نسيج الوفاء والنهضة

mainThumb

27-05-2025 06:43 PM

تحية أردنية نشمية...للوطن، وقائد الوطن؛ جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين المعظم، راعي المسيرة، وصوت الحق، وميزان العدل، وعنوان الاستقرار، وقائد سفينة الوطن إلى بر الأمان، فيتجلى في حضوره معنى السيادة والاستقرار في آن معاً،وهو الذي ما فتئ يجسد بروحه وقيمه النبيلة صورة القائد الذي يحمل الوطن في قلبه ويحمله الوطن في قلوب أبنائه.
في لحظة وطنية متجددة، نتأمل بها في معنى الاستقلال ودور الهاشميين في تحقيقه وتعزيزه،لابد أن نعمل على إعادة قراءة واحدة من أنبل محطات التاريخ الأردني الحديث، من منظور وطني، وتاريخي، واستشرافي. فالاستقلال لم يكن لحظة إعلان فحسب، بل مساراً متكاملاً من النضال السياسي والرؤية الهاشمية الحكيمة التي صاغت ملامح الدولة الأردنية الحديثة. وها نحن اليوم، في ظل تحولات إقليمية ودولية متسارعة، نعود إلى هذه المحطة التأسيسية لنستلهم من جذورها مشروعاً وطنياً متجدداً، يربط الماضي بالمستقبل ويعزز من حضور الأردن في وجدان أبنائه وفي ضمير أمته.
وأستذكر هنا قول جلالته (إنه من حقنا أن نحتفل باستقلال الأردن الذي صمد في وجه التحديات، وظل على عهد الآباء والأجداد سيدا حرا يحمي أرضه وشعبه ويصون كرامة الإنسان وحريته وحقوقه).
وفي حضرة الاستقلال، ومن ثنايا الوجد في حب كل الأردنيين لهذا الوطن، نتفكر بإعجاب للدور التاريخي المتوازن للقيادة الهاشمية في حماية الاستقلال، وتعميق سيادته، وبناء مؤسسات الدولة على أسس ثابتة من الشرعية والعدالة والرؤية المتقدمة. وفي هذا المقام، لا بد من التعبير عن أسمى معاني الشكر والعرفان لمقام حضرة صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبد الله الثاني بن الحسين المعظم، حفظه الله ورعاه، الذي يحمل راية الاستقلال بكل حكمة وثبات، ويقود المسيرة الوطنية بمسؤولية تاريخية، مستلهمًا من إرث الهاشميين قيم العدل والتسامح والسيادة، مجددًا العهد على أن تبقى الأردن واحة أمن واستقرار، ونموذجًا حيًا في فن الممكن في زمن المستحيل.
إن معنى الاستقلال في الأردن ليس مجرد ذكرى تاريخية تُستعاد في المناسبات، بل مشروع وطني حي ينبض في وجدان الأردنيين. إنها قصة إرادة لا تنكسر، وحلم تحوّل إلى واقع بهمة القيادة الهاشمية وحكمة مؤسسي الدولة. استقلال الأردن فلسفة تُعيد تعريف الحرية باعتبارها مسؤولية، والوطن باعتباره مساحة للإنجاز، حيث تتعانق الكرامة مع العدالة، وتُبنى الأوطان بسواعد أبنائها الأوفياء وتضحياتهم المستمرة نحو مستقبل أكثر إشراقًا.
وفي غمرة احتفالات الوطن بذكرى الاستقلال المجيد، تفيض المشاعر بالفخر والاعتزاز بما تحقق على هذه الأرض الطيبة من منجزات وطنية خالدة، صيغت بتضحيات الرجال الأوفياء وعزيمة الأجداد الذين رسموا ملامح السيادة والكرامة. يأتي هذا الحدث الوطني الكبير، ليستحضر في الذاكرة صفحات مشرقة من تاريخ الأردن الحديث، حيث سطّر أبناء الوطن ملحمة النضال من أجل الحرية والاستقلال، وأرسوا دعائم الدولة القوية التي تستند إلى الوحدة الوطنية والتماسك المجتمعي في أبهى صوره.
لقد كان للهاشميين الدور المحوري في رسم ملامح الاستقلال وبناء الدولة الأردنية الحديثة، فقد حمل المغفور له الملك عبد الله الأول بن الحسين -طيب الله ثراه- لواء الاستقلال، وسعى بحكمة وثبات القائد إلى تحقيق تطلعات الشعب الأردني في الحرية والسيادة، حتى تحقق الاستقلال في عام 1946، ليبدأ عهد جديد من البناء والتنمية. ومنذ ذلك الحين، توالى الملوك الهاشميون، جيلًا بعد جيل، لخدمة هذا الوطن وأبنائه، فكان المغفور له الملك طلال بن عبد الله الذي تابع مسيرة البناء والحكم برؤية استشرافية، والمغفور له الملك الحسين بن طلال -طيب الله ثراه- قائد مسيرة النهضة الكبرى التي نقلت الأردن إلى مصاف الدول الحديثة، فأسس بنية تحتية قوية، ورسخ مبادئ الوحدة الوطنية، وعزز مكانة الأردن في المحافل الدولية.
وفي ذكرى الاستقلال، يبرز دور الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه كقائد استثنائي حمل لواء البناء بعد أن رسّخ أُسس الدولة الحديثة. ففي عهده، لم يكن الاستقلال مجرد راية مرفوعة، بل مشروع نهضوي شامل، حيث قاد مسيرة التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وشيّد المؤسسات الوطنية، وبنى جيشًا قويًا يحمي السيادة والكرامة. آمن الحسين أن الاستقلال الحقيقي يتحقق ببناء الإنسان الأردني القادر على حمل أمانة الوطن، فكان رمزًا للعطاء والحكمة، وترك إرثًا خالدًا تستلهم منه الأجيال معاني الوفاء والانتماء والعمل المخلص لبناء أردن قوي ومزدهر.
وقد استكمل الملك عبدالله الثاني مسيرة البناء التي بدأها جلالة الملك الحسين رحمه الله بتعزيز مسيرة الإصلاح السياسي والاقتصادي، وتحديث مؤسسات الدولة، وترسيخ قيم الديمقراطية وحقوق الإنسان. ركّز على تطوير التعليم والاقتصاد الرقمي، ودعم الشباب وريادة الأعمال، ليواصل الأردن بثبات طريقه نحو التنمية الشاملة والمستقبل المزدهر.
واليوم، يواصل جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين المعظم المسيرة بكل حكمة واقتدار، واضعًا نصب عينيه رفعة الأردن وكرامة أبنائه، ومضيًّا بثبات نحو مستقبل أكثر إشراقًا، مؤكدًا أن الاستقلال لم يكن نهاية لمسيرة النضال، بل بداية لمسار متجدد من العمل والعطاء لتحقيق التنمية الشاملة والعدالة الاجتماعية وتعزيز سيادة القانون.
ومع نمو الدولة الأردنية الحديثة في عشرينيات القرن الماضي، وظهور الوعي الوطني في مسيرة التأسيس، الذي كان فيه الحضور للأردنيين في المجالات المختلفة العسكرية، والتعليمية، والخدمية. فقد انضم العديد من أبناء الوطن إلى الجيش العربي بقيادة الشريف عبدالله بن الحسين، وأسهموا في صون الأمن وترسيخ الاستقرار . ولم يكن يوما الحضور الأردني مقتصراً على الجوانب السياسية أو العسكرية فحسب، بل تعدّاه إلى المجال الاقتصادي والثقافي أيضا ،والذي كان للأردنيين فيه مساهمات بارزة. وقد ساهم هذا الحضور الثقافي في تعزيز مفاهيم التعددية والانفتاح داخل النسيج المجتمعي الأردني، حيث أثبت الأردن للعالم أن التنوع ليس عائقاً، بل محفّزاً على الابتكار والتفاعل الحضاري.
واستمراراً لمسيرة العطاء، وحرصاً على منجزات الأردن المستقل،وهو ما يشكل رصيداً مهماً لمستقبل التعددية في الأردن. فها هو جيل الشباب الأردني اليوم يواصل تلك المسيرة المباركة، مسلحًا بالعلم والمعرفة والطموح، حاملاً راية الأجداد، وماضياً في خدمة وطنه الأردن في مختلف الميادين، مثبتًا أن الوفاء لهذا الوطن ليس شعارات تُرفع في المناسبات، بل أفعال تُجسد في ميادين العمل والعطاء.
إن استقلال الأردن هو المعادلة التي جمعت بين حكمة القيادة وصدق الانتماء، حيث تحررت الأرض، وارتفعت راية الكرامة، وبدأت رحلة لا تنتهي نحو بناء وطن يليق بتاريخه العريق وحلم أبنائه بغدٍ مشرق، فكان الاستقلال بداية الحكاية لا نهايتها.
ومع عبق ذكرى الاستقلال الذي يملأ القلوب فخرًا واعتزازًا، نجدّد العهد والولاء للقيادة الهاشمية الحكيمة. ونمضي معك ،جلالة القائد، قُدمًا على طريق النهضة والبناء، محافظين على وحدتنا الوطنية التي كانت وستظل الدرع الحصين الذي يحمي هذا الوطن ويصون مكتسباته. وكل عام والأردن عزيزا قويا آمنا، ماضٍ نحو مستقبل مشرق يظلّله مجد الاستقلال وشموخ الراية الأردنية الخفاقة.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد