نحو ميلاد دستوري جديد ( 4 – 4 )
رابعاً: خلاصة واستنتاجات:
إن المتتبع لأعرق الديمقراطيات في العالم وأكثرها استقراراً، يجد أن النظام البرلماني وليس الرئاسي هو الأكثر قوةً وشيوعاً في العالم الحديث، ومعظم الأنظمة الديمقراطية سواء أكانت رئاسية أم برلمانية لديها دساتير مكتوبة تلعب دوراً بارزاً في إرساء قواعد ومؤسسات وممارسات ديمقراطية تتسم بالاستقرار والاستمرارية، فالدستور يحقق للنظام السياسي جملة من المكاسب لعل أهمها([39]):
1. الاستقرار: Stability: فالدستور يضع القواعد العامة لنظام الحكم وعادة ما يشتمل ولا سيما في الأنظمة الديمقراطية على انتخاب القادة السياسيين وفق انتخابات حرة نزيهة، وحماية الحريات السياسية وكافة حقوق المواطنة مما يؤدي إلى الرضى الشعبي وتحقيق الشرعية وبالتالي الاستقرار السياسي.
2. حماية الحقوق الأساسية: Rights Protection of Fundamental: فالدستور يشتمل على حقوق الأفراد وحرياتهم المدنية والسياسية وكذلك حقوق الأقلية والأغلبية ويضمن عدم طغيان فئة على الأخرى.
3. الحكم الفعال: Effective Governance : بحيث تعمل الحكومة على الاستجابة لرغبات الشعب والتصدي لهمومه ومشاكله ولاسيما الأوقات الصعبة منها.
4. الشفافية: Transparency: وهذا يعني أن كافة قرارات وسياسات الحكومة شفافة وواضحة ويمكن للعامة الإطلاع عليها ومراقبتها.
5. المحاسبة: Accountability: فالدستور يمكن المواطنين من مساءلة ومحاسبة القادة السياسيين على قراراتهم وسياساتهم.
6. الشرعية: Legitimacy: عندما تطبق كافة المعايير السابقة فإن الدستور يضفي الشرعية على نظام الحكم ويجعله بمنزلة عقد اجتماعي بين الحاكم والمحكوم ويلتزم الطرفان ببنوده وأحكامه.
إن المزايا السابقة التي يوفرها الدستور تجعل منه عنصراً ملائماًFavorable Condition ً لاستقرار وازدهار الحياة الديمقراطية، ومما لا شك فيه أن احترام نصوص وقواعد الدستور أو ما يسمى بمبدأ سمو الدستور هو مؤشر هام على ديمقراطية وشرعية النظام.
وإتماماً للقول فيما يتعلق بالدساتير الأردنية وتطلعات الشعب الأردني بالحرية، وحسابات النظام السياسي في الأمن والاستقرار، وخلوصاً إلى غاية هذا البحث، يتعين التوجيه إلى أن كافة الدساتير قد صدرت بطرق غير ديمقراطية سواء بطريقة المنحة أو العقد الأمر الذي يستدعي إصدار دستور جديد بالوسائل الديمقراطية والمتمثلة بإصدار دستور عن طريق الاستفتاء الشعبي أو عن طريق لجنة منتخبة من الشعب تضم فقهاء القانون الدستوري وقادة حزبيين وسياسيين وممثلين لكافة مؤسسات المجتمع المدني، ومسؤولين حكوميين من أجل صياغة دستور عصري يلائم المجتمع الأردني ويتم الاستفادة من تجارب الأمم والشعوب الأخرى التي سبقتنا في هذا المضمار.
لقد أشار الميثاق الوطني الأردني الصادر عام 1991 إلى ضرورة إجراء تعديلات دستورية ولاسيما أن السياسات التي انتهجتها معظم الحكومات قد أدت إلى وجود أزمة في العلاقة بين مؤسسة الحكم والشعب الأردني([40])، وإذا كان الشعب الأردني قد انتظر ما يزيد عن 15 عاماً منذ صدور الميثاق نحو إجراء مثل تلك التعديلات، فإن الوقت قد حان لإجراء مثل هذه التعديلات أو نحو ميلاد دستوري جديد في البلاد.
فليس من الطبيعي ونحن في أوائل القرن الحادي والعشرين أن نظل متمترسين وراء منظومات قانونية وبنى اجتماعية تعود إلى أواسط القرن الماضي، وكان من ثمارها انتشار الفساد والاستبداد والفقر والعوز وغياب العدالة وتوسيع الفجوة بين النظام السياسي والشعب الأردني.
ومن الحق القول انه لا يمكن سحق الماضي، بل لا بد من دراسته واستيعابه وتعلم الدروس والعبر منه، وعليه فإن أمن واستقرار الوطن وقيادة السفينة إلى بر الأمان في بحر متلاطم الأمواج يبقى أولى الأولويات، وأن أي دستور أو عقد اجتماعي جديد بين الحاكم والمحكوم يجب ألا يؤدي بأي شكل من الأشكال إلى زعزعة الأمن والاستقرار أو تهميش سلطة الدولة أو الحد من وظيفتها في تحقيق الخير العام للمواطنين والمجتمع وفق مبادئ الحرية والعدالة والمساواة.
وأخيراً، فإن تبني دستور جديد يتطلب دائماً إعادة النظر في العديد من القوانين والتشريعات التي تعيق المسيرة الديمقراطية وتحد من الحريات العامة ولعل في مقدمة هذه القوانين والتشريعات قانون الانتخاب، إذ لا بد من تبني قانون انتخاب عصري جديد يعكس واقع المجتمع الأردني، ويفرز نواباً أقوياء قادرين على تمثيل الشعب الأردني تمثيلاً حقيقياً، فيعملون على سن تشريعات تعزز النهج الديمقراطي في البلاد، وكذلك ممارسة صلاحياتهم الدستورية في مراقبة ومحاسبة السلطات التنفيذية.
وكذلك لا بد من سن قانون جديد للأحزاب السياسية يؤدي إلى إرساء قواعد التعددية السياسية وتفعيل التجربة الحزبية وإعادة الثقة إلى الأحزاب السياسية التي تعاني من الضعف والشرذمة.
ولا بد من إصلاح القضاء وتأكيد استقلاله ونزاهته وأخيراً إعادة النظر في السياسة الإعلامية بحيث تتمتع الصحافة والإعلام بالحرية المسؤولة التي تمكنها من القيام بدورها الوطني المنوط بها.
ولا شك فإن مستقبل التجربة الديمقراطية في الأردن يتوقف إلى حد كبير على معالجة هذه القضايا في ظل دستور جديد يؤكد قيم العدالة والديمقراطية وحقوق الإنسان من أجل حياة أفضل وأكثر يسراً وعدالة، نأمل ذلك.
ولا شك أن مثل هذا التوجه سوف يعمل على تمتين الجبهة الداخلية في مواجهة المخاطر والأزمات التي تعترض مسيرة الأردن، كما أنه سوف يعزز دور الأردن على الصعيدين الإقليمي والدولي.
عيد الجلوس ليس احتفالًا فقط .. بل تجديد لعقد العدالة الاجتماعية
زيارة أريحا الممنوعة: كشفت عار التطبيع العربي
الملكة رانيا تشارك صورة عائلية احتفالاً بالعيد
منتخب فلسطين يطمح للفوز والتأهل إلى الملحق
فعاليات اقتصادية: الملك قاد نهضة الاقتصاد الوطني
تراجع طفيف للجنيه الإسترليني أمام الدولار واليورو
عيد الجلوس الملكي ال26: وفاء شعب ومسيرة قائد
عمان الأهلية تهنىء بعيد الجلوس الملكي السادس والعشرين
"البوتاس العربية" تهنىء بذكرى الجلوس الملكي السادس والعشرين
صور متداولة لتفكيك مقام السيدة زينب بسوريا تعود لعام 2022
ريال مدريد يضم المغربي عبد الله وزان للكاستيا
عُمان تطلب توضيحاً رسمياً بشأن ما حدث بتدريبات النشامى
كم يبلغ سعر كيلو الأضاحي البلدي والروماني في الأردن
في الأردن : اشترِ سيارة .. وخذ الثانية مجّانًا
التلفزيون الأردني يحذر المواطنين
إلغاء وظيفة الكنترول بشكل كامل في الأردن
قرار من وزارة العمل يتعلق بالعمالة السورية
أسماء ضباط الأمن العام المشمولين بالترفيع
الملكة رانيا: ما أشبه اليوم بالأمس
وفاة مستشارة رئيس مجلس النواب سناء العجارمة
خلعت زوجها لأنه يتجاهل هذا الأمر قبل النوم .. تفاصيل لا تُصدق
فيفا يمنح الأردن 10.5 مليون دولار بعد التأهل إلى كأس العالم 2026
كتلة هوائية حارة قادمة للمملكة من الجزيرة العربية .. تفاصيل
تنشيط السياحة توضح موقفها من حفل البتراء المثير للجدل