ل?Zيْت?Zن?Zا مِن?Z الطّ?Zبِيع?Zةِ ن?Zعْت?Zبِر

mainThumb

06-01-2010 12:00 AM

حسن فالح البكور

يتغنّى الإنسان بالطبيعة الخضراء في فصل الربيع , ويتقلّ?Zب بين حلتها القشيبة فرحا وسرورا , وتغدو مسرحا للاستجمام والتنزُّه , ويتناول في أفيائها موائد الطعام والشراب , وينسى همومه وأثقال الحياة , ويتمتع بترنيمات الطيور, وهي تزقزق بشجي الأصوات, وتتنقّ?Zل من شجرة إلى أخرى ومن موقع إلى آخر , وكأنها تشاركه قي هذه الطقوس الجميلة , ويتعمّ?Zق حِسُّ الطمأنينة والنشوة عنده, حينما يرتقي إلى ملاعب الأطفال متفرجا أو مشاركا براءاتهم وطفولتهم , إنه النزول من المواقع الرسمية وضغط العمل , إلى مسارح الصّبا والحرية والانطلاق عبر الطبيعة, يبثُّها شكواه ومآسيه وأحزانه, فتمتصها جميعا وتفرِّغها من مضامينها القاسية المليئة بالكبت والكآبة , لتزرع بدلا منها الطمأنينة والأمل والطموح والسعادة , فتترنّ?Zح على أبواب الطبيعة كلُّ المآسي والأحزان والقهر والأنين والآهات, وتتفجّ?Zر هذه المعاني القاسية بين يدي الطبيعة الخلابة, لتغدو رمادا وهباء منثورا , إنها الطبيعة التي تمنح الإنسان الحب البريء دون ثمن , والمنظر الجميل دون منٍّ أو أذى , والصوت البريء النقي من غير ثرثرة , والجلسة الشاعرية في أحضانها دون مصلحة , وقد تُقذف بوابلٍ من المخلفات والنفايات وهي تبتسم , وقد تُنزع الأزهار والروائح العطرة من صدرها دون شكوى أو ألم , وتداس بالنعال , وتُقذف بالحجارة , فتزداد عطرا كعودٍ زاده الإحراق طيبا .

ليتنا نحن البشر في كل زمان ومكان, يغمرنا الحب لأخينا الإنسان, ونزرع في النفوس الأمل والتسامح والحلم والعفو , وأن نكون مرآة خير وصلاح لمن حولنا , نتناسى الجراحات التي نكأها الآخرون , وندمل الأوجاع والآلام التي أحياها الأحبة من بني البشر , وننزع من النفوس البغضاء والحسد والحقد والنميمة , وندفن في وهاد النفوس أسباب الخصام والقطيعة , ونزلزل من شغاف القلوب ما علق بها من المآسي والكروب , وأن نحلِّق في فضاءات الزمن بأجنحة الكبرياء والسمو عن صغائر الأمور , وان نتفيأ بظلال أشجار العزة والكرامة , ليتنا نحن البشر مثل الطبيعة النظرة الخضراء الجميلة ,إذا رمانا الصديق بنوائب الزمن ومخالب الأيام , وحفر لنا أسباب التآمر والمكر والخديعة , ليتنا مثل الطبيعة ترميه بالورود والأزهار , وترسم على هامته إكليلا مرصّ?Zعا بالحب والتسامح , وتنسج على خده خيوط الود والعطف والبراءة , ليتنا مثل الطبيعة نغرس في النفوس بذور الخير والعطاء , ونحصد من القلوب الكره وأسباب القطيعة .

فيا اخواني وأحبتي في الله, مالي أراكم في شعاب الحياة تتشرذمون , وفي دروب الفلاة تتفرقون , وفي مال الله الذي أعطاكم تختصمون , وقي ميراث الآباء والأجداد تتصارعون, كأنكم في ميدان الأعداء تقاتلون, وفيما بينكم على تفاهات الدنيا وزينتها وجيفتها تتسابقون !ما أعجب الأحوال والأفعال والأعمال التي من خلالها تنكشف سوءات البشر ؟, إلى متى أحبتي؟ إلى أين بنا الأمور تسير؟ , كفانا كفانا , فبنا الأعداء يشمتون , ومن صراعاتنا الباطلة يضحكون , ومن خلافاتنا يقتاتون , وعلى نار فرقتنا يتدفأون , وعلى موائد أحقادنا يحصدون السعادة والبقاء وديمومة الحياة , فهل نحن مستجيبون لنداء الحق والعدل المدوِّي من الأرض والسماء , فهل نحن فاعلون ؟ ولنداء الدِّين والحقِّ مجيبون؟



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد