صحيفة السوسنة الأردنية

شدّني جدّاً عنوان كُتِب?Z بالبنط العريض في جريدة الراي الأردنية العدد 14164 الأربعاء 22 تموز 2009 ، وعلى الصفحة الأولى من الجزء الرابع ( أبواب) والعنوان : " جبل الحسين " في ذاكرة العمّانيين ، وهنا أقول :

كان ذلك في 1/10/1968 حينما سكنتُ مع مجموعة من الزملاء الطيبين في جبل الحسين ، كنتُ وقتها قد قُبِلتُ في الجامعة الأردنية ( الوحيدة آنذاك) ، الجامعة الأم التي كان لها ولإشجارها ومبانيها بريقها وجمالها الآسِر ، جبل الحسين المعْل?Zم البارز الذي ما زلتُ أهفو إليه ، كنتُ أراه وقتها بأنّه من أجمل البقاع في عمان بل بالدنيا ، كم كان يسعدني حينما كُنّا ن?Zت?Zمشّى مساءً بين البيت الذي نسكن ودوار مكسيم " فراس لاحقاً"، في ذلك الوقت كانت عمان هادئة وديعة جميلة صافية كنبع رقراق،وكانت – ومازالت – رمز الفخر والإنتماء ، وكان جبل الحسين بالنسبة لنا واحة الأمان وذروة السعادة .

ما زلتُ أتردّد على جبل الحسين كلما سافرتُ إلى عمان ، وكلما سنحت لي الفرصة أتوجّه لزيارة المكان الذي سكنّا فيه – يقع عند بداية الشارع المؤدي إلى المخيّم - ، ورغم مضي العقود إلاّ أنّ هذا المكان ما زال يثيرني فأرى فيه شبابي ، وأتذكّر من خلاله طموحي الذي كان لايتعدّى أن أنجح في السنة الأولى " معنوياً" وأن يكون في جيبي دنانير بسيطة " مادياً" ، حيث كان المصروف الشهري للطالب الجامعي آنذاك عشرة دنانير ، بل أن الرسوم المالية السنوية للطالب في الجامعة يساوي هذا المبلغ ، وقتها كُنّا ندفع قرشين للباص بين الجبل والجامعة ومثله في العودة .

إذاً جبل الحسين يا" أستاذ حيدر" مغروس في ذاكرة الأردنيين وليس العمّانيين فقط ، وعمان المحروسة مغروسة في ذاكرة كل الأجيال من أبناء وبنات الأردن وخاصة الفئات التي د?Zرس?Zتْ في الجامعة الأردنية حتى عام 1976( حيث تأسست جامعة اليرموك ) وحتى عام 1980( حيث تأسست جامعة مؤتة) ،

سقــا الله أيامك يا جبل الحسين بالعز والفخر والمجد ، وسقــا الله أيامك يا عمــان وجبالك الشامخة شموخ الأردن الغالي .

وهنا لابد من تقديم الشكر للأستاذيْن الفاضليْن حيدر المجالي ومفلح العدوان لأنهم يدخلون البهجة إلى قلوبنا في كتاباتهم عن ذاكرة المكان ، والشكر موصول إلى كل الكتّاب والشعراء الأفاضل الذين يُحاكون بل ويوثّقون الأماكن الأردنية ببوح ندي وبعشق خفي متناغم ، وما أجمله من بوح بين الإنسان والمكان عبر الزمان ، والرحمة تتنزل على روح شيخ الشعراء الأميز في تخليد وعشق الأماكن الأردنية مصطفى وهبي التل " عـــــرار" القائل :

قالوا تدمشق قولوا لايزال على *** علاته إربدي اللون حوراني .

يا أردنيات أن أوديتُ مرتحلاً *** فانسجنها بأبي أنتنّ أكفاني .

وقُلْن?Z للرّكبِ واروا بعض أعظمه*** في تلّ إربد أو في سفح شيحانِ.