قبله على جبين الأرض
في عام 1995 حصلت على فرصة عمل في المملكة العربية السعودية ، وبعد استلام جواز سفري من السفارة في عمان، بدأت بتلقي التهاني والتبريكات من جهة ، وعبارات الوداع من جهة أخرى ، وكنت أمازح الجميع بأنني عندما اعبر الحدود لن أعود أبدا وسأبحث عن مكان أخر أعيش فيه ...... جاء يوم السفر المحدد وبعد أن عبرت الحدود انتابني شعور غريب جدا ، فكلما تذكرت عبارتي بأنني لن أعود وسأهاجر لغير رجعه أصاب بالغثيان وكم كرهت تلك المزحة ، نظرت خلفي والحافلة تنطلق بقوة وكأنها تنتزع شيئا من فؤادي ....،كنت ممسك جواز السفر وكأنني امسك بيد أمي اشعر بحنان ودفئ مميز لا أرغب بفقدانه.....
مع مرور الوقت وبدء الحياة الجديدة كنت اجلس وحيداً في غرفتي ، وقد مددت شبكة من الأسلاك والهوائيات بالقرب من النافذة المطلة على الخليج العربي لاستمع لبث إذاعة المملكة الأردنية الهاشمية من عمان والذي لم يكن يصل واضحاً هناك، فاستمع لبرنامج "صحافتنا قبل الطبع". ...كان هذا البرنامج نافذتي على الوطن استمع لأهم أخبار الصحف قبل أن تصدر فأغفو عليها بكل هدوء وطمأنينة ، لم يكن الانترنت في ذلك الوقت متوفراً بسهولة كما هو الآن... ولا تصلنا الصحف الأردنية اليومية، ولكن من خلال بعض الأصدقاء كنا نراسل وزارة السياحة والآثار فترسل لنا بين الحين والآخر بعض الأعداد من الصحف المحلية والتي يكون مضى عليها خمسة أيام وأكثر ويصلنا معها بعض "البوسترات" عن المناطق السياحية في الأردن فتجد السكن كأنه معرضاً لترويج الأردن سياحياً (البتراء ، جرش ، بدوية ملثمه ، جبال رم ، خليج العقبة......)
وسطر احد الزملاء على باب الشقة "البيت الأردني يرحب بكم".... مع مرور الوقت أصبح رمزاً وعنواناً مميزاً فتجدنا عندما نتصل بالمطعم أو بسيارة الغاز نعطي عنوان العمارة ونقول الطابق الرابع البيت الأردني ، وهكذا كان يفعل بقية الشقق المجاورة تجدهم يقولون الشقة الثانية على يمين البيت الأردني مثلاً .... مناسبة الحديث عن هذا الموضوع هو أنني قبل يومين ذهبت لتهنئة احد أفراد القوات المسلحة العائدين من هاييتي المشاركة بقوات حفظ السلام وبعد السلام والتحية ، وجدت ذلك الجندي عائداً من الغربة وهو مشحون بحب الوطن فكان يتحدث عن سهره في "الخفاره" وهو يناجي العلم الأردني وكأنه صديقه او حبيبته ، وكان يقول عندما نخرج في وظيفة بعيدة عن المعسكر ونعود تبقى العيون ترقب العلم الأردني من ابعد نقطه نكون عليها لنشعر بالأمان ....ويقول ذلك الجندي نعلم أن أهل لبنان بشكل خاص يعشقون صوت فيروز صباحاً، وأهل مصر يعشقون صوت أم كلثوم ، أما نحن كنا نعشق الأغاني الوطنية الأردنية صباحا ومساءً ثم اخرج ذلك الجندي قصيصة ورق كانت مع شهادة التعين بعد أن تبسم وقال في بعض الثكنات التي كنا ننام فيها كتبت العبارات التالية بجانب بعض الأسرة وبخطوط مختلفه فجمعتها بهذه الورقة لادونها هنا في ثكنتي ، ثم قرأ ( الاردن هو السند لمن لا ظهر له ، الأردن المدرسة التي علمتنا فن التنفس ، البطن الثاني الذي يحملنا بعد بطن الأ?Zم هو وطني ...، الأردن هو الاتجاهات الأربعة لكل من يطلب اتجاهاً... إذا عطشتِ وكان الماء ممتنعا فلتشربي من دماء الزند يا بلدي وإذا سقطت على درب الفدا قطعا أوصيك أوصيك بالأردن يا ولدي....الأردن قبله على جبين الأرض.... ) واسترسل يذكر أسماء من مروا من هناك ..انس من اربد ، خالد من جرش ، عدنان من رم ، ياسر من الكرك ، فيصل من السلط ، محمد من الزرقاء، رياض من المفرق....عندما ودعته عند الباب مغادراً سألته هل ترغب بالسفر مره أخرى قال (والله هواء الهاشمية الملوث أحسن من كل هاييتي وما ح?Zو?Zت ....) حدثتني احد أقربائي من كبار السن انه ذهب لزيارة إحدى الدول العربية المجاورة وجلس فيها ثلاث أيام وعندما عاد اقسم انه قبل رأس أول رجل امن أردني قابله على الحدود ، وقال له حرفيا "والله ما ارتاح بالي غير لما شفتك ....."
صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه وقف يُخاطب مكة المكرمة مودعاً لها وهي وطنه الذي أُخرج منه ، فقد روي عن عبد الله بن عباسٍ ( رضي الله عنهما ) أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمكة :" ما أطيبكِ من بلد ، وأحبّ?Zكِ إليّ?Z ، ولولا أن قومي أخرجوني منكِ ما سكنتُ غيركِ " نحن الأردنيين كما قيل من قبل الشعب الوحيد الذي عندما يفتخر بوطنيته وأردنيته يتهم بالعنصرية فإذا كان حب الأردن هو جريمة وعنصرية فأرجوك يا حضرة القاضي سجل أنا اكبر عنصري لهذا الوطن .
zyoodco@yahoo.com
الزراعة: أسعار الأضاحي المحلية مستقرة رغم ارتفاع المستورد
عيد الجلوس ليس احتفالًا فقط .. بل تجديد لعقد العدالة الاجتماعية
زيارة أريحا الممنوعة: كشفت عار التطبيع العربي
الملكة رانيا تشارك صورة عائلية احتفالاً بالعيد
منتخب فلسطين يطمح للفوز والتأهل إلى الملحق
فعاليات اقتصادية: الملك قاد نهضة الاقتصاد الوطني
تراجع طفيف للجنيه الإسترليني أمام الدولار واليورو
عيد الجلوس الملكي ال26: وفاء شعب ومسيرة قائد
عمان الأهلية تهنىء بعيد الجلوس الملكي السادس والعشرين
"البوتاس العربية" تهنىء بذكرى الجلوس الملكي السادس والعشرين
صور متداولة لتفكيك مقام السيدة زينب بسوريا تعود لعام 2022
عُمان تطلب توضيحاً رسمياً بشأن ما حدث بتدريبات النشامى
كم يبلغ سعر كيلو الأضاحي البلدي والروماني في الأردن
في الأردن : اشترِ سيارة .. وخذ الثانية مجّانًا
التلفزيون الأردني يحذر المواطنين
إلغاء وظيفة الكنترول بشكل كامل في الأردن
قرار من وزارة العمل يتعلق بالعمالة السورية
أسماء ضباط الأمن العام المشمولين بالترفيع
الملكة رانيا: ما أشبه اليوم بالأمس
وفاة مستشارة رئيس مجلس النواب سناء العجارمة
خلعت زوجها لأنه يتجاهل هذا الأمر قبل النوم .. تفاصيل لا تُصدق
فيفا يمنح الأردن 10.5 مليون دولار بعد التأهل إلى كأس العالم 2026
كتلة هوائية حارة قادمة للمملكة من الجزيرة العربية .. تفاصيل
تنشيط السياحة توضح موقفها من حفل البتراء المثير للجدل