مقال يرتدي بيجامة

mainThumb

17-07-2009 12:00 AM

رحمة منذر مريان

محظوظون كتاب الصحف الورقية ففي حال لم يعجبنا قولهم بإمكاننا أن نلقي الجريدة أرضاً أو أن نضع عليها طعام الغداء متعمدين سكب بقعة صلصة كبيرة على أسمائهم تحديداً، وفي أسوأ الأحوال نقوم بتمزيق الصحيفة أو "تبليط البحر"، وهذا كله لن يؤثر في أدائهم وحجم ثقتهم بأنفسهم، أما بالنسبة للكتاب الإلكترونيين فالوضع مختلف لأنهم معرضون وفي أي لحظة لشتيمة غاشمة تظهر على شكل "إكسات" أو ربما علناً وبكل صراحة في بعض المواقع التي تؤمن بـ "احترام حرية التعبير" ............

قد يكتب "من يكتب" ورقياً أو إلكترونياً عن استراتيجية العمل على بلورة محاور رؤية "ما"، أو يبدع في تحليل أداء حكومي منتجاً بذلك نصاً صعباً بكل المقاييس يحتاج إلى "كمشة مثقفين" وتحليلات عدة لسبر أغواره، ونحن هنا لسنا بصدد إنتقاد هؤلاء على الإطلاق فهم بكل تأكيد يبذلون جهوداً كبيرة لتسخير المعلومة وطرح الفكرة ويواجهون تحدي المقال "كامل الدسم" بكل جرأة، ولكننا لابد أن نأخذ باعتباراتنا أيضاً أنه ليس من العيب أن تضع تلك الأقلام بين الفينة والأخرى بدلة "الأنا" المتأنقة جانباً ولا ضير في إرتداء بيجامة البساطة المريحة للوصول إلى أكبر شريحة ممكنة من أهل بلدنا الطيبين: أمهات بتعليم متواضع، أصحاب دكاكين، طلاب مدارس وشباب يبحث عن إستراحة في طاحونة الحياة، ولا بأس في نص خفيف يُنعش الروح ويُدخل على تلك القلوب قليلاً من البهجة والتفاؤل دون أن يُتهم بأنه نص تافه و "مش قد المقام"..........

وأخيراً نحن بشر، ننظر إلى الأمور من زاويانا وأبعادنا الخاصة، نصيب ونخطئ، نتطرف ونعتدل، نمتدح وننتقد، نجرد العيوب التي تستوطن فينا وفي مجتمعاتنا ونهديها للقارئ صورة و فكرة قابلة للنقاش وإبداء الرأي المحترم دون ذم أو تجريح، ولأننا أيضاً "بشر" يوجعنا إنتقاد لاذع فتستيقظ فينا أنانية الكبرياء، نكسر أقلامنا بسخط عازمين على الإنسحاب إلى الأبد، لكنه "القلم" يعود رغماً عنا فيلملم نفسه من جديد ويكتبنا دمعة و ضحكة و "شوية حكي"..........



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد