ماذا يحدث في غزة وما هو الحل!

mainThumb

29-12-2008 12:00 AM

في ظل النظام العالمي الجديد, وفي ظل الضعف والخنوع العربي القديم الجديد, وعلى أشلاء الفرقة الفلسطينية بين الأحزاب والفصائل, وبيد أكثر الجيوش غدرا وجبنا, لم نعد متفائلين حقا, حتى بوحدة عربية نظرية.

الكراسي, المناصب, الدولارات, والليالي الحمراء... كانت ولا زالت الشغل الشاغل والهم الأكبر للجميع, دول دمرت, شعوب قتلت ورموز صفيت واغتيلت دون سبب وجيه وبحجج واهية, ونخرج يوميا بمظاهرات واستنكارات وشجب لسلوكيات الدولة العبرية القذرة والتي نجد بصماتها في كل خراب عربي مسلم وكأن شعارها دائما "دمروا الإسلام أبيدوا أهله".

تفرق العرب والمسلمين منذ عقود ولا يزالوا, وتشتت شمل الفلسطينيين ولا يزالوا وبدأت حروب داخلية سياسية وتصفية جسدية لرموز وطنية, وبدأ الحماسيون والفتحاويين بنشر الغسيل الفلسطيني, وبدأت الاتهامات سجالا بين الجانبين وكلاهما يلقي باللوم على الآخر, ويدعي كل منهما بوجود وثائق رسمية للإدانة, وكأن الهم الفلسطيني من يجلس على الكرسي!!.

في ظل الختيار الشهيد وفي ظل المرحوم الشهيد أحمد ياسين لم نكن نشاهد أو نسمع عن خلافات جوهرية, لأن الهم الوحيد كان للحماسيين والفتحاويين هو فلسطين الأرض والشعب, ولم يكن للكرسي طموح فقد كانت الرئاسة تكليف لا تشريف ومسؤولياتها ثقيلة وحمل الأمانة هم كبير سيحاسب الجميع عليه في الدنيا والآخرة.

قتلت إسرائيل الشهيد المقعد احمد ياسين لقذيفة غدر بعد خروجه من صلاة الفجر وقتلت الزعيم الفلسطيني بعد حصاره بسم بطيء, وأخلت الساحة لجيل الهواة من الساسة وطامعي المناصب, ولعبت مع الفلسطينيين لعبة حمقاء أوقعتهم في شركها فسلمتهم غزة وأطلقت لعملائها العنان لتحريك أحجار الشطرنج على هواها.

نعم هي الحقيقة المرة, وتلك هي خفايا اللعبة السياسية فجعلت إسرائيل من حماس "مسمار جحا" ودخل حزب "حماس" اللعبة السياسية ونجح في الانتخابات الفلسطينية بسمعته السابقة كذراع عسكري للفلسطينيين بما قدم من شهداء وما نفذ من عمليات عسكرية هزت الكيان الصهيوني الغاصب, وأضعفت من قدرة "الجيش الذي لا يقهر على الرد" فهو ليس بسلطة سياسية ولا عنوان له إلا أرض فلسطين وجنوده أبطال مجهولين لا يرى منهم إلا بندقيتهم وكوفيتهم.

بعد النجاح "الحماسي" في الانتخابات الفلسطينية واستلامه للسلطة في غزة أصبح الحماسيون أعداء ظاهرين للكيان الغاصب وأصبحت قراراتهم مستندة لسلطة وطنية جعلت من الشعب الفلسطيني بأكمله عدو ظاهر وهدف مشروع لآلة الحرب الإسرائيلية, وأصبحت حماس عذرا واهيا لإسرائيل لتشتيت شعب بريء ذنبه الوحيد اختياره لحماس ممثلا له في السلطة الفلسطينية.

تلك لعبة السياسة, وهذا ما خطط له الصهيوني القذر شارون, فقد خطط ونجح بزرع الفرقة بين الفصائل الفلسطينية, وبالرغم من وجود تواطؤ عربي "مصري" مع إسرائيل وبالرغم من رضا نسبي من الفصائل الفلسطينية إلا أن السياسة الإسرائيلية القذرة لا تحترم أحدا ولا تخبئ سرا فلم تفرق في قصفها بين حماسي وفتحاوي, فجميعهم أعداء لها وخطرا على وجودها. كنت أتمنى -ولا أزال- أن تبقى حماس ذراعا عسكريا فقط, يرد بقوته التي عرفناها على أي تجاوزات إسرائيلية دون إعطاء إسرائيل وأمريكا والمجتمع الدولي أي حجة واهية أو عذر دولي بأن الرد والردع من سلطة فلسطينية شرعية منتخبة من الشعب الفلسطيني وعليه بالتالي تحمل كامل النتائج على أي صاروخ "حماسي" قد يسقط في صحراء دون أن يوقع إصابة واحدة, يسقط مقابله الف قتيل وجريح, وقد سقط أمس ثمانون صاروخا "حماسيا" في مناطق غير مأهولة دون أن توقع أي إصابة, خرج معها الصهيوني الأمريكي الأكبر يطلب من الفلسطينيين وقف إطلاق الصواريخ, ويدعوا إسرائيل لتجنب المدنيين في رسالة واضحة باستمرار العدوان.

الحل المنطقي من وجهة نظري... تنحي "حماس" عن السلطة وعودتها للعمل كذراع عسكري فقط, وطرد السفيرين الإسرائيليين من (عمان والقاهرة) وسحب السفيرين (الأردني والمصري) من تل أبيب, وتعليق معاهدتي السلام (كامب ديفيد و وادي عربة) ووقف مفاوضات السلام الفلسطينية والإسرائيلية, وفتح معبر رفح كليا, وإعلان حالة الطوارئ في دول الجوار (الأردن, مصر, سوريا, ولبنان) كوسيلة ضغط على إسرائيل, والتهديد بسلاح النفط من دول الخليج بوقف الصادرات النفطية لأمريكا (التي تعاني من أزمات مالية كبيرة) وتقديم احتجاجات رسمية من الدول العربية ولإسلامية والصديقة لدى مجلس الأمن الدولي لإجبار إسرائيل على وقف عدوانها وإلإعتراف بدولة فلسطين بحدود دولية وضمانات حقيقية

. Ayman_alamro@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد