ياروح ما بعدك روح !!

mainThumb

27-07-2009 12:00 AM

قرأت قبل أيام قليلة عبر كثير من الصحف والمواقع الإخبارية المتعددة خبرا جعلنا نعيش أثناء قراءته أحداثا وكأنها تحصل في أحد أفلام (الأكشن) التي نشاهدها، فأحسست بأن ذلك الحدث بالفعل هو عبارة عن فلم أكشن يتم تصويره في تلك اللحظة بالقرب من دوار المدينة الرياضية، ويقوم بدور البطولة فيه شاب أردني إسمه (أشرف الخمايسة)، والذي جسّد تلك البطولة والشجاعة بكل حسن وإتقان، فكان ذلك الأمر البطولي سببا في أن أطلق عليه لقب (بطل الحافلة المجنونة)، نظرا لما قام به من عمل بطولي جعل الجميع يرفعون القبعة احتراما وإجلالا لذلك الشاب الاردني البطل.
إن ذلك الموقف الشجاع والذي قام به ذلك (الكونترول) الفذ والمتمثل بإنقاذ أرواح ركاب تلك الحافلة يبعث في النفس الفخر والإعتزاز بوجود مثل أولئك الشباب الرائعين الذين يفكرون بغيرهم قبل التفكير بأنفسهم، فكان همّه أرواح أولئك المواطنين الذين كانوا داخل تلك الحافلة ، بعكس من كان همّه نفسه والمسمى (السّائق) والذي لاذ بالفرار وألقى بنفسه من نافذة الحافلة، ليقول للجميع (ياروح مابعدك روح)، تاركا وراءه أرواحا عاشت لحظات صعبة رأت الموت من خلالها يحدق في جنبات تلك الحافلة لولا لطف الخالق ومن ثم شجاعة ذلك الشاب الأردني الأصيل والمدعو أشرف الخمايسة، والذي وصل بأولئك المواطنين إلى بر الأمان والسلامة بفضل فطنته وشجاعته وذكائه.
عندما قرأت ذلك الخبر والذي تحدث عن تلك اللحظات المجنونة التي عاشها أولئك الركّاب تخيلت نفسي جالسا بينهم في تلك اللحظة، وبدأت بطرح سؤال بيني وبين نفسي وقلت: يا ترى لو كنت موجودا في تلك الحافلة هل سأقوم بالإقتداء بسائق الحافلة وأقوم بإلقاء نفسي من الشباك وأعتمد على نظرية ذلك السائق القائلة ياروح مابعدك روح ؟ أم أنني سأبقى داخل تلك الحافلة وأعتمد على النظرية الأخرى القائلة الموت مع الجماعة رحمة ؟ فبصراحة وبدون أي كذب أو (عرط) لو كنت موجودا بينهم في تلك اللحظة لقمت بعملية (إغماض عيوني) وإلقاء نفسي من أقرب شباك، لأعتمد على نظرية السائق القائلة ياروح مابعدك روح وأهمل نظرية الموت مع الجماعة رحمة!!.
كثيرون نراهم أمامنا في مختلف المحافل والمناسبات، فنشاهدهم ونسمعهم يطلقون صيحاتهم ونداءاتهم البطولية، فتارة يصدحون ويهتفون بالوطن ويفدوه بأرواحهم ودمائهم من خلال تلك الهتافات المختصة بالتضحية والفداء للوطن والملك ،وتارة يصدحون ويهتفون بكلمات بطولية عبر أثير الكثير من إذاعاتنا المحلية عبر موجاتها المختلفة، فيسمعوننا تلك الأغاني الوطنية التي تتوعّد كل من يقترب من الوطن أو يحاول مساسه بأي أذى، فنتصوّرهم أمامنا أولئك الأبطال الذين سيقضون على كل من يمس وطننا وأمنه بأي سوء، فيخيّل لنا من خلال (عرطهم)واستعراضهم بأنهم أولئك الشجعان الذين لاهمّ لهم إلا الوطن وأبناؤه، مع أنهم من الداخل عكس ذلك تماما، فهم كذلك السائق الذي ألقى نفسه من النافذة تاركا وراءه أرواحا بريئة تصارع الموت، فكان شعاره في تلك اللحظات (ياروح مابعدك روح)،وكذلك المدّعين البطولة والفداء للوطن، فبمجرد الشعور بخيط خطر يحدق حول الوطن (لا سمح الله)، سنراهم يلقون أنفسهم خارج حدود الوطن ليقتدوا بشعار ذلك السائق ونظريته القائلة (ياروح مابعدك روح )!!.
majalimuathmajali@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد