من وحي ذكرى ميلاد المغفور له جلالة الملك الحسين

mainThumb

13-11-2009 12:00 AM

ونحن نعيش هذه الأيام الذكرى الرابعة والسبعين لميلاد باني نهضة الأردن المغفور له جلالة الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه ،جميل أن نذكر بعض مآثر جلالة الملك الباني ، فهذه سُنة حميدة ( اذكروا محاسن موتاكم)،ومن هنا تأتي هذه العجالة عنه يرحمه الله :
عهد المغفور له الملك حسين بن طلال (1953-1999)
ولد المغفور الملك حسين بن طلال في عمان 14/11/1935 وهو الابن البكر للملك طلال بن عبدالله والملكة زين الشرف بن جميل،وبعد إتمام دراسته الابتدائية في إحدى المدارس في عمان توجّه للإسكندرية حيث التحق بكلية فكتوريا لإكمال دراسته الثانوية, ومن هناك توجه إلى انجلترا حيث التحق بكلية هارو, ثم تلقى تدريبات عسكرية في الأكاديمية العسكرية الملكية في ساند هيرست وكذلك في كلية سلاح الجو الملكي في كرانويل .
وفي 11 آب 1952 قرّر مجلس الأمة إعفاء المغفور له الملك طلال من المسؤولية وتعيين نجله الأكبر ولي العهد الحسين بن طلال ملكا دستوريا على البلاد، وتم تشكيل مجلس وصاية على العرش ليمارس صلاحيات الملك حتى يبلغ السن القانونية، استمر مجلس الوصاية في عمله حتى تاريخ 2/5/1953 وهو الموعد الذي تسلم فيه جلالة الملك حسين سلطاته الدستورية بعد أداء اليمين الدستورية أمام مجلس الأمة، فقد تولى –رحمه الله- العرش في سن صغيرة ،فهو لم يتجاوز الثامنة عشرة من عمره، وتولى العرش في منطقة ساخنة جداً من العالم وألقيت على كاهله مسؤوليات صعبة وكبيرة، ولكنه واجه الأحداث برجولة لا نظير لها ساعده في ذلك المبادئ التي تشرّبها منذ طفولته في مجلس جده المغفور له الملك عبدا لله بن الحسين .
نشأ جلالته في جو وطني مفعم بالثورة العربية الكبرى والمبادئ التاريخية الراسخة ومنها:
- إخلاصه المطلق للتراث الهاشمي.
- إيمانه والتزامه بالعروبة والوحدة العربية.
- التزامه بالتضامن والتعاون العربي.
- التزامه بقضية فلسطين والشعب الفلسطيني.
- إيمانه بالاعتدال وعدم التطرف والتسامح والانفتاح على العالم.
وحينما بدأ الملك حسين حكمه بذل جهود كبيرة ومميزة واتجه بداية إلى تحسين علاقات المملكة مع باقي الدول العربية، ورأى أن يكون سبيله في ذلك هو القيام بزيارات وجولات للبلدان العربية خاصة بعد أن تعاظمت الهجمات الإسرائيلية على الأراضي الأردنية خلال سنوات 1952 ،1953 ،1954، حيث طلب جلالته مساعدة الدول العربية للأردن، وطلب من رؤساء وملوك هذه الدول القيام بواجباتهم نحو الأردن، وقد ساعد هذا التوجه جلالته في الانطلاق بالأردن نحو المجتمع الدولي.
توفي المغفور له الملك حسين ظهر يوم الأحد الموافق 7/2/1999 ليسجّل بذلك أطول مدة حكم, حيث حكم ما يقارب 47 عاما كما تعتبر فترة حكمه أطول فترة حكم بين جميع زعماء العالم, وخلال فترات محليه وعالميه كانت مليئة بالأحداث الجسام عاشها جميعها وصارعها حدثا تلو الآخر, ولا نبالغ إن قلنا بأن كل حدث يحتاج فيها إلى مجلد كامل لتغطية تفاصيله, وكانت تلك الأحداث كحركات المد والجزر, ساهم بعضها بإحداث طفرات تنموية هائلة ونقلات حضاريه فريدة للأردن في مختلف جوانب حياته السياسية والاقتصادية والاجتماعية، في حين ساهم البعض الآخر في تراجع التنمية بل وتعطيلها أحياناً وتدميرها أحياناً أخرى .
ولكن الحسين تحدّى الصعب من هذه الأحداث الجسام وانتصر عليها، ونوجز هنا الأحداث مرتبة تاريخيا بغض النظر عن كونها ايجابية أو سلبية، وهذه الأحداث هي:
- إرساء قواعد الديمقراطية والتنظيمات الحزبية طيلة فترة حكمه.
- حضوره للعديد من مؤتمرات القمة العربية التي زاد عددها على العشرة، أهمها مؤتمر الوفاق والاتفاق الذي عقد في عمان (مؤتمر القمة الرابع عشر) عام 1987.
- التحديات الصهيونية وما ترتب عنها من نتائج مريرة.
- حلف بغداد عام 1955.
- عضوية الأردن في الأمم المتحدة في 14/12/1955.
- تعريب قيادة الجيش عام 1956.
- إلغاء معاهدة التحالف الأردنية البريطانية عام 1957.
- الاتحاد العربي عام 1958.
- انتخاب وتشكيل ما يزيد على عشرة مجالس نيابية في عهده.
- الوحدة الوطنية التي ناضل من أجلها طيلة فترة حكم جلالته.
- حرب حزيران 1967.
- معركة الكرامة 1968.
- حرب الاستنـزاف 1967-1969.
- بناء وأعمار الأردن الحديث في مختلف جوانب الحياة وذلك من خلال المؤسسات الخدمية العديدة التي أنشاها-يرحمه الله-.
- أحداث أيلول عام 1970.
- مشروع المملكة العربية المتحدة عام 1972.
- حرب تشرين 1973.
- فك الارتباط بين الضفتين 1989.
- مجلس التضامن العربي 1989-1991.
- الميثاق الوطني 1990.
- قانون الأحزاب 1992.
- مفاوضات السلام في السنوات السبع الأخيرة من عمر جلالته.
تثمين جهود المغفور له الحسين بن طلال في بناء الأردن:إن جهود المغفور له الملك حسين اكبر بكثير من أن نضعها في مقال أو مجموعة من المقالات فنحن في الأردن لدينا والحمد لله ذاكرة وطنية ممتازة لأننا عايشنا جزءاً كبيراً من أفراح وهموم الوطن وتفاعلنا معه -يرحمه الله -في معظم هذه الجهود ، ونشير هنا إلى ابرزها وبإيجاز شديد:
*- يحق لنا أن نفخر ونعتز بالحسين، بما حقق وأنجز وبنا وشيّ?Zد من صُروح في ميادين العلم والتكنولوجيا, والاقتصاد والتربية والتعليم والصحة والزراعة والصناعة والتنمية الاجتماعية والنقل والمواصلات والتجارة والتخطيط والطاقة والبيئة والطرق والجسور والمطارات والجامعات وغيرها.
*- أصبح الأردن في عهد الحسين البلد النموذج الذي يحتذي, في تقدّمه ونهُوضه وازدهاره وفي تفعيله للديمقراطية والتعددية السياسية واحترام حقوق الإنسان والرأي الآخر.
*- غدا الأردن مصدراً لتصدير الكفاءات العلمية والخبرات المميّزة للعديد من الدول العربية الشقيقة, وأصبح منارة للعلم ومركزاً للدراسات الفكرية واحتكاك العقول بالعقول, وإجراء الدراسات في المنتدى العربي الذي يرأسه ويشرف عليه صاحب السمو الملكي الأمير الحسن بن طلال.
*- في عهد الحسين انفتح الأردن على العالم بمشاركة القوات الأردنية المسلحة والأمن العام في حفظ الأمن والسلام العالميين, وفي لم الصف العربي وتوحيد كلمة العرب وإزالة كل ما يُعكّر صفو العلاقات العربية العربية.
*- إن المكانة الدولية التي يحظى بها الأردن حالياً, هي ثمرة للسياسات الواضحة والمستنيرة التي أرسى قواعدها الحسين بن طلال والتزم بها وطنياً وعربياً وإسلامياً ودولياً.
*- على امتداد السنوات والعقود في ظل قيادة الحسين تميزت التجربة الأردنية بالوسطية والاعتدال، وتميزت العلاقة بين الحاكم والشعب بالمصارحة والمكاشفة الصادقة، فبادل الأردنيون مليكهم الحب بالحب والوفاء بالوفاء والولاء والانتماء، وظل التواد والتحاور والتواصل سنة تحكم العلاقة بين الأردنيين وقيادتهم الملهمة.
*- امتاز الحسين بأنه رجل عميق في إنسانيةٍ ربما لا مثيل له بين قادة العالم وخاصّة بالنسبة لقرارات العفو التي منحها للكثيرين.
*- تتحدث الأرقام عن انجازاته –يرحمه الله- على الصعيد البشري، فبينما كانت خدمات المياه والمرافق الصحية والكهرباء متاحة أمام نسبة لا تزيد على 10% من الأردنيين عام 1950 قفزت هذه النسبة لتبلغ 99% في عام 1999، وارتفعت نسبة المتعلمين إلى 85.5% عام 1996 بعد أن كانت 33% عام 1960.
وتُظهر إحصائيات منظمة اليونيسيف أن الأردن قد حقق في الفترة من عام 1981 إلى 1991 أسرع نسبة سنوية في العالم في مجال انخفاض وفيا ت الأطفال دون السنة من عمرهم (70 حالة وفاة لكل 1000 حالة ولادة في 1981 إلى 37 وفاة لكل 1000 ولادة عام 1991) أي بانخفاض مقداره 47%.
*- لطالما آمن الملك الحسين بأن "الإنسان أغلى ما نملك" في الأردن فقد شجّع طيلة سنوات حكمه جميع المواطنين –بما في ذلك الأقل حظاً والمعاقين والأيتام- على تحقيق المزيد لخدمة أنفسهم وبلدهم، إن إنسانيته –يرحمه الله- واعتداله جعلاه يعامل الأردنيين كأخوة له وليس كرعايا.
10- على مستوى المؤسسة السياسية بشكل عام كان للملك دور محوري على صعيد البناء وتحقيق الوحدة الوطنية وصيانتها وعلى صعيد قيادة عملية التطوير الجماعي والإداري على نحو يعي متطلبات التغيير العصرية ووفق قواعد علمية وسياسية مُدر?Zكة سابقاً.
وللمزيد عن هذا الموضوع يمكن الرجوع إلى:
- غرايبة ، خليف (2005) " التربية الوطنية في الأردن " مطبعة دار الكتاب الثقافي ، اربد.
- لوسن , فرد (2003) "توطين أركان المسيرة في الأردن 1921-1954 " بحث في كتاب دراسات في تاريخ الأردن الاجتماعي ، ص 224 ".
- عودة,أحمد عيسى (2002) "الأردن من الألف إلى الياء" ط1 ص 63.
-المركز الجغرافي الملكي الأردني " الأردن صور وخرائط" ص 19.
- المشاقبة , أمين " (2002) " التربية الوطنيّة – النظام السياسي الأردني والمسيرة الديمقراطية " ط6 , دار ومكتبة الحامد للنشر والتوزيع, عمان .
- موقع الملك عبدالله الثاني على الإنترنت:www.kingAbdullah.jo

- التل , عبدالله (1959) " كارثة فلسطين " دار التعليم, القاهرة .
- ابوشحوت,شاهر(1992)"قصة مركز الضباط الأحرار1952-1957" مركز الأردن الجديد للدراسات , عمان .
- محافظة ,علي (1973)"العلاقات الأردنية البريطانية منذ تأسيس الإمارة حتى إلغاء المعاهدة 1921-1257" , دار النهار , بيروت.
- الموسى, سليمان "تاريخ الأردن السياسي المعاصر 1967-1995".
- محمد عبدالحفيظ (1964) "النهر الذي وحد العرب –نهر الأردن الخالد " دار أخبار الأسبوع القدس
- نجم ,رائف (2002)"القدس والحق التاريخي" ورقة عمل مقدمة في ندوة قضية فلسطينية في المهرجان الوطني للتراث والثقافة السابع عشر المنعقد في الرياض 25/1/2002.
- المومني,محمد ومسعد, عبدالرحيم وغرايبة,خليف(1995)"التنمية في الوطن العربي"ط1 دار الكندي للنشر والتوزيع،اربد،.
- أبوهنطش , محمود، "في عيد الاستقلال :سيبقى الأردن وطنا ًفوق الجراح وتجسيداً للشموخ القومي" جريدة الدستور .
عزام, أحمد جميل (2003) "الدراسات الغربية حول البنية الاجتماعية الأردنية" مقال في المؤلف الجماعي – دراسات في تاريخ الأردن الاجتماعي, دار سندباد للنشر، عمان.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد