وزارة التربية .. قيادات بلا شهادات

mainThumb

05-09-2008 12:00 AM

ألحّت عليّ جارتي أم عصام وحلـّفتني بالله ، أن أشاركها في جمعية ، ( وأنتم أعرف بالمقصود بجمعية الحـريم .) ، وإدراكا منّا ــ نحن نساء الحارة ــ، بظروف أم عصام الماديّة ، فقد فازت بالدورالأول بالتزكية ، سيما أن أبا عصام ، قد سجل لدراسة الماجستير في إحدى الجامعات السودانية.
وبعد ثلاثة أشهر لا رابع لها ، دعتنا الجارة العزيزة ، لحفلة شاي على شرف نيل أبي عصام لدرجة الماجستير، أي أن مدة دراسة جارنا العبقري النابغة ، من يوم اقتراعنا على أدوار الجمعية ، وتسجيله ، ودراسته ، وكتابة رسالة الماجستير ونيل درجتها ، وحفلة الشاي هذه .لم تجاوز الشهور الثلاثة !
وبعد الشاي المبـهـّر بأحاديث أم عصام ، دارت علينا بملف أصفر هزيل القدّ ، ناحل الجسد ، لا تتعدى وريقاته الأربعين وريقة ( وبوجه واحد). قالت أم عصام : (هذه رسالة أبو عصام ، رجّال ، ونعم والله ، بمية زلمة ،بثلاتـ تشهر أخذها ، مش مثل غيره . ) وكأن أم عصام تقصدني بالحديث ، فقد تذكـّرت زوجي ، ، بكتبه ، وأوراقه، وأبحاثه ، وسهره ، و(مشاويره) لجامعة آل البيت لثلاث سنوات . امتدت يدي للملف الأصفر النحيل ، ورحت أقلّب صفحاته وأقرأ ، وتفاجأت أن الضمير يعود في أغلب الجمل المكتوبة على مؤنث ، وحين لفتّ نظر جارتي لذلك ، اختطفت الملف من يدي ، وكأنها تخبئ سرا وقالت : يا أختي المهم شهادة ( (ما هم) بوزارة التربية ، (بدهم) مؤهل عالي ، (عشان) يصير أبو عصام مدير مدرسة ، و(هاي) شهادة (مطنطنه ) .)
وبعد سنة ، وإذ جارنا العزيز، بملفه الأصفر النحيل ، الذي استعاره أو اشتراه من إحداهن ، يعين مشرفا تربويا ، وإذ الحكاية أكبر بكثير مما ظننت ، فأغلب المشرفين مثل أبي عصام .
يا وزير تربيتنا . ننخاك ... ونخوة الحرمة عند البدو عـزيزة : أنا مواطنة حـريصة على تعليم أبنائها ، فإذا كانت قياداتنا التربوية هكذا ، فما مصير النشء ؟ . نعرف إخلاصك ونزاهتك وتفانيك ، وحرصك على مسيرة التعليم . ننخاك يا معالي الوزير.... ، أن تعيد النظر في قيادات وزارتك ، وأنت تعرف ، ونحن نعرف أنك تعرف ، والكل يعرف ، أن معظم قيادات وزارة التربية والتعليم ، هم كأبي عصام من مشتري الشهادات . وان كان لهم فضل ، فلا يتعدى أن عرفونا بأسماء جامعات كنا نجهلها ، كالفاشر ، وجوبا ، والنيلين، وأم درمان، وغيرها وغيرها .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد