الاردن الذي يحمل " فوق راسه خبزا .. " وفلسطين التي:" تعصر خمرا" .. !

mainThumb

10-03-2010 12:00 AM

 محمد حسن العمري

-1-

لا اجزم بالضبط كيف عادت قضية فك الارتباط الى الواجهة بعد اكثر من عشرين سنة عليها ، كأنه حلما او يكاد ، عندما ألحق الكتاب الابيض بمادة القضية الفلسطينية ، او الخطاب الذي القاه الملك الراحل المغفور له –باذن الله- يومها فصار جزءا لا يتجزأ من الثقافة الوطنية ، وان الضفة الغربية هي نواة دولة فلسطين ولا يمكن ان تكون شطرا اردنيا ، وفهمت الفكرة يومها كذلك ، لولا أن الشيخ عبدالمنعم ابو زنط الذي ظهر بعدها بسنة واحدة أي بعد الانتخابات البرلمانية عام 89 وصار يخطب في البلاد طولا بعرضٍ ، وحجب الثقة عن مضر بدران وهو يقول :"حسبي الله ونعم الوكيل" ، وصلت إنذارات الشيخ إلى دير أبي سعيد مركز لواء الكورة ، بدعوة من الإخوان المسلمين هناك ، والرجل يقول : " لن أتورع عن وصف القرار الإجرامي بحق القضية والتاريخ ..قرار فك الارتباط..!"

يومها فقط عرفت أن ثمة أحدا يقول لا ، لهذا القرار ، ولا اعرف كيف قبلت حماس مثلا الدخول في انتخابات تشريعية واسعة وفازت بها وشكلت حكومة عاداها العالم اجمع ، ما دامت تعتقد أن فك الارتباط قرارا ( اجراميا)..لا اعرف هل فرضت توابع السلام على الحركة الإسلامية في الأردن وفلسطين ان تعتبر المشاركة في انتخابات ما كانت لتصير لو بقي (الارتباط القانوني) قائما ، او على اقل تقدير لو لم يكن ثمة قرار بالاعتراف بسلطة اخرى غير الاردن على الضفة الغربية وغير مصر على غزة..!

***

-2-

تعارض ( المعارضان الأردنيان) ليث شبيلات وناهض حتر منذ أيام على جدلية الوطن البديل وايهما خلقت اولا البيضة او الدجاجة أو احتلال بيزنطة ، وكلاهما –في اعتقادي- كانا على الصواب ، من حيث المضمون وعلى خطأ من حيث الشكل العام ، فلا ليث الشبيلات يرى ما يراه قادة الكيان الصهيوني والذي عبرت عنه الحكومة الأخيرة هناك ، من إعادة أحياء فكرة الوطن البديل ، لا يمكن لشخص مثل ليث الشبيلات ان يرى ذلك ، ولا يمكن (لابن فرحان) وان كان يملك رؤية مختلفة عن ضرورة الابقاء على الاطر القانونية للضفة الغربية من ان يفسر على انه انزلاق في موكب الوطن البديل ، الموكب الصهيوني الكامل ، ولا هو في ذات الوقت سحب الاعتراف بالشرعية الفلسطينية ، او الشرعيتين الفلسطينيتين بصورة أدق ، دسترة فك الارتباط هي فكرة موجودة ولا تعني ما ذهب اليه الكاتب المعروف ناهض حتر ، الذي يخشى على الاردن مما يخشاه ليث الشبيلات ولكن بصورة لا يتقبلها المواطنون الاردنيون من اصول فلسطينية ، لذلك كان ( ليث) اقرب الى قلوبهم من (ناهض) رغم اتفاق الاثنين مع مواطني الاصول الفلسطينية ، والعالم العربي والمسلمين كذلك من ان الوطن البديل فكرة مستقبلية خارج حدود (العقيدة) العربية والاسلامية..!

***

-3-

لا يمكن لنبيل شعث ولا احمد سعدات ولا اسماعيل هنية ولا عبدالباري عطوان ولا طارق مصاروة ولا بهجت ابو غربية ولا احمد الطيبي ولا مروان دودين ولا فيصل الفايز ولا رحيل غرايبة ، ولا اي سياسي اردني او فلسطيني ، ان يكون في ركب الوطن البديل ، مع ان هناك خلافات جدلية عادية تدور في فلك (فلان مع وفلان ضد!) ، اتمنى ان لا تصير ذات يوم الى واقع ، عندما كان يقال فلان مع التطبيع وفلان ضد الى ان صارت (امرا واقعا!) نقاطع بضاعة اسرائيل وكتّاب اسرائيل وسفارات اسرائيل في حرب غزة ليس غير ، نقاطعها في مواسم الحرب وهي اقل مواسمنا بالطبع..!

-4-

فلسطين دولة محتلة ، عقيدة لو سخرت كل مؤتمرات واعلام العالم وقراراته باتجاه عكس ذلك ، ما كانت لتنجح ، ويظل حالها حال ( الرؤيا ) التي لا نمتلك الا تفسيرا يحتمل الخطاء كما الصواب ، " ولا نظن الا ظنا " انها قريبا ستسقي ( العالم العربي والاسلامي!) خمرا ،كما سمعت انشودة في محطة اسلامية ليتها تحذف حتى لا تتحول الى نكتة يسخر منا اولادنا عندما يكبرون ، تقول الاغنية :" راجعين يا فلسطين ..العيد الجاي بفلسطين!" اما الاردن الذي يحمل فوق رأسه دائما الخبز فنتمنى كذلك ان لا يصلب وتأكل ( الهمزات واللمزات ) من رأسه..!



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد