تمكين المجتمعات المحلية في المحافظات

mainThumb

22-07-2009 12:00 AM

د. هاني الشبول

يعد تمكين المجتمعات المحلية في المحافظات من حيث تحديد أولويات الإنفاق على المشاريع التنموية، اعتبارا من موازنة العام القادم (بحسب ما أعلنت عنة الحكومة مؤخرا) خطوة أجابية أولى باتجاه تطبيق اللامركزية على مستوى المحافظات، تنفيذا لتوجيهات جلالة الملك بتعزيز مشاركة المواطن الأردني في عملية اتخاذ القرار الاقتصادي والتنموي.

تعتبر ميول الحكومات الأردنية السابقة باتجاه تطبيق مركزية إدارية ومالية، وتفردها بتحديد المشاريع التنموية ذات الأولوية، سمة "سلبية" من الناحية التنموية، حيث تشير التجارب والدراسات التنموية بأن العمل باللامركزية وتفويض الصلاحيات إلى الجهات المحلية هما من العوامل الهامة في إنجاح عملية التنمية، وتعميمها بشكل عادل على كافة مناطق الدولة.

إن تحريك عملية التنمية الشاملة (سياسية, اقتصادية، اجتماعية، ثقافية ) لا يمكن أن تتم فقط عبر الجهاز المركزي للدولة، بل إن القاعدة الحقيقية لانطلاقة التنمية المتواصلة، التي تستغل قدرات المجتمع المادية والبشرية الاستغلال الأمثل, يجب أن تعتمد على القاعدة المحلية.
على الحكومة المركزية أن تخفف من دورها شبه الاحتكاري في المسار التنموي، وان تضع كل ركن من أركان التغيير أمام مسؤولياته, ذلك إننا لا نزال أسيري نظرة ضيقة بخصوص الآليات التنموية، حيث نحمل الحكومة المركزية وأجهزتها كل الأعباء التنموية ونعفي الأطراف الأخرى الرئيسية من أية مسؤولية.
صحيح، أن تحقيق اللامركزية بشكل واسع يمكن أن يؤدي، في المرحلة الأولى، إلى تحويل الفساد (بكل أشكاله .. مالي، إداري...الخ) من المستوى المركزي إلى المستوى المحلي, إلا أن هذه السمة السلبية مؤقتة، تزول في حال تم انتخاب مجالس محلية على مستوى المحافظات تمثل جميع القوى الفاعلة فيها, ما يجعل مراقبة الإنفاق أفضل بكثير من الرقابة التي تجري على مستوى الحكومة المركزية.

في هذا الخصوص , فإن اللامركزية المالية والإدارية هي الآلية المناسبة لنقل الكثير من المسؤوليات التنموية التي تقوم بها الدولة من المستوى المركزي, البعيد عن الهموم والمشاكل المحلية بتفاصيلها، إلى المستوى المحلي لتمكين المواطن من تحديد الأولويات التنموية في منطقته، ومراقبه كيفية الإنفاق عليها بسهولة أكبر، وتمكينه أيضا، من خلال سهولة الاتصال بأعضاء المجالس المحلية والأجهزة الإدارية في المحافظات، أن يعبر عن آرائه وأفكاره في أفضل طرق لمعالجة المعرقلات التنموية الخاصة بكل محافظة.

hanni0789@hotmail.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد