ماذا يحدث في غزة ؟

mainThumb

19-01-2009 12:00 AM

اكتب عن غزة البطلة...ولست ادري ماذا أقول ,وعقلي معطل وفكري مرتبك تماما ومشاعري مختلطة بين الشعور بالخزّي والذل والعار و الضعف والهوان والانكسار والعجز , ولست ادري أيضا كيف تقوى يداي على الكتابة ...وكيف تطاوعني أصابعي المرتجفة على الإمساك بالقلم ..وأنا كذلك لست مقتنعا بجدوى وقيمة ما اكتب ... ولا بمدى فائدته أو فعاليته ,اعرف انه لا يساوي ..قطرة دم طاهرة كريمة مسفوكة ظلما وعدوانا وتأمرا ,نزفت من شهيد أو جريح ...ولا دمعه حرى مرّة سقطت من مقله طفل خائف ومفزوع,أو من أم ثكلى فقدت للتو وليدها ....بل لا تساوي الطين والغبار و السخام الذي يغطي نعال الصامدين المرابطين هناك ...تلك النعال التي هي اشرف منا جميعا , , لأنها تلامس الأرض المباركة , والأجساد الطاهرة وهي أعلى من هاماتنا المتخاذلة العفنة جميعنا ,التي لا تستحق حتى شرف أن تضرب بها هذه النعال ...

اعرف إنني مواطن أردني عربي مسلم , بحكم الولادة والصدفة , ولست منتميا ولا مؤدلجا بأفكار أي من الاتجاهات الفكرية أو الحزبية , ولكنني ازعم إن لي آرائي ومعتقداتي ومشاعري الوطنية والقومية والدينية الفطرية البسيطة الخاصة ... تجاه وطني ومأساة فلسطين ومعاناة شعبها المظلوم , وكافه القضايا القومية والإسلامية , كغيري من ملايين العرب والمسلمين , لكنني اختلف عن الكثيرين منهم بأنه لا يمكن لي نسيان لي ثأري الشخصي مع هذا العدو الصهيوني الغاشم , الذي كان سببا في استشهاد والدي دفاعا عن ارض الوطن في حرب حزيران 1967 في سبيل تحرير فلسطين ....كل فلسطين… ولكن ونتيجة هذه الهزيمة العربية المرة في هذه الحرب اللعينة ... التي العرب بعدها عجزهم وعدم رغبتهم بالتحرير الكامل لفلسطين, واصبحوا يطالبون بقرار مجلس الأمن (242 ) الذي يطلب من إسرائيل ( الانسحاب من أراض احتلت ) الذي كما تعلمون لم ينفذ لغاية الآن رغم مرور اكثر من واحد وأربعين عاما على صدوره ( باستثناء عودة سينا بسبب كامب ديفيد ....السادات المعروفة... التي أخرجت مصر العروبة والتاريخ من الصراع )....فبقي آمل التحرير والنصر معقود على فصائل المقاومة الفلسطينية والعربية المختلفة , (ولا أريد أن أتوسع سرد تاريخها )...ولكنني أريد أن أقول ...أن أكثرها ...تخلى عن المقاومة وسار في الطريق الذي سلكته مصر سابقا وتبعتها الدول العربية الأخرى تباعا في التطبيع, والبقية الباقية تبحث لها عن ممر آمن ..ومن الطبيعي أن نتذكر ما حدث للعراق الذي كان يشكل آخر قلاع المقاومة للمشروع الصهيوني كدوله عربية من تدمير وتفكيك ...وإعادته إلى ما قبل الحضارة وشريعة الغاب ...ليتلهى بمشاكله الداخلية ...التي يعلم الله وحده متى ينتهي منها ... وبعد أن تم تحييد حزب الله في لبنان بعد حربه الأخيرة مع إسرائيل ....بقي في ميدان المقاومة في فلسطين ....حركة حماس ...كقوة كبيرة وبعض الحركات المقاومة الأخرى وحيدين ....فبدأ التضييق عليها ...ورغم أنها رغبت بالتحول إلى حركه سياسية ...ودخلت الانتخابات النيابية ...وفازت بها في انتخابات اعترف العالم بنزاهتها ...وحصلت على اغلبيه مقاعد المجلس التشريعي ....و شكلت الحكومة ....فبدأ التآمر عليها ,وعدم الاعتراف بسيادتها منذ اليوم الأول , فاعتقل معظم نوابها ووزرائها , وازدادت الضغوط عليها , ومشروع دايتون الرامي إلى تصفيتها معروف , فعمدت إلى حركه استباقيه فاعا عن النفس واستقلت في غزة ... ومن هنا بدأ الحصار على غزة ....إلى أن انتهي بما انتهى عليه هذا الغزو الإسرائيلي الغاشم ...الذي يعمد إلي تدمير حماس واقتلاعها من جذورها حتى ولو دمرت كل غزة فوق رؤوس سكانها ... فإسرائيل مسموح لها أن تكون فوق القانون والمسألة ويحق لها أن تفعل ما تشاء ... .فهذا ....يخدم مشروعها الديني التاريخي ...ومعتقدات المسيحيين الصهاينة في أمريكيا وأوروبا ...في أن ما تقوم به إسرائيل هو قدر ديني مكتوب يجب احترامه وعدم اعتراضه ويجب أن يتجمع اليهود في فلسطين حتى يعود السيد المسيح إليهم ويدعوهم إلى اتباع ديانته…

انه الفصل الأخير في القضية الفلسطينية ...الكل متفق عليها ....حتى يتفرق دمها بين القبائل ....ويعترف اولمرت ...أن بعض الزعامات العربية أيضا يحرضونه على خوض هذه المعركة ....والعمل على إنهاء حركه حماس لأنها تزعجهم أيضا ...فهم يتهمونها بموالاتها لإيران مثلا ...ولكن أن صح ذلك ...فأين صواريخ إيران بعيده المدى ...

أما أن أوان إطلاقها الآن ....لتشكل رادعا قويا لإسرائيل ....التي لن يردعها عن ما تقوم به سوي القوة فقط ... أما الشعوب العربية والإسلامية المغلوبة على أمرها .. فهي تقوم بما تستطيع القيام به ويتاح لها... من التعبير عن مشاعرها ... سواء كان بالمظاهرات والاحتجاجات والتبرعات ... وسط صمت عربي رسمي مذهل مريب لا يوجد له تفسير...؟؟

أما عن سبب شعوري بالإحباط والهزيمة وإحساسي بالغبن والأسى ...هو انه إذا نجح هذا العدو الصهيوني في إنهاء حماس وعملها المقاوم في فلسطين وغزة ....يكون مشروعه في فلسطين قد وصل إلى نهايته وحقق اهد أفه ...بعد تدمير أخر جيوب المقاومة في فلسطين ...بعدها من ذا الذي سيمنع إسرائيل من إعلان إسرائيل دولة يهودية خالصة لليهود وتشريد ما تبقى من الشعب الفلسطيني منها ...وإعلان الوطن البديل لهم على الأراضي الأردنية…؟؟؟؟ إنني لست من حماس , ولكني بصدق أتمنى أن أكون معهم اليوم قبل الغد في غزة أدافع عنها , وأخذ بثأري …واستشهد مع من يستشهد …. قبل أن أرى ما يخبئه المستقبل لنا في هذه المنطقة , ولست وحدي الذي يحمل هذا الشعور فهنالك الملايين من العرب الشرفاء والمسلمين المؤمنين الصادقين ….يحملون مثل هذه المشاعر وبل اكثر منها ....

أما انتم أيها الأبطال الشرفاء في غزة هاشم? إذ جاؤوكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا . هنالك ابتلي المؤمنون وزلزلوا زلزالاً شديداً ? . الأحزاب ( 10 - 11 )..ومن الطبيعي منكم انتم أيها المؤمنين الصادقين أن ....لا..لا ...(تظنون بالله الظنونا) , ولكن ربما نحن الذين أكثرنا من المنافقين نفعل ذلك , , ولا يمكن لنا أن ننظر ونتفلسف عليكم . .. ونقول لكم اصمدوا و صابروا ورابطوا . .. لأنه لا يحق لنا ذلك .. ونحن العاجزون المتخاذلون عن نصرتكم , و لم يحركنا ديننا .. ولا عصبيتنا ... رغم أننا مئات الملايين ولكننا غثاء كغثاء السيل , بل نستمد منكم الروح الجهادية الإيمانية الصادقة ....ولا نملك لكم سوى الدعاء فقط .... و ندعو بما دعا به سيدنا محمد صلوات الله عليه وسلم في غزوة الأحزاب ( اللهم منزل الكتاب ، سريع الحساب ، اهزم الأحزاب ، اللهم اهزمهم وزلزلهم ) صحيح البخاري...



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد