عندما كانت اجهزة الدولة تحترم نفسها
لست عتيقا في عالم الصحافة, ورغم انني عملت في بلاطها وقبله في اطار العمل العام لسنوات الا انها لم تكن بالطويلة قياسا بعمر صاحبة الجلالة, لكن في خاطري صورة للاردن تغاير كل ما نراه الآن, صورة بناها تراث عائلي مع الصحافة قارب عمره الخمسين عاما, ومع العمل العام يطول لاكثر من ذلك, وتراث لعشيرتي والعشائر الاردنية عامة مع العمل السياسي عمره من عمر الاردن ان لم يكن اطول, كل هذا خلق في مخيلتي او بالاحرى رسخ فيها صورة لاردن المؤسسات ودولة القانون, الدولة التي توجد لاجل خدمة الوطن والمواطن لا لذبحه واجتراء اجهزتها عليه وعلى حقوقه القانونية والدستورية.
فمنذ سنوات اخذنا نرى التخلخل ينخر الكثير من مؤسسات هذا الوطن, والاجتراء على المواطن وكرامته يزيد, وعدم احترام القانون حتى من قبل رجاله يصبح هو الاصل, واصبح الفساد هو الاصل فيما النظافة والالتزام شذوذا يجب تقويمه والقضاء عليه, ومن ذلك حالات وقعت معنا في اللواء ارى ان ارويها للقارئ تاركا له الحكم, واضعا نصب عينيه ان هذه الحالات هي غيض من فيض لكنها أمثله على واقع الكثير من اجهزة الدولة.
الحالة الاولى بدأت عندما نشرت اللواء قبل نحو شهر او يزيد خبرا عن تجاوز سافر لاحد ضباط الامن العام, وبعد اكثر من اسبوعين على نشر الخبر اتصل ضابط علاقات عامة من الادارة التي يتبع لها مرتكب التجاوز مستفسرا عن التفاصيل, والتي قدمناها له طبعا لتتم معالجة الوضع, لكن فوجئنا بعد اقل من نصف ساعة من هذا الاتصال بالضابط مرتكب المخالفة يدخل مكاتب الصحيفة مرغيا مزبدا, ومتهددا متوعدا, وطاعنا في مصداقية الصحيفة متهمنا ايانا بأن المسألة (شخصية)!! في اظهار سافر لمدى عدم احترام هذا الرجل لجهازه بالدرجة الاولى, ولادارته بالدرجة الثانية, وللمؤسسة الصحفية التي اقتحمها ومن ورائها الجهاز الصحفي والقوانين التي تحكمه وتحكم علاقات اجهزة الدولة معه, لكن الاسوأ من ذلك اننا عندما اتصلنا بمديرية الامن العام لنبلغ عن هذا التجاوز وبعد ان اكد لنا المسؤولون ان هذا التصرف لن يمر بلا محاسبة, فوجئنا بأن شيئا لم يحدث بل زاد على ذلك اننا في اليوم التالي فوجئنا بصاحبنا يقف مقابل مبنى اللواء وبصحبته عدد من الاشخاص بالزي المدني وهو يشير لهم نحو مبنى الصحيفة وكاتب الخبر!!! هذا طبعا إن تغاضينا عن ضابط العلاقات الذي اتصل بنا وقبل ان يبلغ رؤساءه بالتفاصيل ابلغها لمرتكب التجاوز ذاته, فأي احترام هذا لجهازه ورؤسائه وللقوانين والانظمة؟!
الحالة الثانية وقعت قبل ذلك بنحو شهرين عندما نشرت اللواء قضية انسانية لفتاة اردنية مصابة بمرض عضال وتحتاج من يساعدها على تكاليف العلاج, وفي صبيحة اليوم التالي للصدور جاءنا اتصال من وزارة التنمية الاجتماعية يستفسرون فيه عن تفاصيل الحالة لمساعدتها, وبعد نحو ساعتين من هذا الاتصال فوجئنا بأهل الفتاة يتصلون وهم يصبون على رؤسنا اللعنات والدعوات, لأن مدير التنمية في المحافظة التي يقيمون فيها قام باستدعائهم الى مكتبه واهانتهم بسبب لجوئهم للصحافة -رغم ان الموضوع لم يأت من قريب او بعيد على اي ذكر للتنمية الاجتماعية- ثم صرفهم دون ان يقدم لهم اي مساعدة!! فاي احترام هذا لدوره ولمؤسسته وللمواطن المحتاج ولدور الصحافة الوطنية؟!!
اما ثالثة الاثافي والطامة الكبرى فكانت عندما نشرنا حالة لرجل عاجز يعيل عائلة من 8 افراد ولا عمل له ولا مأوى انساني يضمه واسرته, وفوق هذا تسبب حريق دب في سقف بيته القماشي باستشهاد كبرى بناته اثناء محاولتها انقاذ اخوتها, واصابة اخرى بحروق وتشوهات شديدة, وقبل ان تغرب شمس يوم نشر الحالة كانت المكرمة الملكية قد صدرت بعلاج هذا الرجل واسرته على نفقة الديوان الملكي العامر في احدى المستشفيات شبه الحكومية, لكن بعد أيام قليلة وبعد اجراء اقل من 10 بالمئة من الاجراءات الطبية التي يحتاجها الرجل وعائلته, فوجئ بقرار صرفه او بالاحرى طرده من المستشفى في ظل تجاهل كامل لحالته وحالة اسرته الصحية والمكرمة الملكية, وبسبب توسط طبيب من المستشفى لدى ادارتها مددت فترة علاجهم ايام قليلة اخرى دون اجراءات تذكر وتم صرفهم!! فأي احترام هذا لكرامة المواطن وصحته وحياته والاسوأ اي احترام هذا لمكارم الدولة على ابنائها؟؟!
وقد قمنا بمتابعة الحالة ونشر ما وقع للرجل فكان صدر صاحب الجلالة ارحب واوسع من صدور موظفي الدولة, الذين يظنون انفسهم اكبر منها ومن ابنائها, حيث أمر جلالته مباشرة بصرف مسكن لهذا الرجل وعائلته يليق بكرامة الاردني وانسانية المواطن, ولا زال المواطن وعائلته بانتظار أن تتسع صدور ادارة المستشفى وتسمح له باكمال علاجه أو على الاقل -وكما تمنى هو- ان تعالج بناته اللواتي ليس لهن احد الا الله, بعد ان بات الرجل موقنا من قرب اجله لكثرة ما يعانيه من علل واسقام.
هذه كانت غيضا من فيض ما نرى ونسمع من مقدار احترام اجهزة الدولة لنفسها, ولبعضها بعضا, ولمؤسسات الوطن والمجتمع, والاهم من ذلك للوطن والمواطن, فهل تُراه هذا هو الاردن الذي في خاطري ووجداني؟ وهل هذا هو الاردن الذي حارب من اجله الآباء والاجداد, وخاضوا معارك الثورة, وكفاح الاستقلال, وقبلوا من اجله بالسجن والنفي والتعذيب من اجل ان يعيش من يأتي بعدهم حرا سيدا في ارضه ووطنه كريما في عيشه؟؟!!
لا أظن ان هذا هو استقلالنا الذي نريد, ولا ما حارب الأردنيون لاجله عقودا واسهموا في سبيله باسقاط الامبراطورية العثمانية, وضحوا لاجله بابنائهم واموالهم ودمائهم؟!!
هزة أرضية في القاهرة .. تفاصيل
مهم للأردنيين الباحثين عن وظائف حكومية .. أسماء وتفاصيل
بورصة عمّان تغلق تداولاتها على ارتفاع
افتتاح المعرض الإنتاجي لطلبة BTEC في العقبة
بعد ضجة استقباله بالأردن .. راغب علامة يرد: المحبة مش هستيريا
اتخاذ أقصى العقوبات بحق من يمس المقدرات المائية بالأردن
الاحتلال ينذر بالإخلاء الفوري بعد إطلاق صواريخ من شمال غزة
الرواشدة يقرر تأسيس مكتبة للطفل في قضاء الجفر
مجلس الأمن يستمع إلى إحاطة بشأن خطورة الأوضاع بغزة
المتواضع صديق الفقراء .. وفاة رئيس الأوروغواي السابق موخيكا
صفقة أسلحة الأضخم تاريخياً بين أمريكا والسعودية
إنجاز كبير .. بلدية أردنية بلا مديونية
بيان من النقابة بخصوص الحالة الصحية للفنان ربيع الشهاب
مهم من التربية للطلبة في الصفين الثالث والثامن
تحويلات مرورية بتقاطع حيوي في عمّان اعتباراً من الجمعة
تحذيرات من موجة حر غير معتادة .. آخر مستجدات الطقس
متى تنتهي الموجة الحارة وتبدأ الأجواء اللطيفة
هام بخصوص تأجيل السلف والقروض لمنتسبي الجيش
الأردنيون على موعد مع انخفاض ملموس في درجات الحرارة
اكتشاف نيزك قمري نادر في وادي رم .. صور
اعتماد رخص القيادة الأردنية والإماراتية قيد البحث
الهيئة الخيرية الهاشمية ترفض أكاذيب موقع إلكتروني بلندن .. تفاصيل
تراجع كبير بمبيعات السيارات الكهربائية محلياً .. لماذا
حب ميرا وأحمد يُشعل سوريا .. خطف أم هروب