التنمية والمجالس المحلية في الأردن

mainThumb

19-03-2010 12:00 AM

الدكتور فيصل المعيوف السرحان

جاءت فكرة جلالة الملك عبدالله الثاني لمشروع المجالس المحلية لتعزيز الحياة السياسية في أردننا العزيز، فمن خلال هذه المجالس سيصبح المواطن عنصرا ً فاعلا ً في عملية صنع القرارات وتنفيذها. فهذا المشروع سيتيح المشاركة الفاعلة في عملية التنمية لمختلف منظمات المجتمع المدني، كما جاءت كتوجه إستراتيجي لتحقيق الأهداف الإنمائية للألفية الثالثة والتي لا يمكن تحقيقها من طرف الدولة إلا بشراكة فعلية مع هذه المجالس وبشراكة مباشرة مع السكان، مما سيساهم في تغيير الأوضاع الراهنة.

فالمجالس المحلية تعد تعبيرا ً عن الإرادة الشعبية، لأنها أكثر التصاقا ً بالمواطن وهمومه، خاصة في المجال الذي يتعايش فيه، حيث تغيب معظم أشكال التأطير من طرف مؤسسات الدولة. فهذه المجالس ستبقى المنتدى الوحيد الذي تتلاقح فيه الأفكار والاقتراحات الشعبية والملجأ الوحيد للفئات المعوزة والمهمشة لطرح قضاياهم. ومما لا يدع مجالا ً للشك أن هذه المجالس ستشارك بنشاط، في تنمية الخبرات المحلية وتحرير السكان عبر إنجاز مشاريع توفر فرصا ً للعمل وتعزز من البنية التحتية الأساسية وتساهم في الإدماج الفعلي لكل الفئات المقصية في عملية التنمية رغم ضعف الإمكانات.

وهذه المجالس ستساهم في خلق المشاركة للسكان في تنمية الموارد البشرية وتحسين النتائج المنتظرة من المشاريع التنموية، وأيضا ً إنعاش مشاركة المواطنين في الحياة المحلية العامة، كما تساهم في تسهيل عملية تحديد انشغالات السكان، لأن هذه المجالس ستلعب دورا ً مهما ً وأساسيا ً في تشخيص الحاجات وتهيىء المشاريع، وبهذا تحصل على الدعم والثقة اللذين تتمتع بهما على المستويين الدولي والشعبي وهو الأهم.

ولكي تكون المجالس المحلية فاعلة في تدبير الشأن المحلي، لا بد من فهم طبيعة المرحلة التي يمر فيها المجتمع المدني والواقع السياسي والاجتماعي للدولة، وضرورة الاستمرار في نهج الالتصاق بهموم السكان، وكذلك الاهتمام بالدراسات المتعلقة بالتنمية المحلية، وتطلعات المواطنين وإمكانيات مشاركتهم في تدبير الشأن المحلي، والقدرة على تحقيق تمثيل حقيقي ذو قوة اقتراحية وضاغطة في اتجاه الاعتماد على المواطنين في كل ما يتعلق بتدبير الشأن المحلي، لأن أي إستراتيجية تهدف إلى خلق تنمية مستدامة لن تتأتى إلا بتظافر الجهود لدعم العنصر البشري باعتباره المسؤول الأساسي في تسيير الجهاز الاقتصادي المحلي.

faisal_mayouf@yahoo.com


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد