" شيزوفرينيا " .. بثوبٍ أبيض وقلبٍ أسود .. !!

mainThumb

13-06-2009 12:00 AM

م . سالم احمد عكور
من المعلوم أن مصطلح " الشيزوفرينيا " أو ما اصطلح عليه بما يسمى " الفصام العقلي " أو المصطلح العامي " انفصام الشخصية " .. هي حالة مرضية تصيب الإنسان إثر ضغوطات حياتية تؤثر على الدماغ البشري ، فلا يستطيع تحملها ، لتنشأ بذلك تلك الشخصية التي تتقلب في السلوك ، مابين الحالة الإرادية و الحالة ألّلاإرادية أو من الشعور إلى الّلاشعور .. فتجدها أحياناً تتحدث بذات الشخصية الطبيعية السلوك والمظهر ، وأحايين أخرى لا تجد لها إلاّ وجهاً آخر يتحدث شرقاً وغرباً .. ولكن هذا الوجه الآخر ليس بالضرورة أن يكون سلبياً أو متقمصاً لدور الشر في المجتمع .. !!
وما يمتاز به مرضى " الشيزوفرينيا اللاإرادية " دائماً هو نقاء سريرتهم في سلوكياتهم الإنسانية ، فهم يعيشون داخل ثوب أبيض يتحدث عن جمال وطيب مكنوناتهم الداخلية ، و عن قلوبهم الوجلة بحب الناس رغم العزلة التي تسيطر على معيشتهم أحياناً لتفادي نظرة المجتمع الغير متوازنة في رؤية الأشياء والحكم عليها من منظور يفتقر للحدود الدنيا من الإيمان بقدرة رب العالمين على رفع هذا المرض عنهم .. وهذه الفئة من المرضى هيّ التي تحتاج إلى نوعٍ خاص من التعامل الإنساني ، والأخذ بأيديهم للخروج من عزلتهم وتغذيتهم بالأمل والطمأنينة المرجوة ، لإخراجهم من عنجهية هذا المرض ..!!
أما في عصرنا الحالي لم تعد " الشيزوفرينيا " حالة مرضية بعد أن تحولت سلوكيات الإنسان من الحالة " اللاإرادية " إلى الحالة " الإرادية " تحت مصطلح " الفتنة بين البشر " أو ما أطلق على متقمصيها " بأصحاب الوجهين " ، هؤلاء الذين نادراً ما تجد مؤشر أعمالهم صاعداً باتجاه الخير المتأصل في قيمنا وأخلاقنا ، بل تجده على الأغلب تصاعدياً باتجاه الأعمال الشريرة الخارجة على مبادئ العقائد السماوية أو المفاهيم الإنسانية .. وكأن العلاقات الإنسانية بين الناس أو حتى بين المجتمعات ، أصبحت قائمة على المصالح المكتسبة من هذه العلاقات .. فلم يستثنوا أحداً من مكرهم ، فتجد مكرهم وفتنتهم يتسللان في جسد الوفاق بين المجتمعات ، فالعديد من الدول بعد أن كان الوئام في أحسن درجاته ، تحوّل إثر الفتن المدسوسة إلى عداوة قد ينشأ عنها تجاوزات تخلخل النظام الأمني لهذه الدول فيما بينها .. أو بين الناس في المجتمع الواحد ، فتارة بين الزوج وزوجته ، ويفسدون عليهم حياتهم الأسرية التي كانوا يتغنون بها هم وأطفالهم ، ويوصلوهم لمراحل متقدمة من النزاع الأسري الذي ينتهي بنهاية مؤلمة بتشتت وضياع أفرادها .. ولم تتوانى هذه الفئة الحاقدة التي تتقمص لباس الثوب الأبيض بقلبها الأسود ، وبأساليبها اللا إنسانية من تدمير العلاقات الحميمية القائمة بين أبناء الأب الواحد " الأخوة " ، أو العلاقات الأخوية بين الأصدقاء وإنهاء ثمرة هذه الصداقة النقية التي قد تكون استمرت عقود من الزمن ..!!
وهؤلاء الذين يكتسون الأثواب البيضاء ، بقلوبهم السوداء ، و أفئدتهم التي فرغت من التعامل الإنساني بنقاء .. قد بذروا حقدهم ومكرهم بين المجتمعات المستقرة والآمنة ، وبين أبناء المجتمع الواحد ، وأخرجوهم من قيمهم وأخلاقهم .. وبات الإجرام بكل أشكاله وتلاوينه ، حصاد ما بذروا من مكرٍ وحقدٍ لثرى الأوطان .. إلاّ أنهم لم يعوا بعد أن ثرى هذا الوطن ، ليس سهلاً كما يظنون وأن الله سبحانه وتعالى قادر على محقهم والفتك بهم وأن يقلب حصادهم على رؤوسهم .. ويعتقدون أن رجال هذا الوطن قد انسلخ الخوف من قلوبهم .. ولا يعلمون أن كرامتهم هي كرامة الوطن وعزته ، وأن المجد باقٍ .. ببقاء أصحاب القلوب البيضاء التي تغرس المحبة والأخاء بين أبناءها وتنميها لتكون ثمارها ناضجة لرفعة هذا الوطن .. وأن هؤلاء الحاقدين مهما نصع بياض ثوبهم .. ستبقى سلوكياتهم وأفعالهم أكبر دليل على نوايا قلوبهم السوداء .. فلنحذر من هؤلاء الحاقدين الذين يخفون قلوبهم السوداء داخل ثيابهم البيضاء .. !!
akoursalem@yahoo.com


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد