الفينة والأخرى في مجتمعات تختص بالثقافة والتطور وهي المجتمعات الجامعية والتي باتت تحوي تلك الظاهرة السلبية المسمّاه بظاهرة العنف في الجامعات.
إن تلك الظاهرة المختصة بالعنف قد حولت ذلك المجتمع المختص بالثقافة والحضارة والعلم إلى مجتمع لايمت لتلك الثقافة وذلك العلم بأي صلة، فأصبح التعصب والتمييز بين الجنس والعرق والعشيرة والمحافظة واللواء والبلدة أساسا في انتشار تلك الظاهرة، لابل أصبحت الجهويّة والعشائريّة من أهم الأمور التي باتت تهدد جامعاتنا ومنارات علمنا من خلال فئة تتخذ من تلك الجهوية والعشائرية أساسا في حياتها على الرغم من وصولهم إلى مرحلة متقدمة من العلم والثقافة والتطور إلا انهم مازالوا يعتبرون تلك العشائرية أساسا في حياتهم يصعب الإستغناء عنها وذلك لقداستها وعظمها في نظرهم.
عندما نرى ونسمع بأن منارات علمنا وجامعاتنا قد تحولت في وقتنا الحاضر إلى (حلبات مصارعة) وأبطال تلك الحلبة هم من ينتمون إلى طبقة (الفهمانين)كما نسميهم، ندرك بأن الأمور تسير بعكس التيار دوما، فتلك الأماكن المختصة بالعلم والحضارة والتطور يحدث بها مثل ذلك التخلف، فما قولنا بالأماكن الأخرى التي لاتمت للتطور والعلم بأي صلة، فوالله أنه لايحدث بها كما يحدث في جامعاتنا، فربما أننا وصلنا إلى وقت نرى به الفهمان والمتعلم هو من يتخذ من (التخلف) أساسا يسير به في كافة مجالات حياته المختلفة.
إن النزاعات العشائرية والتي تحصل داخل حرم جامعاتنا باتت أمرا خطيرا لايهدد فقط مجتمع تلك المنارات الثقافية، لابل باتت تهديدا للمجتمع كاملا داخل حدود الوطن من شماله إلى جنوبه، فتلك النزاعات لاتنحصر داخل الحرم الجامعي، لابل باتت تنتقل وبسرعة البرق إلى خارج ذلك المجتمع لتشمل الأطفال والرجال والشيوخ وحتى النساء، فإطلاق شرارتها يكون من (منارات ثقافتنا) وهي جامعاتنا ،لتتطور تلك الشرارة وتتحول إلى نار عظيمة تمتد ألسنة لهبها إلى خارج نطاق ذلك المجتمع الثقافي و يصعب إطفاؤها، تلك النار التي لاتولد إلا الحقد والكراهية والتعصب بين أبناء شعب واحد لم يعرف عنه إلا الحب والإحترام وكل ماهو طيب جميل.
عموما هانحن قد وصلنا لمرحلة متقدمة من الحياة أصبحنا نرى بها (جامعات ثقافتنا) تتحول إلى (حلبات مصارعتنا)، تلك الحلبات التي لاعنوان لها إلا الجهويّة والعشائرية، والتي باتت تشكل تهديدا خطيرا لمجتمع تعوّد منذ الأزل على المحبّة والمودّة والإحترام، ولكن مع ظهور أناس بعقليات خاصّة أصبح ذلك الإحترام وتلك المودّة عملة نادرة يصعب وجودها في ظل وجود مثل تلك العقليات النادرة الوجود والتي حولت (منارات ثقافتنا) إلى مايسمى (حلبات مصارعتنا).!!!
majalimuathmajali@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد