ليبرمان وعرب مان

mainThumb

08-04-2009 12:00 AM

ألقت تصريحات وزير خارجية العدو الصهيوني ليبرمان بالمزيد من الشك والريبة وخيبة الأمل على مساعي السلام على الساحة السياسية في الشرق الوسط, ليس لأنها مخالفة لاتفاقات السلام وتعهداتها التي وقعتها إسرائيل مع العرب فحسب بل لأنها مخالفة أيضا لتوجهات الراعي والداعم والوسيط الأمريكي والأوروبي .

ليبرمان تنصل من كل الاتفاقات السابقة, وشكك بجدوى المباحثات القادمة وقال أن اتفاقات انابوليس للسلام بين العرب والصهاينة والتي يقودها الغرب قد وصلت إلى طريق مسدودة.

سأقف في مقالي هذا عند هذه التصريحات ليس كمحلل سياسي لان غيري اقدر مني وأولى, ولأنني لم أكن أتوقع أي نتيجة ايجابية من هذه المفاوضات والمعاهدات, إذ أن التاريخ يخبرنا بوضوح عن نتيجة ونهاية هذه الاتفاقيات والمعاهدات قبل أن تبدأ.

ولكني سأقف عند تصريحات ليبرمان من منظور أخر ومن زاوية أخرى, تتعلق بمواقف الحكومات العربية ووزراء الخارجية العرب وتصريحاتهم حول القضايا والشؤون السياسية العربية والدولية.

تصريحات المسؤولين العرب دائما, وتحديدا وزراء الخارجية والمتعلقة بالحقوق العربية, تصريحات تتسم بالخنوع والضعف المطعم بالمسكنة والمركب على الذل والخوف والخضوع, أقلت الخنوع والخضوع؟ اقصد الدبلوماسية.

أما تصريحات المسؤولين العرب المتعلقة بالنيل من بعضنا البعض نحن العرب فهي تصريحات نارية قوية تشفي الغليل, تصريحات تتحرك لها المشاعر وتذرف لها الدموع, وتعكس تمكنا من اللغة العربية والانجليزية وفهما واتقانا للدبلوماسية وفنونها وعلى أعلى المستويات وأرقاها. قبل أيام قليلة مثلا اطل علينا وزير الخارجية المصرية الدبلوماسي الكبير أبو الغيط بتصريح قال فيه انه كان والشقيقة الكبرى مصر على علم بالغارة الإسرائيلية على السودان الشقيق, ولكنه وانظروا هنا أيها السادة القراء إلى الدبلوماسية العربية لم يرغب بإحراج المسؤولين السودانيين. لله درك يا أبا الغيط !!!!

لله درك كيف حفظت ماء وجه السودان الشقيق !!! لله درك كيف حفظت ماء وجه كل عربي أصيل !!! لله درك كيف رفعت الهامة العربية إلى عنان السماء !!! لله درك كيف ضربت مثلا في العقلانية والدبلوماسية الراقية !!!

لله درك كيف علمت كل العرب كيف تكون الشجاعة في قول الحق !!! لله درك كيف قدمت مثالا رائعا في الوفاء والنصرة والإخاء !!!

ويا لتعس السودان ويا لتقصيرها بحقك أيها البطل!!! ولماذا لم تمنحك وساما بعد وأنت الذي لم تحرج مسؤوليها!!! ليبرمان الذي جاء بالأمس إلى وزارة الخارجية الصهيونية لم يراعي مشاعر ملايين المسلمين, ولم يراعي آهات المكلومين الذين ما زالت جراحاتهم ودماؤهم تنزف, وهو يضرب بعرض الحائط لا بل بالحذاء تلك الاتفاقات والمعاهدات الهزيلة, في الوقت الذي كان فيه العرب يمنعون الدواء والغذاء عن غزة لان بينهم وبين الصهاينة اتفاقات ومعاهدات.

إلى متى سيبقى المسؤول العربي يلعب ويتقمص هذا الدور الهزيل؟ متى سنرى وزيرا من وزراء الخارجية العرب يخرج عن مألوف السياسية العربية الفاشلة ؟ متى سنرى وزيرا من وزراء الخارجية العرب يعبر تعبيرا صادقا ولو كان خجولا عن قضايا الأمة العربية الإسلامية؟ متى سنعلن للعالم أننا حاضرون؟ متى سنعلن لأنفسنا بأننا قادمون؟ متى سنمتلك الشجاعة لنعلن أن المفاوضات العربية الصهيونية قد وصلت إلى طريق مسدود؟ متى سنعلن أن اتفاقات السلام العربية الصهيونية اتفاقات كاذبة زائفة؟ متى سيكون وزير خارجية الدول العربية ليبرمان اقصد عرب مان؟

abdallahazzam@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد