صحيفة السوسنة الأردنية

باعتباري واحداً من ما تقدر نسبتهم بأقل من 20% من المواطنين الأردنيين الذين يشاهدون التلفزيون الأردني ولا سيما لمتابعة التطورات الإقليمية مثل العدوان الإسرائيلي على غزة والتي تعتبر حدثاً استثنائياً يتطلب تعامل وتغطية استثنائية، فإنني لم أتفاجأ بأداء التلفزيون الأردني الذي لم يكن بمستوى التعامل مع الحدث، ذلك أن كثير من النشاطات والمبادرات والفعاليات والمواقف الرسمية والشعبية تم تغطيتها بواسطة المواقع الإلكترونية الأردنية وفي مقدمتها عمون والسوسنة وكل الأردن وسرايا وخبرني، وغيرها، وبعض القنوات الفضائية ولا سيما الجزيرة، مثل إحراق العلم الإسرائيلي في باحة مجلس النواب أو مذكرة الـ 38 نائباً التي طالب موقعوها بترحيل السفير الإسرائيلي من الأردن واستدعاء السفير الأردني من إسرائيل إضافة إلى المسيرات والتجمعات والبيانات التي أصدرتها النقابات والأحزاب السياسية الأردنية وغيرها من الفعاليات والمبادرات حيث هب الأردنيين لنجدة ونصرة إخوانهم في غزة.

لقد كنا نأمل أن يقوم التلفزيون الأردني بتغطية كاملة ومباشرة لوقائع الجلسة الساخنة لمجلس النواب يوم الأحد الموافق 28/12/2008 إلا إذا كان التلفزيون الأردني محرجاً من تغطية كامل كلمات السادة النواب وفي هذا موقف إعلامي غير مقبول وغير منسجم لا مع الموقفين الرسمي والشعبي ولا مع رسالة الإعلام، وكنا كذلك نأمل أن يتم تغطية جزء من المسيرات التي جابت مختلف المدن الأردنية، وأود في هذا المجال أن أقول أننا كأردنيين فخورين بمواقف وجهود ومبادرات مليكنا المفدى وحكومتنا ونوابنا وأحزابنا ونقاباتنا وسائر أفراد شعبنا ونفتخر بكل كلمة حرة قيلت في مثل هذه الفعاليات حتى لو لم ينقلها لنا التلفزيون الأردني.

ولعل من أبرز مظاهر الإخفاق والتي حال انقطاع الاتصال التلفزيوني دون تفاقمها محاولة مقدم نشرة أخبار الساعة الثامنة مساء يوم الأحد الموافق 28/12/2008 الاتصال بالمستشار السياسي للرئيس محمود عباس السيد نمر حماد المعروف بمواقفه المسبقة المعاديه لحماس ولا نعرف ما هي الحكمة من محاولة الاتصال بالسيد نمر حماد بالذات في هذا الظرف الاستثنائي؟

وفي معرض استضافة التلفزيون الأردني لبعض الضيوف للتعليق على أحداث غزة فقد تحول بعض مقدمي البرامج إلى محللين سياسيين وهذه ظاهرة جديدة في التلفزيون الأردني أما الظاهرة الأخرى فهي استضافة نفس الأشخاص ودون ذكر أسماء للحديث في كافة المناسبات باعتبارهم خبراء في الحرب والسياسة والاقتصاد والقانون الدولي وغيره وقد لا نذيع سراً إذا قلنا أن المشاهدين الأردنيين قد ملوا هذه الوجوه ولا سيما عندما يصبح خبير المياه محللاً سياسياً والأديب أو الشاعر خبيراً اقتصادياً وكان الأردن لا يوجد فيه أمناء أحزاب أو رؤساء نقابات أو قادة مجتمع مدني أو كتاب وصحفيين أو أساتذة جامعات.

وختاماً نريد من التلفزيون الأردني أن يحترم عقول المشاهدين وأن يتعامل مع المستجدات والظروف الاستثنائية بأسلوب متميز وبخلاف ذلك فإن نسبة 80% الذين لا يشاهدون التلفزيون الأردني لهم كل الأعذار في الاستمرار في موقفهم هذا من هذه المؤسسة الوطنية، وللحديث بقية.