البالـــّــــون
لكل منكم بالونه ، فلا يعيّـر كبيرنا صغيرنا ، اختلفت الأعمار والأقدار ، فاختلفت معها البالونات ، حجما ونوعا ولونا وغاية ، فبالونات الأطفال ، ملوّنة مزخرفة ، جميلة الشكل ، صغيرة الحجم ، سريعة الانفجار ، يدفعون ثمنها كل ما يملكونه في حصالاتهم ، أو ُتهدى لهم من العمّات والخالات، وأحيانا تتساقط عليهم من سماء الأفراح ، مع بقايا الألعاب النارية . ولكم أنتم ــ معشر الكبار في السنّ والقدر ـــ بالوناتكم الخاصّة ، ووجه الاختلاف بينكم وبين أطفالكم ، أن بالوناتكم تشاركون بصنعها ، وتكبيرها ، والدعاء لها بطول العمر . وتعليق التمائم والتعاويذ في رقابها . وانحناءة الرأس مع مدّ اليد بكل أصابعها ، مع كل خطوة تخطوها .
وفرق آخر أهـم مما سبقه ، وهو أن بالوناتكم ( معشر الكبار سنا) تتفـلـّت من بين أصابعكم ، بأسرع مما تتفلت حسناتكم ، وان انفلتت ، لا تستقرّ على الأرض ، بل تصعد للسماء، فوق من صنـّعوها وصيـّروها ، في الوقت الذي تبقى عيونهم شاخصة ذاهلة ، تتبعها أنّا ذهبت ، تحلم بعودتها وترجو بقاءها . أما بالونات أطفالكم ، فتتفجّر تحت أقدامهم إن ملـّـوها ، وتتقطـّع بطونها ورقابها إربا إربا ، بين أظافرهم إن كرهوها وعافوها، وكثيرا ما يجعلونها ُلعبة يتسلـّون بها ، حيث يربطونها بأقدامهم ، ويتنافسون في الدوّس عليها و(تفقيعها) ،
أما بالوناتكم فهي أجل وأرفع من (التـّفقيع) والدوّس ، بل هي التي تدوس وتؤلم ، وتجعل غيرها لعبة وتسلية ، وهي التي ( تــفقّـّع) الرؤوس بعد أن (تفقـّع) القلوب، كما ستقطـّع الأعناق وتحرم البطون .
لقد حار الفلاسفة وأهل الحكمة والبصيرة ، في أمر هذا الكائن ( البالون ) ، وتمنّع على خيال الشعراء والمبدعين ، وعجزت العقول وألا لسنة عن الإحاطة به والإفصاح عنه. كائن غريب عجيب ، حيّر العقول والألباب ، يتلـوّن بألوان شتى ، ويتشكـّـل ويتمظهر، بهيئات ُيعجزنا وصفها .
سلب عقولنا صغارا ، وحين كبرنا ......اختار كلّ منّا بالونه ، فيبدأ بالنفخ فيه ، وكلما كبر البالون ، احتاج هواء أكثر، فهو لا يشبع الهواء ولا يملـّه ، بعض المتحمسين يجودون عليه بكل أنفاسهم ، حتى تتقطـّع . وبعضهم ينظـّفونه، ويبيـّضون وجهه بأكمام عباءتهم ، وبعضهم يقيم على شرفة الولائم والأفراح والموالد . حتى إذا كبر البالون بأنفاس الناس وعرقهم ، وتضخّمت أوداجه ، وصار أكبر مما تخيـّلوه ، حينها سيغيب رأسه في جسده ، وستتبدّل أعضاؤه ، فلا رأسا له ولا قوائم ، حينها سيأنف المشي على الأرض ، ويأبى الاستقرار عليها ، وان اضطـّر، فهو بالكاد ُيلامسها ( اعذروه فقد امتلأ هواء) .
وحين تشرق الشمس ، ويسخن الهواء ، سيطير البالون ، وسيرحل بلا عودة ، بأنفاس من نفخوه ، وبأوجاعهم ،وبآمالهم ، وبدعواتهم . وهناك على الأرض ، لا زالت أكفهم ( من صيـّروه) مرفوعة للسماء ، ترجو عودته ، لكن التيار سيجرفه ، كما جرف غيره من بالونات . سيرحل البالون بالأنفاس والأوجاع ، ودعوات الأمهات ، وستبقى العيون شاخصة ، والأفواه فاغرة تنتظر العودة .
لكن البالون رحل ، رحل ولن يعود ، وسوف لن يبقى معلقا متلألئا في السماء ، وان تقلّب من جنب إلى جنب ، وان تنقـّل من ركن إلى ركن ، فغدا عند الظهيرة ، سيسخن ما بجـوفه ، وسيتمدّد ، وستعجز جدرانه عن وقف هذا التمدد ، وستحلّ الكارثة .
سينفجر البالون ، وستتناثر الأنفاس التي بداخله ، رائحة نتنة ، تتبعها الأشلاء التي ستتساقط بين الطرقات ، وستهرب القطط والجرذان من نتانتها .
حفل إشهار وتوقيع رواية رقّة جريمة لـ إندراوس
دعما لغزة .. مظاهرات في 56 مدينة مغربية
الأمم المتحدة تصدر قرارًا بقضايا تورط موظفي الأونروا بهجوم 7 أكتوبر
نصائح لتجنّب الإصابة بالألزهايمر
مريم الجندي ترد على منتقديها في العتاولة
إعلان نتائج سباق ألتراماراثون البحر الميت
فوز الوحدات على شباب الأردن في دوري المحترفين
10 إصابات أغلبهم أطفال بحادث تصادم مركبتين بجرش
وزيرة الثقافة تفتتح حفل مؤتمر تيدكس الشميساني
استشهاد منفذ عملية الطعن بالرملة
موعد بطولة المملكة للرياضات الإلكترونية
بشرى سارة من الحكومة لمستخدمي المركبات الكهربائية
الجنايات تسند تهمة هتك عرض لممرض .. تفاصيل
احتجاجات أمام شركة أوبر الأردن .. تفاصيل
وزارة الزراعة تعلن عن نحو 50 وظيفة .. تفاصيل
الحكومة تعلن عن بيع أراضٍ سكنية بالأقساط .. تفاصيل وفيديو
الحكومة تبدأ بصرف رواتب موظفي القطاع العام
فقدان الطفل عزالدين سريه في الزرقاء الجديدة
أردني يسمي مولوده السنوار وبلبلة على مواقع التواصل
البلقاء التطبيقية تعلن عن وظائف شاغرة .. تفاصيل
4 جامعات حكومية معتمدة لدى الكويت .. أسماء
الأردنيون يترقبون نزول أسعار السيارات الكهربائية 50%! .. ماذا هناك؟
احتراق سيارة كهربائية ID3 على طريق المطار .. فيديو
شركة حكومية تطلب وظائف .. تفاصيل
مهم من التربية بشأن امتحانات التوجيهي الالكترونية
#امنعوه_لا_ترخصوه عاصفة إلكترونية تجتاح مواقع التواصل بالأردن