أبا محمــــد .. لن نقول لكم باي !!!

mainThumb

19-04-2009 12:00 AM

عندما غادرت الاردن للدراسة في الولايات المتحدة عام 1980 ، كنت على علم مسبق، من خلال مطالعاتي، بأنني سوف أصادف الكثير من مظاهر الحياة المختلفة عن مظاهر الحياة في المشرق العربي، بعبارة أخرى يمكّن السفر والترحال المرء التعرّف على حضارات وثقافات يكون فيها الكثير من المتشابهات لما لدى المسافر/المرتحل والكثير كذلك من غير المتشابهات.

إن أوّل ما لفت إنتباهي، بل أدهشني، هو مناداة الأفراد لبعضهم البعض، وفق ثقافتهم بالطبع، و مهما كان عمر الواحد/الواحدة منهم، بإسمهم الأول. لقد صعقني أن ينادى جارنا جون الأرمل الوديع البالغ من العمر (وقتذاك) 85 عاما بإسمه الأول.(إن كان قد توفاه الله، فإنني أدعو له بالرحمة والمغفرة).

عدت الى الشرق، وما هي إلا سنين عديدة، وإذا بما كان قد صعقني آنفا، قد أصبح يمارس هنا بصورة متزايدة.

ينادى الأب والأم (والجميع يضحك ويبارك قلة الأدب) والعم والعمة والخال والخالة وأحيانا الجد والجدة بإسمهم الأول !!! ويقال لهم عند اللقاء هاي، وعند الوداع باي، وفي أحيان كثيرة (لا سلام ولا كلام !)، وعند الشكر( ثانك يو أو ميرسيه)، وإختفت ظاهرة تقبيل يد الكبير (وفقدنا قيمة تقبيل اليد بعد أن أصبحنا أجداد !!!)، ولم يعد لنا (جيران مثل جيران زمان).

المسألة الأكثر إثارة بل إيلاما كذلك، هي تلاشي حالات الإعتراف بكبير للعائلة/للقوم، وأصبح حتى الذي لا يزال يستخدم (الفوطة) يعتبر نفسه رأسا كبيرا في العائلة ، وله رأيه ومعارضته البلهاء (ويدعي أنه يفهم كل شيئ)، و لا يوجد من يقوده/تقوده، وتراجعت مكانة الكبار بصورة مؤلمة، بعد أن كانوا بالنسبة لنا تحفا قيّمة نادرة، و (نحس/نشعربالبركة أينما و وقتما حل الواحد/الواحدة منهم ).

ترى هل بالإمكان العودة خطوة أو إثنتين للوراء؟، الى ما قد كان جميلا وبهيا وهنيئا في حياتنا ؟.

أقول نعم، وذلك من خلال إصرارنا وتأكيدنا على ضرورة ممارسة أعضاء أسرنا، مهما كانت أعمارهم (وعلى أساس الثواب والعقاب) ، للسلوكيات الأصيلة التي ورثناها، وتوريثها للأجيال التي ستأتي.

وهذه مناشدة للجميع و لوسائل الإعلام الرسمي لدينا كذلك للقيام بدور مهم وريادي لإزالة التشوهات التي قد أصابت قيم ثقافتنا لأنها قد زكمت أنوفنا.

shafiqtdweik@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد