الفتاة والحياة الزوجية

mainThumb

27-10-2007 12:00 AM

نسمع كثيرا عن حالات الطلاق "ابغض الحلال" والتي ربما وصلت في مجتمعنا الى ارقام ضخمة ونسب عالية.. وتصيبنا الدهشة من الزيادة المضطردة والمستمرة في حالات الإخفاق والفشل وعدم القدرة على اكمال المسيرة في حياة زوجية مليئة بالسعادة.. وتوقف قطار تلك الحياة في محطة الانفصال واللاعودة.. وتبقى الحيرة مرتسمة في كل الوجوه.. والتساؤلات تنطلق من كل الافواه تبحث عن الإجابة الشافية والناجعة دون الوصول الى الحقيقة.
وفي مجتمع شرقي تقليدي لايزال الرجل (الذكر) صاحب القرار الاول والاخير في تحديد ماهية الحياة الزوجية وطبيعتها..وتفاصيلها.. وهو المصادق في النهاية على قرار الاستمرار من عدمه..وهذا الرجل لاياتي على نمط واحد من حيث الفكر او السلوك.. فقد يكون سخياً او بخيلا في المشاعر او المال او العطاء.. وهو رجل يحمل الصفات والسجايا الحسنة من حلم وسعة صدر وروية وحب وعطاء واهتمام وعفو وتسامح ومرونة..وقد ياتي على العكس تماما سريع الغضب..حاد الطباع متقلب المزاج.. احمق ..اهوج.. اناني.. بخيل.. يحاسب الزوجة على الصغيرة قبل الكبيرة.. يتصيد الهفوات والاخطاء.
ولان الفتاة توافق على الارتباط بذلك الشاب فهي تتخذ هذا القرار في الغالب دون ان تملك اية معلومة عنه إلا اللمم من والدها او والدتها او اخوها او اختها.. وقد تكون هذه المعلومات مشوشة وربما غير جديرة بالثقة المطلقة وبالتالي لا تزودها بالصورة الحقيقية عنه..ومثل ذلك تلك الثواني المعدودة التي تراه فيها قبل اعطاء الراي النهائي..واتخاذ القرار المصيري دون ان تتعرف على التفاصيل الدقيقة.

ولانها قد ترسم في فكرها صورة خيالية جميلة فلا مشاحة ان تدلف الى الحياة الزوجية بتلك الصورة التي ارتسمت بفعل ما تقرا من قصص عاطفية وما تشاهد من افلام ومسرحيات ومسلسلات تجسد تلك الحياة على انها سلسلة جميلة من قصص الحب والرومانسية..والتي تعيش فيها مع فارس الاحلام في اجواء شاعرية مدى الحياة.

هذه الصور الخيالية قد تقود الفتاة المسكينة للشعور بالصدمة العنيفة عندما يصعقها الواقع المليء بالتغيرات..والقنابل الموقوتة..وقد تجد احداهن حياة اقل بمسافات كبيرة عما عاشته في بيت والدها حيث الرفاهية وخدمة الخمس نجوم التي يقدمها السائقون والخدم..والاوامر والمطالب المجابة والواجبة التنفيذ.. وداخل اسرة تؤمن بمبدا حرية الراي والمشاركة ..فتصدم بزوج لا يؤمن بكل ما سبق..يتمحور حول ذاته..وقد لا يوفر لها الحد الادنى من متطلباتها اما لقلة حيلته او لبخله.

او يكون نصيبها ذلك الزوج الذي لايقر..سفر وترحال..سهر مع الشلة الى الفجر..لا يتجاوز مكثه في المنزل ساعة من نهار او دقائق معدودة من ليل ارخى سدوله على تلك الزوجة المسكينة التي وادت كل احلامها الجميلة لتقف في النهاية في مفترق طريق صعب.

وقد ترتطم احلام الفتاة في واقع الاسرة الجديدة.. ام الزوج.. اخته.. الى اخر القائمة ممن يحشرون انفسهم في كل صغيرة او كبيرة تخص ابنهم وزوجته.. وتوجيهاتهم التي لا تنقطع وتدخلاتهم حتى في ادق التفاصيل.

وقد تقع الفتاة ضحية لتلك التوصيات المسبقة التي زودت بها من الام والاخت والعمة والخالة والقريبة.. انتبهي لزوجك.. خذي حقك منه كاملا.. افرضي شروطك عليه خليه مثل "الخاتم في اصبعك" الرجال ما لهم امان.

وفي الغالب يكون السبب الرئيسي لعدم تمكن الفتاة من النجاح في الحياة الزوجية سوء اعدادها في بيت اهلها..وعدم تبصيرها بحقوقها وواجبات زوجها.. وتعويدها على الإتكالية فهي لا تستطيع تحضير حتى طبق البيض المسلوق او كاس الشاي.. او السلطة.. ولا تتقن من فنون بناء العلاقات الجيدة إلا النزر اليسير.

إعداد الفتاة او الفتي للحياة الزوجية ومتطلباتها وكيفية العيش في ظروفها المتقلبة كفيلة بإذن الله بالقضاء على مسببات الفشل. والله الموفق.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد