هناك امة عربية .. ليس هناك امة عربية
يتجاوز ما يحدث في غزة قضية صواريخ بدائية الصنع تطلق على اوكار الصهاينة، وانما هو استحقاق لقضايا متداخلة ترتبط باجندات متعددة، اسرائيلية، دولية، عربية وفلسطينية.
على المستوى الاسرائيلي هناك انتخابات قادمة وطليعة سياسية فاشلة وفاسدة وشعبيتها في الحضيض، فحرب تموز 2006م كشفت المستور من عورة اسرائيل للقاصي والداني، قيادة سياسية، مؤسسة عسكرية، دوائر امنية ومجتمع.
اذا لابد من اعادة الثقة ورفع رصيد السياسيين الفاسدين والمؤسسة العسكرية المهزومة والدوائر الامنية الفاشلة والمجتمع المأزوم، وتجربة الاستعدادات التي تبعت حرب 2006، لمعرفة ما تم من تطورا على قدرات اسرائيل ربما كتحضير لحرب جديدة مع حزب الله، ومحاولة لانعاش الرئاسة الفلسطينية بقيادة محمود عباس بالمعية، فهي عملية تصفية حسابات لاسرائيل وشركائها، وسعيا لتصفية القضية الفلسطينية باقصاء العقبات المحتملة مع تحمل اسرائيل عبء العملية، وسيقوم عباس بادانة الهجوم على استحياء ولكن دون تفويت الفرصة بتلغيم تصريحاته تجاه حماس والباسها المسئولية مواربة اي تلميحا ودون تصريح.
على المستوى الدولي وتحديدا امريكا، فقد انتهت رئاسة بوش الصغير ولذلك فان الفرصة سانحة للقيام باي عمل وليس هناك من يلام، فتصفية القضية باتت مطلبا ملحا ويراد لها ان تنتهي قبل تمركز القادم الجديد لرئاسة الولايات المتحدة، فاسرائيل تريد رئيسا مجربا ولا يعارض اي دناءة تقوم بها اسرائيل بل هو سيدافع عنها اكثر من نفسها، فهي تعرف بوش الصغير جيدا وتحفظه صما، وتعودوا عليه انه فقط سيدين الفلسطينيين ويحملهم المسئولية وان اسرائيل تملك الحق في الدفاع عن نفسها ولها الحق في احتلال ارض الغير الذي لايملك حق الدفاع عن نفسه.
على المستوى العربي، هناك صراعات متداخلة بين الدول التي كانت عربية على الانتماءات والامتدادات والادوار، واذكت الولايات المتحدة واسرائيل وبريطانيا هذه الصراعات، فعواصم القرار العربية كما هو مفترض لا تتفق على صنع اصغر القرارات ويتجاذبها الشرق والغرب، وان لم تكن محتلة فعليا فهي محتلة معنويا، والعلاقة بينها وبين الاسلام السياسي مأزومة، ولكل من هذه الدول حساباتها الداخلية والخارجية، فهناك صراع ظاهر وباطن مع الاسلام السياسي، وهناك استحقاقات امريكية اولا ودولية ثانيا على الزعامات العربية، وهي تعي ذلك جيدا ولاتعمل على ذلك.
ومن هذه الاستحقاقات او اكثرها خطرا تجذير القطرية وفصم عرى الروابط بين الشعوب وتحويل كل دولة عربية الى امة بذاتها ولا علاقة لها مع الدول العربية الاخرى الا بما تقتضيه المصالح فقط، اي ان الدولة التي لها مصالح مع اسرائيل اكثر فعلاقتها تتميز معها عن باقي الدول العربية وهكذا، ولذلك هناك انهاء مقصود لما كان يدعيه العرب من انهم امة واحدة، وكما قال المستشرق الفرنسي( لوي سيديو)، انه ليس هناك ما يجمع العرب الا المطربة الشعبية ام كلثوم.
والدلالة على ذلك لم تبدأ بغزة ولن تنتهي بها ونستذكر مواقف الزعماء العرب من الاحداث الكبيرة السابقة، للتدليل على ذلك ، حرب 1991 على العراق، وكانت اخر التجاذبات على تخندق القوى العربية، ثم حصار العراق، الاعتداءات المتكررة على الفلسطينيين، قصف السودان بصواريخ كروز، الاعتداءات المتكررة على الفلسطينيين ومسح مخيم جنين عن وجه الارض بحرب يندى لها جبين الانسانية، احتلال العراق، حرب تموز بين حزب الله واسرائيل، قتل القيادات العراقية يوم عيد المسلمين الكبير وتقديمهم كاضحيات للمسلمين، احتلال الصومال، احداث دارفور والقضية السودانية برمتها، قصف الاراضي السورية، وغيرها وغيرها.
ومن ثم لعب الدور الخطير فيما يسمى مفاوضات السلام بين اسرائيل والفلسطينيين باتخاذهم دور الوساطة، والوسيط يفترض به الحياد والوقوف على نفس البعد من المتخاصمين وهذا اوضح مظاهر الطلاق للنظام العربي الرسمي.
اما السماح غير المعهود لجماهير العرب بالتظاهر والتعبير عن غضبهم، لا يعدو عن كونه تنفيس عن الغضب للعامة خوفا من انعكاسات داخلية، ولن تتعدى مواقف الزعماء العرب هذا الموقف، اما الدعاوي لمؤتمر قمة عربية فلا يعدو عن مظهر لتسجيل المواقف امام شعوبهم.
ولايزال من يعارض مثل هكذا مؤتمر اختصارا لظهور تكرار المواقف العاجزة والبعيدة عن التعبير عن ارهاصات الواقع وما يواجه الامة من مخاطر. واذا ما تم عقده فان امريكا واسرائيل ستكون قد اطلعت على البيان الختامي قبل عقد القمة واعادته للتعديلات.
على المستوى الفلسطيني ، فلطالما رفض المرحوم ياسر عرفات تسليم محمود عباس رئاسة الوزراء تحت اصرار اسرائيل وامريكا، وكان عرفات يعي الخطوة فسلمه رئاسة الوزراء مرغما ثم افشله فشلا ذريعا او بالاحرى حرقه سياسيا، وبعد اغتيال عرفات اعيد تلميعه وتسويقه اسرائيليا وامريكيا وعربيا وانتخب رئيسا، واسجل هنا وجهة نظري الخاصة انه كان على حماس ان تبقى قوة معارضة ومقاومة بعيدة عن السلطة بشكل مباشر، ولكن فات الاوان على ذلك.
واعتقد شخصيا انه تم انجاحها وتسليمها السلطة بهدف افشالها امام الشعب الفلسطيني ليتم انهائها سياسيا، والمهم تكالبت عليها امم الارض حتى اخرجت من السلطة، اما الان فالمطلوب، فهو استئصال شأفة كافة القوى المعارضة وخصوصا فصائل الاسلام السياسي، وذلك بهدف تمرير شيء مهم، وقد يكون التوقيع على اتفاق سلام بصيغة ما قبل ازاحة عباس عن الرئاسة فهو متفهم جدا لوجهات نظر اسرائيل، وكذلك جورج بوش الصغير فهو يوقع لاسرائيل على بياض، ولا شك ان هناك زعامات عربية تتفهم ايضا وجهة نظر اسرائيل.
والمطلوب ترويض غزة ولكن من الذي سيتحمل عبء مسؤولية الترويض تلك؟ ليس هناك سوى اسرائيل على ان تكون عملية خاطفة وسريعة وباقل الخسائر، ويمكن القول ان العملية خلفت ولا زالت تخلف دمارا وشهداء بالمئات وجرحى تجاوزوا عتبة الفا جريح، الا انها فشلت مع كل ما حملته من عنصر المفاجأة، اضافة الى احتمال عدم حساب ردود افعال قوية جدا من الشارع العربي، اضافة الى فعاليات شعبية عالمية مختلفة.
وفي الخلاصة ليس هناك ما يأمله اهل غزة من النظام العربي الرسمي، فليس هناك شيء اسمه النظام العربي الرسمي، وانما هناك شعوب متعاطفة، ولم يبقى سوى ما اعده الغزاويين واستعدادهم وقدرتهم على التحمل لمثل هذا اليوم والذي سيكون هو الفيصل في رسم مستقبل فلسطين والمنطقة برمتها.
ولا املك الا ان اقول عليكم التحمل والصبر وان كان على حساب الدماء الزكية واشلاء الاطفال فلا تتحرر الشعوب الا بدم وتضحيات الشهداء.
صحة عجلون: مناوبات مستمرة خلال عطلة العيد
الخيرية الهاشمية تواصل توزيع الوجبات الساخنة في غزة ثالث أيام العيد
بريطانيا تخصص 86 مليار جنيه إسترليني لتعزيز البحث العلمي والابتكار
شاهد بالفيديو .. كيف استقبل النشامى أسود الرافدين
بدر حزيران ظاهرة فلكية نادرة فوق سماء الأردن والعالم
خدمات إربد: 24 ساعة عمل و1200 طن نفايات يوميًا
بلد النشامى يرحب بأسود الرافدين .. تفاصيل
زلزال عنيف بقوة 6.3 درجات يهز العاصمة الكولومبية
الحجاج المتعجلون يؤدون طواف الوداع بيسر وطمأنينة
عمر العبداللات .. صوت الأردن الذي يسكننا ويُشبهنا
العقبة الخاصة تنفذ حملات توعية وتنظيف للشواطىء .. صور
للأردنيين .. تحذيرات هامة من الأمن العام
وصول وفد منتخب العراق إلى عمّان استعدادًا لمواجهة الأردن
وثيقة نادرة تروي فرحة الأردنيين بذكرى جلوس الملك على العرش عام 1999
عُمان تطلب توضيحاً رسمياً بشأن ما حدث بتدريبات النشامى
في الأردن : اشترِ سيارة .. وخذ الثانية مجّانًا
كم يبلغ سعر كيلو الأضاحي البلدي والروماني في الأردن
التلفزيون الأردني يحذر المواطنين
مجموعة من النساء يهاجمن مشهورة التواصل أم نمر .. فما القصة
إلغاء وظيفة الكنترول بشكل كامل في الأردن
أسماء ضباط الأمن العام المشمولين بالترفيع
الملكة رانيا: ما أشبه اليوم بالأمس
قرار من وزارة العمل يتعلق بالعمالة السورية
وفاة مستشارة رئيس مجلس النواب سناء العجارمة
خلعت زوجها لأنه يتجاهل هذا الأمر قبل النوم .. تفاصيل لا تُصدق
خطة لإلغاء نظام الفترتين الصباحية والمسائية في المدارس
تنشيط السياحة توضح موقفها من حفل البتراء المثير للجدل