السوسنة .. ثورة وثقافة وأرض للحالمين

mainThumb

18-01-2009 12:00 AM

في لحظة صباحية شعاعها الأمل اجلس مرتشفا فنجان قهوتي وفي داخلي أمواج من الحروف تنتظر الإبحار في لغة ليست كأي لغة، لأرسم ربما أيقونة من الإعجاب بهذه السوسنة، هذا التمازج بين الأقلام والمقالات والسطور والذي لمست داخل وريقاته كل معنى للحداثة وولادة فجر أردني ثقافي جديد، تلك الثقافة التي إفتقدنا صخبها وألقها في كريستالتنا ومملكتنا الحبيبة "الأردن" والتي أفتقدها الآن بكل تفاصيلها اليومية، ومن هنا أكتب لكم اليوم يا سادتي وكلي تقدير لموقعكم الراقي...

نكتب رقاقاتنا المخملية لكم وتأسرنا مبادئنا الأردنية، تلك المبادىء التي طالما إنتفضت على إستعمار غربتنا وانتصرت لحنين ثورتنا وذكرياتنا في تلك الأرض الطهور، أرض الحالمين "الأردن".

تتساقط حروفنا يا سادتي حرفاً تلو حرف وتأتي مع قطرات المطر ناثرة الورود رغم أنف غربتنا، نمشي ويلفنا تاريخنا في ظل عالم أرست دعائمه مظلة العولمة على إطلاق معانيها متجاوزة عملية التكامل بين رأس المال وتكنولوجيا المعلومات ليأتي ألقنا، وطيفنا السرمدي نحن فقط الأردنيين، نعم الأردنيين بأخلاقنا وتمايزنا، بكرمنا وقصائدنا، بأقلامنا التي حفرت في حدقة عين شمس أمتنا ..

سادتي الكرام،، بعد رحلة تحليلية لمفردات موقعكم الراقي وبريق دفقكم الصحفي المنسدل عبر أثير صفحاتكم الغراء إستشرفنا من أناملكم الأردنية على إختلاف أطيافها همسات من الأمل ونشوة من الإبداع التي طالما تطارحنا غرام المعرفة في سمائها...

مررنا يا رفاقي بشتاء العلم وخريف الإقتصاد وصيف القانون وربيع السياسة والتي هي فن الممكن ومررنا بجلسات من العصف الذهني التي طالما نطقت بها خلايا الذهن صاخبة وطالبة بإحتلال المزيد من قلاع التحرر العلمي المنهجي في بوتقة أكاديمية لا تخلو من كلمة إسمها الحرية.

منذ الطفولة راودنا حلم يطال عنان السماء، لا أعلم هل هي ثقافة الصمت الحبيسة في ذلك الكيان المخلص؟ أم هي طموح مشروع لذلك الأردني الشاب الذي طالما رسم لوحة في فصول حياة متمرّدة على كل ما هو تقليدي ورجعي وغير نموذجي، ذلك الكيان المتطلع لإثراء ملكة الإبداع التي إغتيلت أمام لوحة إقصاء كل صاحب فكر مستنير مثقف! نعم التطلعات كبيرة في ظل أقدار تسلب منا أي معنى للعطاء ونشر المعرفة والإستزادة من ثقافات وحظارات الشعوب، إن التعلّم والإستزادة في العلم هي مسؤولية مقدسة وعظيمة لأنها إطلاق للفكر والذات في آن واحد، إن المعيقات ليست حلقة آنية بل هي سماء محيطة ونجوم مفرغة ساخطة ناقمة على كل كيان أكاديمي مميز يتطلع لإكتساب خبرات عالمية في عالم تسوده براكين من الفوضى في أجزاء وأنهار من السعادة في أجزاء أخرى...

السوسنة الأردنية الحرّة،،، عرفنا من حروفكم الأردنية على إختلافها أن الدنيا عامرة بالمعرفة، كما علمنا بأن زرقة السماء ممتدة من فراشة ريشتكم الخلاّقة، و تعلمنا أن التحدي والمثابرة هما أساس النجاح، وأن الإبتلاء هو إمتحان للنصر حتى في غياهب الظلمات... تحركت أناملنا لتخط سرباً من الكلمات، وبريقا من النقاء، وشفقاً رحيقه إسقاطات الماضي العريق، وفصولاً دائمة طاهرة كقزحية العين، تحركت أناملنا ويحدونا الأمل للتخاطر مع روح مبدعة خلاّقة وكيان إسمه "ثورة ثقافية أردنية" تلك الثورة التي تجيد فن الإحتواء والإحتضان للفكر المسترسل المستنير كألوان قوس قزح تحت ظلال بيارق علمية شمسها حارقة لكل جاهل حاقد أو متحذلق...

الأردنيون الكرام، لا نجيد رسم الكلام وما كنا يوماً من المادحين، لكن الوفاء من شيم الكرام والرجال مبادىء، لن أكون شاكراً لحروفكم الثقافية المميزة، بل سأكون بإذنه تعالى وفياً صادقاً على العهد وعبداً في رسالة العلم الخلاّق وهرماً في بصمات أردن أدهش الدنيا بإنجازاته...

نعم لقاؤنا شرف إيماني وإنعاش للفكر في كوكب سيطرت عليه المادية وأجهضت فيه طبقة المثقفين، متمنياً أن أكون نقطة مضيئة لأنثر بريقاً من الحروف على أوراق صفحاتكم الوردية كعضواً خلاّقاً في سفينتكم الثقافية ومرفأكم الآمن إن أمكن...

للحديث بداية وللكلام أصول، مع كل الأمنيات لكم بالتوفيق وإلى الأمام مع أفكار وإبداعات ومقالات جديدة تثري البشرية على أساس مبدأ تعظيم الفائدة الثقافية.

vipyazeed@hotmail.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد