إن نصر الله قريب

mainThumb

27-05-2025 01:13 AM

الله سبحانه وتعالى بث في الكون قوانين لا تتخلف، وعلى الإنسان الأخذ بأسباب هذه القوانين، عند تحركه في كون الله ليقوم بمهمته التي خلقه الله من أجل القيام بها، ولن يكون الإنسان مؤثراً، وخليفة في الأرض إلا إذا أخذ بها، سواء كان الإنسان من الربانيين، أو من الشيطانيين، لكن الفرق بين الفريقين، أن الله مع الإنسان الذي يحقق العدل في تحركه ليكون خليفة في الأرض.

عندما يتفوق الباطل على الحق، من جهة توكله على براعته في الأخذ بالأسباب، وعدم رد هذه الأسباب إلى الله الخالق العظيم يتدخل الخالق في لحظة فارقة لنصرة أهل الحق الذين أجتهدوا في الأخذ بالأسباب، لكن أهل الباطل تفوقوا عليهم في الجوانب المادية، وتخلوا عن مسبب الأسباب الذي بيده تغيير الأسباب، هنا تنحاز إرادة الله إلى أهل الحق الذين اجتهدوا في الأخذ بالأسباب، وتترك أهل الباطل لأسبابهم، إن كانت تستطيع معاندة إرادة الله.

هذه العقيدة لها صور في التاريخ كثيرة، منها في قصة موسى وفرعون، أو في حروب الرسول صلى الله عليه وسلم، حيث كان الله سبحانه يتدارك أهل الحق الذين أخذوا بالأسباب مع إيمانهم بالله ويترك أهل الباطل لباطلهم، فينقلبوا خاسرين مهزومين، لأن إرادة الله تصب في إعمار الأرض بالحق وليس بالباطل، وعندما يعربد الباطل ويخرج عن سيطرة البشرية، ويهدد الأرض والبشر بأفعال تخالف الفطرة، ويعارض ارادة الله في استخلاف بني آدم في الأرض يبدأ الانتقام الإلهي.

التغيير في زمننا بدأ وإن كنا لا نلحظ التغيرات في نصرة الحق وتخذيل الباطل، لأن التغييرات في زمننا تحتاج إلى وقت ليرى الناس أثرها بشكل واضح، لأن الإنسان تجذبه الأحداث النية وينشغل بها وتغطي على الرؤية البعيدة والمآلات التي تسفر عنها الأحداث المؤلمة التي نراها ليل نهار.
ولو سألنا أنفسنا عدة أسئلة، لندلل على ما ذهبنا اليه:
لماذا لا يستطيع المجرمون إيقاف مواقع التواصل الاجتماعي التي تنقل للبشرية ما يحصل من إجرام في غزة التي تهيج مشاعرهم وتهز عروش الظلم..؟

لماذا يتمادى الصهاينة في ملاحقة أهل غزة إلى أبعد مدى، ليصلوا إلى ما وصل إليه فرعون في نهاية ظلمه؟.
كيف تستطيع البشرية أن تنهض من دون أن تُرفع أعلام كل شياطين الإنس ويفضحوا على رؤوس الأشهاد لتكفر بهم البشرية وترميم عن قوس واحد؟ .

إن أكبر تحول قد لا يلحظه الناس ويحتاج إلى وقت ليس بالعيد ليصبح حقيقة واقعة، هو انتكاسة الغرب وأميركا اللتان صنعتا الشر في العالم على مدى قرون، وظهور من يكبح جماحهما دولياً، واستفاقة الشعوب التي تنبذ طغيانهما داخلياً، هذه الشعوب التي تربت على الحرية التي مُنحت لها من أكابر مجرمي الصهاينة الذين وجهوهم إلى الحرية الغرائزية لإلهائهم، وما عرفوا أن الظلم إذا زادت قسوته على البشر تتعطل الغرائزية الحيوانية ويتحرك في الإنسان الفكر والمشاعر غير المزيفة، التي تجنح إلى الحق وتتقزز من الباطل الذي تمارسه دول الغرب المجرمة وربيبتها الغارقة هي ومطاياها، في شر أعمالها قبل أن تُدرك أهل غزة الذين وقفوا أمام اليم لا يلوون على شيء، سوى إلى نصر الله لعباده المؤمنين.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد