لماذا يسيؤون

mainThumb

07-03-2009 12:00 AM

عندما يُقدمُ طبيب على إجراء عملية جراحية لمريض، فإن أول عمل يقوم به هو تخدير المريض، فيقوم طبيب التخدير بتخديره ثم يتأكد الطبيب من فعالية التخدير، فهو لا يستطيع أن يُشرّح في جسم المريض وهو يحس، لأن ذلك يزعج الطبيب ويجعله متوترا عندما يرى انتفاض المريض ويسمع صراخه من ألم العملية، فحتى يتأكد يقوم الطبيب بوخز المريض عدة مرات ليتأكد إن كان في وعيه أم لا، فإذا تأكد من فقدانه الإحساس يشرع في إعمال المبضع كيف شاء دون أن يزعجه توجّعه.

الأمة الإسلامية ما زالت تتعرض للوخزة تلو الأخرى لمعرفة إن كان هناك ردة فعل في الإتجاه الصحيح أم لا، أو إن كان هناك وعي على الواقع أم لا، وأين يوجد هذا الوعي وكيف يستطيع المتربصون بنا تضليل هذا الوعي والإجهاز عليه، قبل أن ينمو ويشتد عوده ويخرج عن السيطرة.

الإساءة للرسول الكريم من الغرب أو من اليهود، ليس من قبيل محاربة المسلمين أوتجيش الجيوش لسحقهم، بل هم يعرفون أننا أمة مغلوبة تخلت عن شخصيتها وأخذت شخصية الآخر، وفقدت كثيرا من الثوابت واللباب وتمسكت بقشور لن تقوى على الصمود أمام أي هبة ريح، ما يقلق الغرب هو توسع الإسلام في بلادهم رغم فقدان الإسلام للكيان السياسي الذي يظهره بشكله الصحيح، وينشره كما نزل على محمد صلى الله عليه وسلم، وما يحصل في الغرب الذي فقد الروحانية وأصبح ماديا صرفا، هو تنامي الجماعات الإسلامية التي تحمل الروحانية الى مجتمعات فقدت أي اتصال بالخالق وانهدمت فيها كل القلاع المدافعة عن الأسرة والألفة والحياة السعيدة، فأقبل الأفراد الى الإسلام يستقون منه الروحانية التي فقدوها، وهذا يقلق الحكومات ليس من حالة التدين التي يتجه اليها الأفراد في الغرب بل هو معرفتهم أن الأسلام دين يمزج بين المادة والروح ويجعل المرء يسيّر حياته على المستوى الفردي والجماعي بتعاليم الإسلام، وهو ما قد يحصل عند هؤلاء لذلك يحاربون الإسلام كفكر يقوض العلمانية من أساسها، وهم لايجدون سلاحا موازيا لهذا الدين فيكون الشتم والإساءة هو سلاحهم الوحيد إذ الأسلحة المادية لا تقوى على الوقوف في وجه الدين القويم.

ما حصل من ردة فعل في عالمنا الإسلامي على الإساءة للرسول، كانت في أكثرها دعوة للدفاع عن الرسول! وهل الرسول يحتاج لمن يدافع عنه وهل العاطفة وحدها تكفي! للدفاع عن الإسلام، الدفاع عن الإسلام يحتاج لمن يتمسك بتعاليمه ويظهره بصورة مشرقة الى العالم ويحمله فكرا نيّرا يصلح البشرية ويخرجها من غياهب المادية القاتلة التي يحمل لواءها الغرب وينشرها ويدافع عنها ويحارب كل من يرفضها...



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد

ملحم زين يشوّق جمهوره لألبومه المرتقب 22 .. قريبا

بين قلة النوم وفقدان السمع صلة غير متوقعة

الزبدة قد تقلل خطر الإصابة بأمراض القلب والسكري

استقرار أسعار الذهب في السوق العالمي

استقرار أسعار النفط قبيل محادثات تجارية بين أميركا والصين

رئيس الوزراء مهنئا الملك بعيد الجلوس الملكي: دمتَ ذخراً لهذا البلد الأصيل

قرار من ترامب بشأن مواطني 12 دولة يدخل حيز التنفيذ

عودة أولى قوافل الحجاج الأردنيين عبر المدورة

رئاسة الوزراء تهنئ الملك بعيد الجلوس الملكي

الأردن يواجه العراق الثلاثاء بتصفيات كأس العالم

الملك يصل الى موقع انعقاد المؤتمر الثالث للأمم المتحدة للمحيطات في نيس الفرنسية

الليمون والموز يتصدران قائمة الأغلى سعرًا في سوق عمان المركزي

الاحتلال يُصدر تحذيرًا عاجلًا لسكان شمال غزة ويدعوهم للإخلاء الفوري

الديوان الملكي يهنئ الملك عبدالله الثاني بعيد الجلوس الملكي

سوريا .. الجهات الأمنية تطلق سراح عشرات الموقوفين في اللاذقية