اليوم العالمي للمرأة

mainThumb

10-03-2010 12:00 AM

الثامن من آذار اليوم العالمي للمرأة يوم أممي أجمعت عليه كل الأمم والشعوب ليكون يوما خاصا تقديرا للمرأة وعطاءها ومساواتها الكاملة بالرجل في الحقوق كاملة ، لقد كان ذلك اليوم التاريخي ثورة بيضاء على التخلف والظلم والطغيان الذي تعرضت له المرأة عبر العصور في مجتمعات لا زالت حتى اليوم ذكورية رغم أن هناك تقدم هائل حصل في حقوق المرأة ومساواتها الكاملة بالرجل ولا زالت النظرة الدونية للمرأة للأسف موجودة في كثير من المجتمعات البشرية وما يزعجني أن كثير من المجتمعات في العالمين العربي والإسلامي تحديدا يرون في الغرب الامبريالي نموذجا لهم وأن المرأة في تلك المجتمعات قد حصلت على حقوقها الكاملة وهذا غير صحيح إلا إذا كان استخدام المرأة وكأنها سلعة تباع وتشترى وتستغل في الدعايات والاستعراضات وحتــى الجنس .

هذه ليست حقوقا للمرأة وإنما ترويج شيطاني لرأس المال بهدف الكسب السريع بأي شكل وتصدير بضاعة فاسدة للمجتمعات الأخرى ، المرأة الأم والأخت والزوجة والزميلة في العمل التي اتفقت كل الأديان السماوية على احترام مكانتها وإنها النصف الآخر من المجتمع قولا وفعلا ، وهل يستطيع مجتمع إنساني أن يتقدم بدون نصفه الآخر ، ما يحدث في الغرب رغم التقدم العلمي والتكنولوجي الهائل الذي حققه ولكنه لا يزال ينظر للإنسان وكأنه آلة صماء خاصة المرأة كما لا ننكر أيضا حرية الفرد المطلقة هناك والذي ساهم في الإبداع الذي نراه في الحضارة الغربية ولكن ليست هذه هي حقوق المرأة وهناك نماذج شرقية للمرأة تقدمت مجتمعاتها بشكل كبير حتى على الغرب وبرز بها دور المرأة لجانب الرجل في العمل والعطاء مثل اليابان والصين وبدرجة أقل ماليزيا وإندونيسيا وحافظت تلك المجتمعات على خصوصيتها الثقافية والحضارية .

وفي مجتمعاتنا العربية والإسلامية تحديدا حصلت المرأة على كثير من الحقوق ولا زالت تتقدم رغم العوائق وأود أن أذكر للعلم فقط أن المرأة في عالمنا العربي قد وصلت للمراكز العليا قبل الكثير من الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة ومثالا الم تتولى شجرة الدّر الحكم مكان زوجها عند وفاته في لحظات مصيرية أين كانت حقوق المرأة في الغرب بذلك العصر ، وقديما كان للمرأة دور كبير في بلاد الشام وغيرها من البلاد العربية ، وفي العصر الحديث عينت أول امرأة عربية وزيرة عام 1963م ، في مصر بقرار من الزعيم الكبير جمال عبد الناصر وهي الدكتورة حكمت أبو زيد أمد الله في عمرها وكان أدائها مشرفا ونموذجا للمرأة العربية .

ولكن مشكلتنا أن هناك بعض النماذج النسائية في عالمنا العربي قد ركبت الموجة وحولت النضال من المطالبة بحقوق المرأة بشكل حضاري إلى تصوير الأمر وكأنه صراعا مع الرجل المستبد وهذه النماذج للأسف تغّربت داخل مجتمعاتها نتيجة مصادر التمويل المشبوه الذي يصلها من الغرب والولايات المتحدة الصهيونية بشكل خاص وتلك الجهات الاستعمارية وعلى رأسها أمريكا هي من أعاق تقدم مجتمعاتنا العربية بزرع الكيان الصهيوني اللقيط وقبل ذلك اتفاقية سايكس بيكو التي قسمت الأمة العربية وزرعت الكيان الصهيوني ليكون رأس الحربة للمصالح الغربية الأمر الذي حال دون التقدم الطبيعي لمجتمعاتنا العربية ومع ذلك المرأة العربية لم تتخلف وقد شاركت الرجل في النضال ضد الاستعمار والتبعية وكم هي نماذج الخنساء موجودة في فلسطين وحدها كما ولا زالت نماذج عظيمة للمرأة العربية مثل جميلة بو حريد وهدى الشعراوي وليلى خالد وصولا لتوجان فيصل وغيرها من النماذج وما قدمته المرأة الفلسطينية تحديدا نماذج مشرفة للمرأة العربية أينما وجدت وفي هذا السياق رأينا الكثير من النماذج للمرأة الأردنية المناضلة في الكثير من القرى والأرياف ولكن تلك النماذج لم تعرف وسائل الإعلام وهنا سوف أذكر نموذجا بسيطا في بلدتي الخالديه لجارة لنا وهي الأخت الفاضلة مها الذي توفي والدها وهي طفلة ولحقت به والدتها أثناء أدائها للحج وعمر مها لم يكن يتجاوز (14) ربيعا واستطاعت هذه الفتاة البسيطة أن تشق طريقها وسط أمواج الحياة المتلاطم وتؤمن حياة أخوتها وأخواتها وقبلت الزواج بعد أن اطمأنت على كل أشقائها وشقيقاتها وللأسف مثل هذه النماذج لا يعرف أحد عنها لأنها لم تدخل مقياس أمريكا للنماذج المطلوبة لتفتيت المجتمعات وتصوير الصراع وكأنه مع الرجل .

نعم لا زالت حقوق المرأة دون المستوى المطلوب في الكثير من مجتمعاتنا العربية يكفي أن نذكر أن أحد الدول النفطية تمنع على المرأة حتى قيادة السيارة ولهذا نطالب المرأة أيضا في اقتحام كل الميادين من خلال الانخراط في العمل العام والتفاعل مع قضايا المجتمع والذي يسير على الطريق يصل كما يقول المثل ، ولكن التخندق والنضال الحنجوري المدفوع الثمن لن يأتي بحقوق المرأة وتعيين المرأة رئيسا للتحرير أو مديرا لمركز ما في يومها العالمي كما فعلت بعض المؤسسات مؤخرا ما هو إلا ضحك على الذقون والعمل وحده هو من يبرز صاحبه سواء امرأة أو رجل .

إننا ندعو المرأة في مجتمعاتنا العربية أن تنخرط وتشارك في قضايا مجتمعاتها وأن لا تنظر لبعض المرتزقة اللواتي أساءوا لقضية إنسانية مقدسة وجعل منها عمل من لا عمل له وبقي أن أقول أن المجتمعات البشرية تتقدم ولا بد وبحكم الصيرورة التاريخية أن تحصل المرأة على كامل حقوقها ولكن على المرأة أولا الاهتمام والانخراط في قضايا مجتمعاتها ولا تبقى كما يعمل بعض من ابتلت بهم الأوطان أبواقا للخارج للتفتيت المجتمع .

إن يوم المرأة يوما تاريخيا لقضية إنسانية أكثر من اللازم وسياسية أكثر من اللازم وضرورية أكثر من اللازم

وبعد يقول الأديب العربي الكبير نجيب محفوظ المرأة أهم رابطة تربطنا في الحياة .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد