جماهيرنا إلى أين ؟

mainThumb

05-03-2009 12:00 AM

سؤال طرحته على نفسي بعد متابعة دقائق معدودة من مباراة كرة القدم ضمن بطولة دوري أبطال العرب والتي جمعت بين نادي الفيصلي وشقيقة الصفاقسي التونسي، وكانت الإجابة على ذلك السؤال بأن جماهيرنا تقودنا إلى الهاوية من خلال الهتافات السيئة والعبارات المشينة الخارجة عن كل ماهو مرغوب ومألوف.

لم أتابع سوى سبع عشرة دقيقة من تلك المباراة، لأن ما أطلق من هتافات تتمثل بالعبارات السيئة بحق ناد أردني اخر لم يكن طرفا في تلك المباراة جعلتني أتوصل إلى نتيجة وقناعة واحدة بأن قلت(النتيجة ما بتهمني)، ففعلا في تلك اللحظة لم تعد تهمني نتيجة تلك المباراة ،لأن الجمهور في نظري قد أفسد متعة المباراة وإثارتها، فقمت بتغيير المحطة إلى إحدى القنوات الرياضية المصرية لمتابعة مباراة كرة قدم أخرى جمعت بين الزمالك وإنبي ضمن الدوري المصري، فالمهم عندي أن أتابع مباراة تضم على أطراف ميدانها الأربع جمهورا واعيا ومثقفا!!!.

إن ما أطلق من هتافات سيئة بحق ذلك النادي الأردني لم تنم إلا عن جهل أولئك المطلقين لتلك الهتافات السيئة، فهذا النادي الذي هتف الجمهور ضده يمثل الوطن وجميع لاعبيه يضعون علم الأردن الغالي على صدورهم مثلما هو علم الوطن محفور في قلب كل أردني محب لوطنه ولكل ذرة ترب من تراب وطننا الطهور، فكانت تلك الهتافات انعكاسا لعدم التحضر الرياضي من قبل البعض من جماهيرنا العريضة.

أريد أن أطرح سؤالا وهو: سواء وصل الوحدات أم الفيصلي أم أي ناد أردني اخر إلى مراحل متقدمة من تلك البطولة أو اي بطولة أخرى ألا يمثل ذلك النادي اسم الأردن في كل المحافل والمناسبات؟

فلم هذا الحقد وتلك الكراهية بحق أنديتنا العريقة من بعض تلك الجماهير (اللاواعية) لمعنى الرياضة وهدفها الأسمى وهو الوصول إلى السمعة الطيبة والحسنى للبلد الذي يمثله ذلك الفريق أو ذلك النادي.

عموما انتهت مباراة الزمالك وانبي بفوز الزمالك بهدف مقابل لاشيء، والمهم أنها كانت مباراة تستحق المتابعة ليس من أجل اللعب فحسب ولكن من اجل ذلك الجمهور الراقي الذي لم نسمع منه أي إساءة لا بهتافات ولا بغيرها ،فعلى الرغم من المنافسة والحساسية الشديدتين بين نادي الزمالك وغريمه التقليدي نادي الاهلي إلا أننا لم نسمع أحدا من الجماهير (الزملكاوية) يعتمد على هتافات مايسمى (طاق طاق طاقية) بحق إخوانهم(الأهلاوية)!!!.

وبالنسبة لمباراة الفيصلي فقد عرفت نتيجتها (قبيل منتصف الليل) من (مصطفى الاغا)، عبر برنامج (صدى الملاعب)، لأن النتيجة مازالت لغاية تلك اللحظة (ما بتهمني)، والسبب واحد وواضح وهو(الجمهور) الذي أفسد كل متعة بتلك الهتافات الخارجة عن كل ماهو مألوف.

نتمنى أن يعم الوعي الرياضي بمدرجات ملاعبنا وبجماهيرنا كافة فيعرف جمهور كل ناد بأن ذلك النادي لا يمثل شخصا أو فئة أو مجموعة وإنما يمثل الوطن ولا شيء غير الوطن


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد