صحيفة السوسنة الأردنية

كثيرا ما نقرأ هذا العنوان العريض ونمر عليه مر السحاب دون ان نتبحر فى المضمون. فالنظافة اخى القارىء نوعان نظافة حسية ونظافة معنوية. النظافة الحسية هى ان يكون جسمك وتكون ملابسك نظيفة وايضا بيتك نظيفا وماحولك نظيفا. والنظافة الاخرى النظافة المعنوية وهى ان يكون قلبك نظيفا ناصعا كبياض الثلج فيه من الحب الشىء الكثير حب لله ورسوله وحب للوطن وحب لاهلك وحب الناس.

النظافة المعنوية ايضا ان يكون قلبك خاليا من الامراض الفتاكة التى هى اشد من الامراض الجسمية ان يكون قلبك خاليا من الحقدوالحسد والضغينة والانانية والكبر والتعالى على الناس ولتعلم اخى القارىء انه متى كثرت هذه الامراض فان القلب يسود ولا بد له من العلاج.

والسؤا ل الذى يطرح نفسه كيف يعالج الانسان قلبه اذا مرض بالامراض المعنوية ؟علية بالرجوع الى الله تعالى فهو الشافى عليه بالتزام الاستغفار والتوبة عليه ان يرد المظالم الى اصحابها ويطلب منهم السماح عليه ان يدعو لاخوانه بظهر الغيب عليه ان يترك الانانية والبعد عن الجشع والطمع عليه ان يكون قلبه حارسا على لسانه لايتكلم الا خيرا.

القلب سمى بهذا الاسم لانه يتقلب بين لحظة واخرى نريد من هذا القلب ان يكون مملوء بالايمان والورع والتقوى لا نريده متقلبا بحب الدنيا الفانية وينسى الاخرة نريده ان يكون مفعما بالايثار وتفضيل الاخرين على النفس نريده ان يأتى يوم القيامه شاهدا على صاحبه بالخير نريده ان يخشع باستمرار لذكر الله نريده ان يكون سليما تنزل عليه السكينة والاطمئنان .

ما احوج ان يحاسب الانسان نفسه باستمرار وينظر الى قلبه بين فترة واخرى حتى يستطيع جلاء هذا القلب كلما علا عليه الران. الا ترى اخى القارىء ان هذه هى النظافة الحقيقية طهارة القلب لان طهارة القلب تنعكس على لسانه وعلى جميع جوارحه الاخرى ولتعلم اخى الانسان انك مراقب باستمرار: قال تعالى:(ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد) صدق الله العظيم. ارجو من الله عزوجل التوفيق للجميع ونرجوه تعالى ان تكون قلوبنا نظيفة عامرة بحب الله ورسوله خالية من الامراض الحسية والمعنوية مليئة بالتقوى والايمان انه سميع مجيب الدعاء