المرحوم حسين العودات ومشوار طويل من العطاء

mainThumb

20-04-2009 12:00 AM

رحم الله ابا رامى فقد كان رحمه الله نعم المربى الفاضل بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى فلقد امضى زهاء 25 عاما من عمره فى سلك التربية والتعليم فهو قد عشق مهنة التعليم منذ ريعان الشباب كان لا يتوانى فى خدمة طلابه والاستفسار عنهم حتى بعد تخرجهم.

حين تلقاه تبدو دائما تلك الابتسامة على شفتيه عنده من الطموح والتفاؤل الشىء الكثير يحب الناس لا يكره احدا وكان رحمه الله متبحرا بألوان التعليم فهو - مدرسة فى معلم- الاستاذ حسين العودات بالرغم من شح المادة لديه كان لسانه يلهج دائما بالحمد لله عز وجل على النعمة .

حين تنظر الى محياه ترى روح الدعابة فى عينية كان رحمه الله خطيبا بارعا من خلال الاذاعة المدرسية التى عشقها واشرف عليها سنوات عديدة .

ومن خلال الأفراح فى البلدة كان رحمه الله يشارك الجميع وجدانيا وذلك بتحيتهم من خلال الميكرفون.

اذكر اننا عندما تقاعدنا من سلك التعليم ضاقت بنا الدنيا من قلة المادة فاتفقنا انا واياه ان نذهب الى المفرق على حساب التعليم الاضافى فأوعزت لنا مديرية التربية والتعليم الى مدرسة البستان فى منطقة بلعما كنا نذهب يوميا انا واياه فى سيارته بعد صلاة الفجر نتوجه إلى العمل وعلى مدار فصل كامل يقول لى وأنا اجلس بجانبه لقد ضاقت الدنيا بنا مسؤوليات كثيرة نحملها على عاتقنا يا أبا عماد لا بد من العمل حتى بعد التقاعد انه مشوار العطاء ورسالة العلم والتعليم لابد من الجهد والتعب هكذا كان يكرر ويردد مع الشاعر : ومن لا يحب صعود الجبال .........يعش أبد الدهر بين الحفر.

اذكر اننى عندما كنت أدرس فى جامعة سبها بليبيا حضر الى الكلية التى كنت ادرس بها وكان مشوار بري طويل عبر خلاله البحر ومصر وصحراء ليبيا الكبرى مرورا بطرابلس ولم أصدق ان اخى قد عبر تلك المسافات وجاء الى ليبيا حيث أخبرنى طلبتى بخبر قدومه عندما رأيته احتضن كل منا الآخر وانفجرنا بالبكاء بالرغم ان البكاء للرجال لا يجوز لكنه حنان الاخ لأخيه بعد طول غربة.

فى السنوات التى مضت كنت اذهب أنا واياه نذهب فى رحلات كثيرة مشيا على الأقدام وأذكر اننى ذهبت واياه فى رحلة سيرا على الأقدام من حاتم الى حمة الشونة الشمالية مرورا بسد وادى العرب اثناء فترة الربيع ويومها اصابه الأعياء من بعد المسافة حوالى 16 كم على الأقدام ولكنه كان صابرا لا يأبه بالتعب حتى يحقق ما يريد ويثبت أنه قادر على تجاوز الارهاق والتعب وبعد المسافة - وكان لسان حاله يردد اه من قلة الزاد وبعد السفر ووحشة الطريق- فى يوم وفاتك يا أبا رامى بكينا جميعا وبكى كل من سمع بالخبر صعق الجميع.

بكتك الغوالى وحق لهن ان يبكين لم يصدق الجميع الخبر سنظل بذكراك أبا رامى ماحيينا.

كنا ننتظر ان تناقش رسالة الماجستير فى الصيف لكن قضاء الله وقدره لا مفر منه فرحمك الله ابا رامى والى جنات الخلد -وانا لله وانا اليه راجعون-



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد