التصدّي للإصطياد في الماء العكر بإسلوب إستراتيجي

mainThumb

19-01-2009 12:00 AM

نتيجة الاحداث الإقتصادية والمالية والسياسية المتسارعة التي شهدها العالم ، ومنطقتنا على وجه الخصوص، ظهرت مؤخرا على الساحات و ساحتنا الصحفية الكثير من ردّات ألفعل المضحكة ،وإحيانا مبكية ، خصوصا السياسية، وقد تميّزت بأنها مندفعة ،طائشة ، سطحية ، مزيّفة ومغلّفة بالخداع والتضليل و تسويق الأوهام، بعبارة أخرى ردّات فعل على شكل محاولة الإصطياد في الماء العكر بإسلوب إستفزازي لكنه غير مفاجئ لأحد.

تميّز ردّات الفعل المندفعة سلوك صاحبها بالإنفعال ، الطيش،التسرّع، التخبّط، التهوّر ، التجنّي والحمق. وألأخير ،عند ألبالغين خصوصا عندما تكون شواربهم كثيفة وبيضاء !هو من أعظم الأدواء التي يبتلى بها المرء في هذه الحياة ويزعج الآخرين بها (قليلا).

فالحمق شر كله، والاحمق عدو نفسه، لما يسببه لنفسه وللآخرين من الضرر، والأحمق كاسد العقل والرأي ،لا يحسـن شيئا ،وهو سريع الجواب ومتطاولا !!! .

والحماقات والسفاهات التي تدل على الخفة والطيش والرعونة كثيرة وعديدة و نجدها على مستوى الفرد والجماعة.

وفي المقابل فإن المتحوّط ،المتهيئ والعد للامر سلفا proactive،المتّزن ،المتأنــّي والمتبصّـــر هو ما يميّز صاحب العقل الإستراتيجي الراجح .

من المعلوم أن منظمات الاعمال الناجحة، والدول القوية تحقق مكاسبها بل قوّتها وفقاً لخطط إستراتيجية بعيدة المدى وعلى كل المستويات في المنظمة أو الدولة.

وبالنسبة للدول، فإن إستراتيجياتها تتناول تحقيق أهداف إقتصـــادية ،ماليـــة، اجتماعية، ثقافية،سياسية، امنية، دفاعية وغيرها ً، وجميعها تحدد الكفاءة والفاعلية للوحدات المكونة للدولة كنهايات (أهداف) ينبغي الوصول إليها من خلال تضافر كل الجهود والإمكانيات والموارد المتاحة.

وما يهمنا هنا هوالتركيز على دورالعقل الإستراتيجي ، باعتباره في الظروف الإستثنائية ، ضمير الأمة في بناء المهمة الإستراتيجية التي تدور حولها الأهداف، وحسن التعامل مع مخرجات الحمقى من بشر وغير بشر!.

والمهمة mission يمهد لها عادةً بخطط آنية ومرحلية، و تسعى الدولة للتطور والتقدم وتحقيق الازدهار والرقي لشعوبها بصورة منتظمة ومتدرجة حسب الاهمية والاولويات بالنسبة لها.

ومقياس التطور والتقدم الذي تحققه الدول يعتمد على حسن البناء الإستراتيجي والذي يؤدي غالبا الى تحقيق الامن والامان كأولوية، ثم المحافظة على الإنجازات وتخفيض معدل الفقر والبطالة وتحسين مستوى ألمعيشة وذلك وفق الإمكانيات المتاحة.

هذه دعوة لجميع الاردنيين، خصوصا الإستراتيجيين منهم، و وسائل الإعلام والصحافة الاردنية للقيام بدور رائد لمساندة الروح المعنوية المرتفعة لدى الاردنيين ولتبصيرهم بقضاياهم الرئيسية، ومساعدة الاستراتيجيين في مهامهم والرد على الحملات والدعوات التي تستهدف النيل من شوكتنا التي ردّت وتردّ الى الشرق الصبا.

ولن تنال منها بإذن الله فنحن جميعنا بالمرصاد لها تحت لواء قيادتنا الهاشمية الحكيمة والملهمة ومن معها من رجال أشاوس وعقول حكيمة ونفوس طاهرة وهامات تجاوزت هامات السحب كثيرا .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد